يومًا تلو الآخر يُظهر الرئيس الأمريكى جو بايدن، علامات تقدمه فى السن مع استمرار ارتكابه لهفوات صاعقة أثارت رعب الديمقراطيين وحلفاء واشنطن بشأن قدراته العقلية، فيما تشير استطلاعات الرأى الأخيرة إلى تراجع شعبيته بقوة مقابل تقدم منافسه الجمهورى دونالد ترامب قبل أشهر من السباق الرئاسى. وأخطأ بايدن فى تقديم الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى قائلاً: «أقدم لكم الرئيس بوتين»، وانتشر تصريح أكبر رئيس سنًا فى تاريخ أمريكا، كالنار فى الهشيم خاصة أنه جاء على هامش منصة عالمية وهى قمة الناتو فى واشنطن. ومع تزايد الضغوط على بايدن حتى من المقربين منه للانسحاب من السباق الرئاسى لمنح فرصة ل»مرشح ديمقراطى جديد»، إلا أن الرئيس البالغ من العمر 81 عامًا يتمسك بالاستمرار، ولإثبات أنه الأكثر أهلية لقيادة الولاياتالمتحدة عقد مؤتمرًا لتلقى أسئلة الصحفيين والرد عليها بمفرده دون الحاجة إلى مساعديه. ولكن هفوة جديدة لبايدن جاءت بما لا تشتهيه آمال الديمقراطيين الأخيرة، إذ وصف ترامب بأنه «نائب الرئيس». ويبدو أن هفوات بايدن بعد أداء كارثى فى مناظرة رئاسية أمام ترامب يونيو الماضي، زادت من مخاوف الديمقراطيين وحلفاء أمريكا بشأن قدرته على هزيمة ترامب الذى قال إنه سيشجع روسيا على مهاجمة دول الناتو التى لا تلتزم بتعهداتها المالية حال عودته للبيت الأبيض. وبالنظر بشكل أعمق داخل الأوساط السياسية الديمقراطية من صانعى القرار، فليس هناك صوت يعلو فوق استبدال بايدن ولكن العقبة الوحيدة أمام تحقيق ذلك هى أن الرئيس يجب أن يتخذ قرار الانسحاب بمفرده. ووفقًا للتقارير الواردة من واشنطن، فإن الديمقراطيين أصبحوا أكثر انفتاحًا الآن على تجهيز بديل لخوض سباق البيت الأبيض حتى إنهم بدأوا فى اختبار مدى قوة نائبة الرئيس كامالا هاريس أمام ترامب عبر استطلاعات الرأى. وهناك أسماء ديمقراطية أخرى مطروحة خلف الكواليس، قد يتم الدفع بها فى اللحظة الأخيرة ومنهم السيدة الأمريكية الأولى ميشيل أوباما وحاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم. والسؤال الذى يطرح نفسه بقوة الآن: هل يتمكن الديمقراطيون من إقناع بايدن بالانسحاب وتحقيق موجة زرقاء فى الانتخابات الرئاسية تضمن لهم البقاء فى قيادة البيت الأبيض حتى 2028، أم أن اليمين بقيادة أول رئيس أمريكى سابق مدان جنائيًا، قادر على هزيمة أى مرشح يسارى فى المنافسة على كرسى البيت الأبيض؟