القارئ شريك في الحفاظ على المنصات المهنية ويجب تدريس التربية الإعلامية للجمهور تصوير : عصام صبري أكد الدكتور أسامة السعيد رئيس تحرير جريدة الأخبار، إن مهنة الصحافة سوف تظل موجودة ومستمرة لأنها مرتبطة بالمجتمع الإنساني منذ البداية وحاجته للتواصل والمعرفة، ولكن في المقابل هناك عدة تحديات تواجه الصحافة كصناعة، فهي كأي صناعة تتعرض لتحولات كبيرة في المدخلات والمخرجات وحتى أن ذائقة الجمهور اختلفت وخاصة مع التطورات المجتمعية والتكنولوجية والاقتصادية اقرأ أيضًا| مكتبة الإسكندرية تنظم ندوة بعنوان «تحديات صناعة المحتوى العربي» جاء ذلك خلال ندوة "مستقبل الصحافة في مصر" التي أقيمت الأربعاء، ضمن فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته التاسعة عشر وذلك بحضور ماجد منير رئيس تحرير الأهرام وعلا الشافعي؛ رئيس تحرير اليوم السابع ورئيس المحتوى بالشركة المتحدة وأدارها علاء عبد الهادي؛ مستشار مدير مكتبة الإسكندرية وأشار السعيد إلى وجود ثلاث مستويات لتلك التحديات أولها على مستوى التقني وهو متعلق بكيفية استيعاب التكنولوجيا. باعتبارها فرصة وليس تهديد حيث أن هناك بعض مبالغات تجاه مستقبل الصحافة من حيث المخاوف من الاندثار بسبب التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي حيث يمكن أن يكون هناك تكامل وترابط بينها وليس منافسة فقط وهي أحد التجارب التي قدمتها الأخبار. بإضافة كود qr للمحتوى الورقي لكي يشاهد القارئ صوت وصورة وفيديو خاص بالمحتوى على صفحات الجرائد و المسار الثاني هو التسويقي حيث أن المستقبل يتحدد بحسب القدرة على تسويق المحتوى الذي تنتجه والقدرة على جذب الجمهور مشيرا إلى وجود اتجاه لتوفير مصادر تمويل لوسائل الإعلام التقليدية من وسائل التواصل الاجتماعي حيث إنها تقدم جزء كبير من الضخ المعلوماتي والمعرفي فيجب ان نكون شريك في العائد المسار الثالث هو المسار التحريري حيث يجب التركيز على احتياجات الجمهور وتقديم محتوى جيد ومميز وخلق ثقة مع الجمهور الذي بات يطالع الأحداث بشكل سريع ويقدمها احيانا بنفسه و لكنه يحتاج إلى مابعد المعلومة السريعة من حيث التحليل وفهم التداعيات . مشيرا إل أن الثقة في المحتوى الرقمي تتراجع بشكل سريع وهذه فرصة للصحافة أن تعزز المصداقية بقدرتها على التحقق من المعلومات والتثبت من الخبر وأكد رئيس تحرير الأخبار أهمية اعتبار القارئ شريك في الحفاظ على الإعلام المهني ذي المصداقية وعدم الانشغال بالمنصات الزائفة وهذا جزء من المسؤلية المجتمعية وطالب السعيد بالاهتمام بتدريس التربية الإعلامية ودمجها في المناهج التعليمية ومؤسسات التنشئة الاجتماعية حتى يتعلم الجمهور كيفية التعامل مع المحتوى الإعلامي بشكل نقدي ويميز المعلومات الزائفة ولأي ينساق وراء المنصات المضللة، و أكد السعيد أهمية تحديد الجمهور بشكل علمي وفهم احتياجاته لتلبيتها من خلال الإعلام. بدوره أكد ماجد منير؛ رئيس تحرير الأهرام، ان الصحافة بكل أشكالها سواء المطبوع أو الإلكتروني هي رسالة هامة تخدم المجتمع وسوف تستمر ما دامت البشرية، مشيرًا إلى جريدة الأهرام سوف تحتفل قريبًا بمرور 150 عام على إنشائها ومنذ شهور قليلة احتفلت بصدور العدد رقم 50 الف .. وأشار "منير" إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه مستقبل الصحافة في مصر هو كيفية تقديم هذه الرسالة لجذب الجمهور، لافتا إلى أن نقابة الصحفيين تجهز لتنظيم مؤتمر عام لمناقشة هذه التحديات التي تواجه الصحافة وعلى على رأسها محور هام حول مستقبل الصحافة في مصر، بمشاركة أبناء المهنة كما أن الباب مفتوح أمام الجمهور لإبداء الرأي". ورفض "منير" المبالغة في وصف مخاطر مستقبل الصحافة في مصر، حيث أن انحسار توزيع النسخ الورقية يقابلها في الوقت ذاته ارتفاع في عدد المتابعين على الموقع الإلكتروني والمنصات الاجتماعية، ولذا لأي يجب تجاهل هؤلاء المتابعين. ولفت منير إلى الدور الهام الذي لعبه الإعلام المصري في الحرب على غزة طوال الفترة الماضية، حيث أدى دور مهم ومؤثر على الرأي العام الداخلي وكذلك على المستوى الدولي وخاصة فيما يخص قضية تهجير أهل غزة. بدورها قالت علا الشافعي، إن المهنة تواجه تحديات كبيرة للغاية بسبب طبيعة العمل المهني وكذلك التطور التكنولوجي الكبير المتسارع، والذي بدء مع ظهور المواقع الإلكترونية والهواتف الذكية التي تعد هي الخطر الأكبر، مما تسبب في تغير المعادلة بشكل كامل. وأضافت "الشافعي" إن الوضع الحالي متأزم حيث تعاني مصر من ظرف اجتماعي وسياسي غير مسبوق تحيط بها الصراعات والحروب من كل اتجاه، وهو ما يبرز دور الصحافة بصفتها مهنة أمن قومي. وشددت "الشافعي" إن الصحفي يحتاج إلى تدريب بشكل مستمر إذ أن الأدوات متغيرة طوال الوقت على سبيل المثال موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الذي كان في البداية وسيلة مساعدة للصحفي ولكن الآن أصبح عبء عليه وكذلك محرك البحث جوجل الذي أصبح منافس. وتابعت "الرهان الأساسي على الصحفي وكذلك على المحتوى الذي يقدم، لذا نحتاج إلى إعادة الثقة لدى القارئ، وخاصة الشباب الذين لا نعرف عنهم الكثير" بدورها ناقش الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية تحديد دور الإعلامي وأهمية تجاوزه دوره أو محاولة لعب دور الوصاية على الجمهور. وأشار الكاتب الصحفي علاء عبد الهادي مستشار مكتبة الإسكندرية إلى أن أهمية دور الإعلام في المجتمعات حيث يمكن أن يلعب دورا إيجابيا أو سلبيا ويخلق فارقا مجتمعيا كبيرا.