سمعت يوماً عن هذا الرجل الذى يحمل على كتفه إناء كبيرا مملوءا بالماء، كانوا يطلقون عليه «سقا».. كانت مهمة هذا الرجل وتجارته هى بيع قطرات الماء لكل بيت لقضاء حاجته من استحمام واستهلاك طعام، كان هذا «السقا» يمثل بالنسبة لهم الحياة، كان حضوره طاغياً، لم أتخيل أن أرى هذا الرجل الآن، يبدو أن أحدهم داخل شركة مياه الشرب بمنطقة منشية البكرى بالمريوطية قرر ذلك، أراد أن يعيد إطلالة هذا الرجل ويستحضره من التراث، تغافل متعمداً مصلحة أهالى قريتى قرية كعبيش بمنطقة المريوطية. عزيزى محافظ الجيزة المهندس عادل النجار لك أن تتخيل أنك تعيش بلا نقطة ماء واحدة لأكثر من 10 أيام متتالية وعندما تحاول أن تتقدم بشكوى فى شركة المياه التابع لها القرية والواقعة بمنشية البكارى من المريوطية يكون الرد: «بِنحِل المشكلة»، أكثر من شهرين وما زالت المياه لم تعد بعد، أكثر من شهرين ولا أحد يسمعنا، أكتب رغم أن بيتى لا تنقطع فيه المياه وهى نعمة عظيمة قد تعرضنى للحسد. أبعث برسالة استغاثة من أهالى قرية كعبيش الذين يعانون انقطاع المياه منذ أسابيع إلى محافظ الجيزة أن السادة مسئولى شركة مياه الشرب يعيشون فى سبات عميق داخل مكاتبهم الأنيقة ويتعاملون بمبدأ «غمض عينك تاكل ملبن». محافظ الجيزة.. أريد أن تتخيل معى هذا المشهد، منزل بلا مياه لمدة 10 أيام متتالية وأكثر من شهرين تزور فيها المياه بيوتنا لدقائق، كيف يعيش أهله؟! كيف يذهبون لعملهم؟! كيف يتأقلمون مع حرارة الصيف؟! هنا لا أتحدث عن قرية فى نهاية الدنيا أو وسط صحراء جرداء لم يصلها العمار لكن أحدثك عن قرية كعبيش القريبة من الطريق الرئيسى، عن قرية شهدت تطورا وتجديدا لكل شوارعها خلال السنوات الأخيرة، عن قرية بها مركز للشباب ووحدة صحية ومدرسة لكنها تعيش بلا نقطة ماء، المهندس عادل النجار لدينا ثقة كبيرة لما نسمعه عنك، لكن فى نهاية الأمر ليس لنا طمع سوى فى نقطة مياه تعيد الحياة لبيوتنا فهل من مجيب؟
