دائما يخيب سعيهم فى بث الفتن والشكوك، ولا تنال أعمالهم الصغيرة من وعى الناس وحرصهم على وأد الفتن فى مهدها ، فمن ذاق طعم الهدوء والاستقرار لن يسمح بالفوضى، وكعادته فى كل المناسبات يحرص الرئيس على التحذير من دعاة الفتن والفرقة، وألا نسمح أن يدخلوا بيننا، لنظل متحدين وأقوياء. حائط الصد هو وعى الناس لما يدبر لبلدهم، ومهما قلنا الأسباب لتفسير كيف عبرت البلاد المحنة وتجاوزت الخطر، فالفضل يرجع للمولى عز وجل، الذى شاءت إرادته أن يرد كيدهم، ويحمى مصر ويحفظ شعبها. كان أشد المتفائلين بعد أحداث يناير، لا يتخيل ولا يتوقع أن تعبر مصر الكارثة، وتقف على قدميها، وتبنى وتشيد وتضرب الإرهاب، وتجتثه من جذوره إلا بعد سنوات طويلة، وهكذا يقول الرئيس «إحنا فى رعاية المولى عز وجل، ولازم تعرفوا إن اللى حمى البلد دى ربنا سبحانه وتعالى، ودائماً ندعوه ونتوسل إليه أن يحمينا، لأن هو ربنا وبيسبب الأسباب». المصريون شعب محترم ويقدرون رؤساءهم، وإذا انتقدوهم تكتسى كلماتهم بالوقار، وإذا غضبوا بادروا بالعتاب، ويحفظون جميل من يعمل لصالهم ويرفع شأنهم،والكرامة عند المصريين خط أحمر، ويرفعون أيديهم تحية لمن يُعلى شأنها ويدافع عن كرامتهم ويجعلهم أعزاء ولا يمدون أيديهم لأحد، ولا يسمحون لأحد أن يعايرهم بمشاكلهم وأزماتهم. دائما يخيب سعيهم والمصريون يحفظون لدولتهم ورئيسهم ، إنقاذ بلدهم من بطش الجماعة الإرهابية، والمضى فى طريق التنمية والبناء، بالصدق والصراحة والمواجهة والحلول الجذرية، بعيدا عن المسكنات التى تزيد المشكلات صعوبة وتعقيدا. العلمين فرحة شعب وتعكس الصورة الجديدة للمهرجان قوة مصر الناعمة التى غيرت المفاهيم وأثبتت أن الفن المصرى يتربع على عرش القلوب فى مصر والعالم العربى. ومصر فى أمس الحاجة لأن تنفض التراب عن الذهب، وأن تستعيد ثقافتها وحضارتها وفنونها وآدابها، وأن تحمى شعبها بسياج آمن من الوعى واليقظة، ووقف محاولات تجريف قوتها الناعمة، ولا تنفع معها ثقافة الانغلاق ولا إجهاض بوادر الإبداع، وإنما إضاءة مشاعل التنوير، والانفتاح على كل الثقافات والحضارات، والابتعاد عن التعصب وضيق الأفق. مهرجان العلمين يعيد مصر راعية للفنون، وكما كان كبار الفنانين العرب فى الستينيات يحصلون على شهادة ميلادهم الفنية من القاهرةً، أصبحت العلمين منطقة جذب كبار الفنانين العرب فى أجواء ساحرة وخلابة. ما يميز مصر هو زخم الإبداع الثقافى والفنى الذى كان ينتظر ما يزيح عنه الصدأ، وتلاحم الفنانين الكبار مع المواهب الصاعدة ووضعها فى بؤرة الأضواء، وهو ما بدأ بالفعل فى المشروعات الضخمة للشركة المتحدة، وسوف يؤتى ثماره لاسترجاع المكونات الفنية والثقافية بمختلف روافدها. من أهم أسباب الجفاف الثقافى والفنى فى السنوات السابقة، أن تقرير مصير الفن المصرى كان فى أيدى التمويل الخارجى، ولكن الصورة تغيرت وأصبحت المكونات فى أيدٍ مصرية أصيلة.