بمنطقة الخليفة بالقاهرة يقع ضريح «زهرة الروضة المحمدية» كما أطلق عليها المصريون، فهى ابنة الإمام الحسين وحفيدة الإمام علي، وأمها السيدة الرباب بنت امرئ القيس، أحبها المصريون منذ أول لقاء بينهم حينما قدمت للمرة الأولى إلى مصر، واستقر حبها فى قلوبهم بعد قدومها للاستقرار في المرة الثانية. كان للسيدات في مصر على وجه الخصوص حب من طابع فريد للسيدة سكينة، بعد أن عرف عنها طيب خلقها وحسن هندامها وأناقتها فقد كانت مثال للمسلمة القدوة قلبا وقالبا، حتى أنها سمين «سكينة» نظرا لهدوئها وسكينتها الدائمة، ومن قبلى لبحري يزورها المحبين لآل بيت النبي قاطعين المسافات الطويلة شوقا لها. بالرغم من صغر المسجد والضريح إلا أن ذلك لم يمنع الزائرين من التوافد على ضريح السيدة سكينة، فمن الإسكندرية جاءت فيروز فاروق، ربة منزل، مصطحبة بناتها فى رحلة إلى مساجد آل البيت جميعهم، جاءت وعلى وجهها ابتسامة كبيرة تنم عن المحبة والشوق، فهى التي اعتادت طوال السنوات الماضية ملازمة زيارة آل البيت فى كل فرصة، وأكدت ذلك قائلة «من أطفالي وهما صغيرين وأنا دايما بجيبهم فى رحلة لزيارة أحباب النبى آل بيته، ودايما بحكيلهم وأعرفهم عليهم ، وأن ازاى نبينا وصانا بمحبتهم». وتضيف:«احنا لا نتبرك بمقام او ضريح ولا نعتقد إلا في الله سبحانه وتعالى، وكلنا لازم نعلم أطفالنا الكلام دا ، فالقدرة بيد الله وحده، وفك الكرب بيده وحده، لكن فى نفس الوقت لازم نحب آل بيت النبي، ونستمر فى زيارتهم ونعرف الأجيال الجديدة بيهم، لانهم بضعة النبي وأحباؤه». من أسيوط قابلنا السيدة نادرة محمد وبنت اختها منى، واللتان قطعتا مسافة تزيد عن 7 ساعات للوصول إلى مسجد السيدة سكينة بنت الإمام الحسين، فتقول نادرو: «من صغرنا واحنا بنعشق آل البيت وكل ما نحس بضيق نشد الرحال للقاهرة، فهنا بنلاقى الراحة والسكينة والهدوء، وهنا بندعو ربنا بتفريج كربنا وتيسير أمورنا، وللسيدة سكينة محبة خاصة فى قلوبنا، لأنها الطاهرة العابدة اللى دايما بنستمتع بقراءة سيرتها، وبصراحة أفضل قرار خدته الدولة هو تطوير مساجد آل البيت، لأنه تكريم لكل محبيهم مش بس لسيرتهم العطرة».