span style="font-family:" Arial",sans-serif"الحلقة الخامسة: span style="font-family:" Arial",sans-serif"في صباح اليوم التالي استيقظ ليث باكرا قصد المدينة دون أن يُعلم سيلا بالأمر؛ كان ينسحب على مهل. لكن سيلا حواسها تختلف عن حواس البشر العاديين بكثير بحكم أن معاشرتها للحيوانات وعيشها بالغابة لسنوات؛ فقد كانت تلك الحواس هي سلاحها الفتاك منذ سنوات وسر بقائها على قيد الحياة. span style="font-family:" Arial",sans-serif"لقد خرج وكانت وجهته بيت والدته على غير العادة ؛ span style="font-family:" Arial",sans-serif"( إصنع المعروف وإن لم يثمر فجزاء الله لا يقدّر ) span style="font-family:" Arial",sans-serif"قصد والدته الحنون لأنه يعلم حجم حبها وتضحياتها فلن ترفض له طلبا، ستكون معه أينما كان حتى في القرية، فلم يكن أمامه خيار أخر، لقد تعلم أن يفعل الخير ولا ينتظر شيء، كان ينسج ويخطط قصص تكون أقرب للواقع يتقبلها عقل والدته، من قصة الفتاة البرية المتوحدة . span style="font-family:" Arial",sans-serif"فور وصوله وتقبيل يدها استغربت كثيرا لحضوره الذي ما توقعته بعد ماحدث معه، لقد ابتعد عن المدينة بعد طلاقه الذي غير نظرته للحياة بعد عجزه أن يكون أب مع من لا يقدر تضحياتنا فكانت الصدمة التى حطمت معنوياته وغيرت نظرته لكل ماحوله وجعلته ينعزل عن العالم وما اتجاهه للقرية إلا هروبا من المجتمع ونظرة التشفي من أناس وواقع مؤسف إنه على يقين أنه (إنما الله يبتلي عباده المؤمنين). span style="font-family:" Arial",sans-serif"كانت فرحة والدته كبيرة للغاية ما جعلها تنسى حتى نفسها لقد استعدت فور سماع كلامه وتكراره لكلمة مفاجأة مذهلة، اتجهت معه من غير أن تناقشه على غير العادة وكانت دعواتها له لا تنقطع.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"أمّا سيلا فقد استحمت وغطّت في نومٍ عميق بعدَ تفكير في الغابة والحيونات. span style="font-family:" Arial",sans-serif"دخل ليث القرية رفقة والدته فكانت كل الأنظار تتجه نحوهم قاصدين القصر الذي وجد أمامه بعض الحيوانات الأمر الذي أرعب أمه كثيرا وبدا لها الأمر غريبا جدا مادفعها لتتقصى الأمر هذه الحيوانات المفترسة الأليفة في نفس الوقت . span style="font-family:" Arial",sans-serif"وبينما كان ليث منغمساً في بحثه عن بندقيته إستيقظت سيلا لتسمع حديث أمه واستفسارها وهو يحادثها لا تخافي يا أمي لأنني لم أخبرك بالأمر. span style="font-family:" Arial",sans-serif" خرجت سيلا من غير أن يحس بها ليث واتجهت إلى الخارج حتى التفت بها بعض الحيوانات المختلفة span style="font-family:" Arial",sans-serif"كانت والدته مذهولة وهي ترى ذالك المنظر وذاك الحب غير الطبيعي والدموع تحتبس داخل عينيها وما لبثت أن تقدمت قليلا حتى أخذ ليث بندقيته وخرج يركض ليرعبهم على تواجدهم المتكرر. span style="font-family:" Arial",sans-serif"التفتت سيلا لكلام أم ليث وصوت الرصاص فاتجهت تركض نحو الغابة والدموع تسبق خطواتها فبكت كثيرا ما استدعى ليث أن يركض وراءها. span style="font-family:" Arial",sans-serif"كانت الأم مندهشة مما يحدث فخرجت للقرية بعد قلقها الكبير مما حدث وقررت أن تجمع جميع الصيادين في القرية وكل شجعانها ليتجهوا وراء ليث للغابة؛ إنه قلب الأم .... span style="font-family:" Arial",sans-serif"لكن كل أهل القرية تجاهلوها، ما دعى لاستغرابها أكثر ... كان الطقس مشمساً في ذلك النهار رغم برودته وكان ليث يتبع آثار الأقدام التي خطتها سيلا وينادي باسمها من غير وعي لما يحدث.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"وما أن اقترب ليث منها حتى سمع صوت ارتطام كبير يصدر من ورائه، أما صيادوا القرية وأهلها فقد توجهوا إلى بيوتهم بعد ما تجاهلو كل كلام أم ليث .. span style="font-family:" Arial",sans-serif"وصل ليث وهو يحمل سيلا بين ذراعيه لتجدها أمه في حالة يرثى لها وكأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد أن تلون وجهها بالشحوب والدماء التي تسيل من رأسها نتيجه ارتطامها. span style="font-family:" Arial",sans-serif"وما أن رأت الأم سيلا على ذلك الحال استعجلت لإسعافها رغم ما كانت تحتبسه من ألمٍ دفين وخوف تملكها على ولدها، والأمر الغريب والذي أضحى يتعب أهالي القرية ويرعبهم هو انتشار بعض الحيونات المفترسة والخطيرة في كل أطراف القرية. span style="font-family:" Arial",sans-serif"يتبع..