«تشريعية النواب» تعدد مكاسب قانون الإجراءات الجنائية الجديد    منظومة الشكاوى الحكومية: تلقينا 168 ألف شكوى وطلب استغاثة خلال شهر أغسطس الماضي    إجازة المولد النبوي الشريف 2024.. الإثنين أم الخميس؟    قراران جمهوريان بتعيين نواب لرئيسي النيابة الإدارية وقضايا الدولة    سؤال برلماني لوزير التعليم حول رفض التحاق 520 طالبا بثانوي خدمات    الصحة تعلن موعد انطلاق النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية    رفع 970 طن قمامة ومخلفات صلبة خلال حملات نظافة في كفر الشيخ    السبت 7 سبتمبر 2024.. أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة اليوم    غضب دولي واسع ضد إسرائيل لقتلها الناشطة عائشة نور    مسؤول أمني إسرائيلي سابق يكشف سبب إصرار نتنياهو على محور فيلادلفيا    صاحب التوقعات الصائبة منذ 40 عاما.. ماذا توقع المؤرخ آلان ليختمان بشأن الانتخابات الأمريكية؟    إبراهيم حسن: النوايا الطيبة لحسام حسن وراء الفوز على كاب فيردي    تحت شعار «صيف شبابنا».. جلسات إعداد نفسي للمشروع القومي للموهبة والبطل الأوليمبي في جنوب سيناء    5 معلومات عن هدير أبو نار زوجة أكرم توفيق لاعب الأهلي الثانية (صور)    «مهاجم قناص وصاحب تجربة عربية».. من هو ستراندبرج صفقة الأهلي المنتظرة؟    ضبط عصابة تزور عملات محلية وأجنبية للنصب على المواطنين بالفيوم    تغيرات جديدة في حالة الطقس تبدأ نهاية الأسبوع.. هل ترتفع درجات الحرارة؟    الحكومة تنفي شائعات مد اليوم الدراسي في مدارس الفترة المسائية    أحد حراس الهوية المصرية.. وزير الثقافة ينعي «التوني»: ترك بصمات لا تمحى    «watch it» تكشف تفاصيل شخصية إسعاد يونس في مسلسل «إنترفيو»: ضيفة شرف    ابنة ممدوح عبد العليم تشارك في أولى حلقات برنامج «كاستينج» لاكتشاف المواهب    الإفتاء تبين حكم شراء حلوى المولد النبوي والتهادي بها احتفالا بذكرى ميلاد الرسول    الصحة: بدء التشغيل التجريبي لحملة توصيل جرعات الدواء بالمجان ل400 مريض بالقليوبية    11 توصية خلال المؤتمر الأول للغدد الصماء والسكر بطب عين شمس    الرئيس الأوكراني يشارك في منتدى اقتصادي بإيطاليا للحث على دعم بلاده    إعصار ياجى يضرب شمال فيتنام بعد اجتياح مقاطعة هاينان الصينية    التنمية المحلية: حل 129 ألف شكوى تلقتها مبادرة صوتك مسموع    التعليم العالي: غلق كيان وهمي بالشرقية واتخاذ الإجراءات القانونية حياله    عاجل| شركات إماراتية تستعد للتنقيب عن الغاز الطبيعي في مصر    محافظ المنوفية يستقبل وزير الزراعة لتفقد عدد من المشروعات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 7-9-2024    أستاذ بالأزهر: مقاومة النفس والوهم طريق الوصول إلى حضرة الله    القنوات الناقلة لمباراة الأردن وفلسطين في تصفيات كأس العالم.. والموعد    حزب الله: استهدفنا تمركزات الاحتلال فى موقع يارون بقذائف المدفعية    «الصحة» تعلن تفاصيل النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والتنمية البشرية    ترتيب تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة للمونديال بعد فوز البرازيل وتعادل أوروجواي    بدء العمل بتنسيق القبول بجامعة الأزهر وتسجيل الرغبات إلكترونيًا| رابط    المنظمات الأهلية الفلسطينية: أكثر من 40 ألف نازح يتواجدون فى كل كليو متر    «اتهموه