تتجه أنظار العالم غدًا الثلاثاء إلى العاصمة الأمريكيةواشنطن؛ حيث ستنعقد قمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» على مدار ثلاثة أيام متواصلة، وذلك تزامنًا مع الذكرى ال 75 لتأسيس الحلف؛ لمناقشة عدة قضايا هامة، أبرزها تطورات الحرب الروسية الأوكرانية والصراع المستمر بين الكوريتين. ويجتمع الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة حلف شمال الأطلسي في واشنطن، وذلك في ظل تكثيف روسيا لعملياتها العسكرية في أوكرانيا، في حين أنه من المفترض أن تركز القمة على تقديم ضمانات لأوكرانيا بشأن الدعم المستمر من الناتو، وإعطاء الأمل للشعب الأوكراني في إمكانية انتهاء الصراع الذي يعد الأكبر في أوروبا منذ عقود. اقرأ أيضًا: خطة لتشكيل عشرات الوحدات العسكرية في «الناتو» لمواجهة روسيا أزمة كوريا وروسيا تزايد حدة التوتر بين كوريا الجنوبيةوروسيا بعد ورود تقارير عن تسلم موسكو شحنات صواريخ باليستية ومدفعية من كوريا الشمالية لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، ستكون من ضمن أولويات قمة الناتو بحسب وكالة "رويترز". ورغم نفي كل من موسكو وبيونج يانج لهذه الادعاءات، فإن العلاقات بين الدول الثلاث تتجه نحو مزيد من التعقيد، حيث تعتبر كوريا الجنوبية منذ فترة طويلة واحدة من الدول "الأكثر ودًا بين الدول غير الصديقة" لروسيا. وفي يونيو، أثارت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية، وقيامه بتوقيع معاهدة دفاع مشترك مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون غضب كوريا الجنوبية. وقد أكد الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول على أن كوريا الشمالية تمثل تهديدًا للمجتمع الدولي، مشددًا على ضرورة أن تتخذ روسيا قرارات عقلانية بشأن علاقاتها مع الكوريتين بما يتماشى مع مصالحها الاستراتيجية. اقرأ أيضًا: عضوية أوكرانيا.. تتصدر أولويات الناتو قمة «الناتو».. اختبار كبير أمام «بايدن» وسيحول الرئيس الأمريكي، اهتمامه بعيدًا عن حملته الانتخابية الصعبة ليستضيف قادة دول حلف الناتو ال32 لمدة ثلاثة أيام ابتداءً من الخميس، وذلك خاصة بعد أدائه المتعثر في المناظرة المتلفزة الأولى بموسم انتخابات أمريكا 2024 أمام الرئيس السابق دونالد ترامب. وتأتي قمة الناتو بواشنطن في وقت تشهد فيه أيضًا، فرنسا اضطرابات سياسية كبيرة مع صعود اليمين إلى مشارف السلطة في الانتخابات التشريعية المبكرة، مما يضيف بُعدًا جديدًا للمناقشات والتحديات التي تواجه قادة الحلف. ضغوط قوية على المجر ويواجه رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، تدقيقًا واسعًا بعد زيارته المثيرة للجدل إلى موسكو، حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فضلًا عن أن هذه الزيارة تاتي في وقت حساس، حيث يتولى أوربان رئاسة الاتحاد الأوروبي الدورية، وتلقي بظلالها على المحادثات التي سيجريها قادة حلف شمال الأطلسي خلال القمة المقبلة، التي تتضمن جلسات عمل ومأدبة عشاء رسمية واجتماعات ثنائية. اقرأ أيضًا: حلفاء الناتو يعززون سياستي حماية الأطفال في النزاعات ومكافحة الاتجار بالبشر وأوضح مسئول أوروبي، طلب عدم الكشف عن هويته، الأسبوع الماضي: "أن هناك الكثير من الأحاديث والشكوك بسبب الأوضاع الداخلية في كل بلد"، مؤكدًا على أن هدف القمة سيكون "تبديد هذه الهواجس". أبرز التساؤلات المطروحة في قمة «الناتو» أما عن أحد أبرز التساؤلات في القمة، التي سيحضرها أيضًا الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، هو: ما الرسالة التي يمكن توجيهها إلى كييف؟ رغم أن قادة الحلف أشاروا منذ قمة فيلنيوس العام الماضي إلى احتمال انضمام أوكرانيا في المستقبل، فإنهم لم يقدموا دعوة رسمية بعد، بسبب استمرار النزاع مع روسيا. ومن المتوقع أن يتولى حلف "الناتو" تنسيق المساعدات العسكرية الغربيةلأوكرانيا، وهي مهمة تقوم بها حاليًا الولاياتالمتحدة. وقد تكون هذه الخطوة غير مسبوقة، حيث كان الحلفاء حتى الآن يتجنبون أي تصعيد يمكن أن يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، ومن المتوقع أن يوافق الحلف على تقديم دعم عسكري لأوكرانيا بقيمة حوالي 43 مليار دولار سنويًا، إلى جانب تزويدها بأنظمة دفاع جوي جديدة، بحسب "رويترز" للأنباء. اقرأ أيضًا: الولاياتالمتحدةوفرنسا تبحثان نتائج قمة "الناتو" ويقتصر دور الحلف على الدفاع العسكري عن الدول الأعضاء البالغ عددها 32 دولة، وفقًا للالتزام المشترك بالدفاع المتبادل، والمحافظة على السلام في أوروبا وأمريكا الشمالية. ويسعى قادة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي تأسس في عام 1949 لضمان الدفاع المشترك ضد التهديدات السوفياتية وتوسع مؤخرًا بانضمام فنلندا والسويد نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، إلى تعزيز وحدة الصف.