بالغرور».. محمد السيد يكشف كواليس فيديو أولمبياد طوكيو الشهير    خلال ساعات.. نتيجة تقليل الاغتراب 2024 عبر رابط التنسيق الرسمي    استعدادات مكثفة بأسوان للاحتفال بالمولد النبوي الشريف    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة السيارات بمنطقة بدر    ما الوقت الشرعي لقراءة أذكار الصباح والمساء؟.. الإفتاء تُجيب    هل يجوز للمرأة أن تخرج إلى المسجد مُتَعَطِّرة؟.. الإفتاء تجيب    حبس المتهم بالشروع في قتل صديقه وإشعال النار به بسبب خلافات قديمة بطوخ    الاستئناف تصدر قرارها في طلب رد المحكمة بقضية مضيفة الطيران التونسية.. بعد قليل    قوات الاحتلال تشنن حملة اعتقالات في الضفة الغربية    "مبادرة عنيك في عنينا " .. التحالف الوطنى يضبط إيقاع المنظومة الصحية فى مصر    جمارك مطار القاهرة الدولي تحرر 75 محضر تهرب وضبط جمركي خلال أغسطس الماضي    فحص أوراق سيارات المعاقين.. ضبط المخالفات وتفاصيل تطبيق الضريبة الجمركية    مواعيد مباريات اليوم السبت: مواجهات منتظرة في مجموعة مصر.. وظهور أحمد عبدالقادر    بقيادة المايسترو هاني فرحات.. ليلة استثنائية لتامر عاشور في السعودية (صور)    محاكمة مرتضى منصور في 6 قضايا سب وقذف.. اليوم    توقعات الفلك وحظك اليوم| برج الحوت السبت 7 سبتمبر.. اهتم بصحتك    مبروك عطية:" أبو حنيفة مين اللي أباح المساكنة.. إزاي الكلام ده"    قبرص تفوز على ليتوانيا في دوري أمم أوروبا    الزمالك نادي كبير على مستوى العالم.. مدرب منتخب إسبانيا يعلق على مفاوضات راموس (خاص)    طريقة عمل مهلبية قمر الدين.. في 10 دقائق فقط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محرم شرعا ومجرم قانونا.. حكم تصوير الأفعال الفاضحة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 24 - 07 - 2024

ورد الى دار الإفتاء المصرية سؤال نصة "ما حكم من يقوم بتصوير الأفعال الفاضحة المُخلّة بالحياء في الطريق العام ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي؟ وهل يختلف الحكم إن كان القصد من ذلك هو من باب إنكار المنكر؟
أجابت دار الإفتاء "القيام بتصوير الأفعال الفاضحة للآخرين ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي وغيره؛ يُعدُّ إشاعة للفاحشة في المجتمع ومن التعدي على قيمه وثوابته، وهو عمل محرمٌ شرعًا ومجرمٌ قانونًا، ولا يُعدّ من إنكار المنكر في شيء؛ بل هو منكر في ذاته.
وتابعت أنه الأجدر للناشر تقديم العون والنصيحة والإرشاد للفاعل ومنعه من ارتكاب هذا الفعل قدر إمكانه، بدلًا من التصوير والتشهير به، وأن ينأى بنفسه عن الوقوع في التهلكة أمانًا له، وصونًا لمجتمعه ووطنه، والواجب على أفراد الناس إذا وقعت تحت أيديهم مثل هذه المقاطع والصور ألَّا يُعاودوا نشرها أو ترويجها.
وأوضحت دار الإفتاء بالتفصيل حكم من يقوم بتصوير الأفعال الفاضحة ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي كمايلي:
حرص الإسلام على احترام خصوصية الإنسان، وهو أمر داخل في مقصد حفظ العرض، وهو أحد المقاصد الكبرى للشريعة، وشرع الله عزَّ وجلَّ لأجل ذلك من الأحكام والتشريعات ما يحفظ به للإنسان حقه في الخصوصية، في هيئته وصورته، وهذا ليس مقصورًا على أن يخترق الإنسان سترًا مسدلًا أو أن ينظر إلى عورةٍ، بل هو نهيٌ عن عموم اختراق خصوصية الآخرين بغير علمهم وبغير ضرورة لذلك.
ولما كان حفظ خصوصيات الجسد في هيئته وصورته أمرًا واجبًا؛ لا يحل استباحته إلا لسبب مما استقر على تسميته بأسباب الإباحة، وهي حالات تبيح -على خلاف الأصل- ما كان محظورًا؛ كأن يكون له سلطة قانونية تبيح له هذا التصوير: فقد جعلت الشريعة الإسلامية من آدابِ الطريق العام: غض البصر؛ فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ» فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ؛ إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: «فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا» قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: «غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ» متفق عليه.
وإذا كان من آداب الطريق، غض البصر، وكفُّ الأذى، فإن تصويرَ الناس فيه دون علمهم يشتمل على تجاوز غض البصر إلى استراق النظر وخرق الخصوصية التي كفلها الشرع الحنيف لعباده.
وأمر الشرع الشريف بالستر وغض الطرف عن عثرات الناس وعيوبهم، وعدم تتبع عوراتهم، وعدم التشهير بهم؛ لئلا يكون سببًا في نشر السوء من وجه، وسترًا وعونًا على التوبة وإصلاح النفس من وجه آخر؛ فعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
وفي رواية أخرجها الإمام ابن ماجه في "سننه": «مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَشَفَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِي بَيْتِهِ»؛ قال الإمام الصنعاني في "سبل السلام" (2/ 638، ط. دار الحديث): [من ستر مسلمًا اطلعَ منه على ما لا ينبغي إظهارهُ من الزلاتِ والعثراتِ، فإنه مأجور بما ذكره من سترهِ في الدنيا والآخرة؛ فيسترهُ في الدنيا بألَّا يأتي زلةً يَكْرَهُ اطلاعَ غيرهِ عليها، وإن أتاها لم يُطلعْ الله عليها أحدًا، وستره في الآخرة بالمغفرة لذنوبه وعدم إظهار قبائحه وغير ذلك] .
حكم تصوير ما يخل بالحياء العام ونشره على وسائل التواصل
تصوير ما يُخلّ بالحياء العام ونشره على وسائل التواصل، وجعلُ ذلك عرضة للتداول بين الناس أيًّا كانت وسيلة النشر والغرض منها -التربح أو إنكار المنكر أو الانتقام -أمرٌ يتعارض مع ما سبق ذكره، ويُعدُّ هتكًا لستر الآخرين بغير سبب مبيح، وهو إشاعة للفاحشة في المجتمع، فهو فعلٌ محرمٌ شرعًا، وموجب للإثم والعقوبة إن لم يلحقه توبة؛ لقول المولى عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19]. والآية عامة في الذين يَلتمسون العورات، ويشيعون الفواحش.
قال الإمام فخر الدين الرازي في "مفاتيح الغيب" (23/ 345، ط. دار إحياء التراث العربي): [لا شك أن ظاهر قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ﴾ يفيد العموم، وأنَّه يتناول كل مَن كان بهذه الصفة.. العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛ فوجب إجراؤها على ظاهرها في العموم] اه.
وعن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَنْ بَغَى مُؤْمِنًا بِشَيْءٍ يُرِيدُ بِهِ شَيْنَهُ حَبَسَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ» أخرجه الإمام أحمد في "المسند"، وأبو الشيخ الأصفهاني في "التوبيخ والتنبيه".
وفي رواية: «وَمَنْ قَفَّا مُسْلِمًا بِشَيْءٍ يُرِيدُ بِهِ شَيْنَهُ» أخرجها ابن أبي الدنيا في "الصمت"، والطبراني في "المعجم الكبير".
وفي رواية أخرى: «وَمَنْ رَمَى مُسْلِمًا بِشَيْءٍ» أخرجها أبو داود في "سننه".
قال العلامة مظهر الدين الزَّيْداني في "المفاتيح في شرح المصابيح" (5/ 242، ط. دار النوادر): [قوله: «مَنْ قَفَّا مُسْلِمًا» أي: من تبع مسلمًا؛ يعني: مَن تجسَّس عن حال مسلم؛ ليُظهر عيبه وليعيره: حبسه الله على الصراط حتى يَنْقَى مِن ذلك الذنب بإرضاء خصمه أو بالتعذيب].
اقرا ايضا | الإفتاء: التشويش على المصلي حرام شرعاً


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.