أقدم رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر على تشكيل حكومته الجديدة بطريقة مبتكرة، إذ عين عدداً من الوزراء من خارج الأوساط السياسية التقليدية. هذا النهج الجديد في تشكيل الحكومة يهدف إلى جلب الخبرات المتنوعة والكفاءات العالية لخدمة البلاد، في ما يُعرف ب "حكومة المواهب". اقرأ أيضًا: بريطانيا.. حزب العمال ينهى حكم المحافظين ويتجه «يسارًا» مزيج من الخبرة السياسية والكفاءات الخارجية وفقاً لما ذكرته صحيفة الجارديان البريطانية، فإن ستارمر قام بالجمع بين استدعاء وزراء سابقين من حكومة حزب العمال السابقة وتعيين شخصيات بارزة من خارج عالم السياسة. فقد أعاد دوجلاس ألكسندر، الذي عاد للبرلمان في الانتخابات الأخيرة، إلى منصب وزير التجارة، كما منح جاكي سميث، التي شغلت منصب وزيرة الداخلية في عهد جوردون براون، لقب البارونة وعينها وزيرة للتعليم. ومن الشخصيات البارزة التي تم تعيينها من خارج الأوساط السياسية، نجد باتريك فالانس، كبير المستشارين العلميين السابق، الذي تم تعيينه وزيراً للعلوم. كما تم تعيين جيمس تيمبسون، رجل الأعمال والناشط في مجال إعادة التأهيل، وزيراً للسجون. تعيين مثير للجدل في منصب النائب العام من أبرز التعيينات التي أثارت اهتماماً خاصاً، تعيين ريتشارد هيرمر، الخبير في القانون الدولي، في منصب النائب العام. وقد لاقى هذا التعيين ترحيباً من قبل كبار الشخصيات القانونية في بريطانيا. ويأتي هذا التعيين في وقت حساس، حيث من المرجح أن يحتاج ستارمر إلى مشورة منتظمة بشأن الصراع في غزة. وكان هيرمر من بين مجموعة من المحامين اليهود الذين وقعوا على رسالة تحذر من ضرورة أن يسترشد القانون الدولي باستجابة إسرائيل لهجوم حماس في 7 أكتوبر. وقد أشادت الصحيفة بخبرة هيرمر في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي. عودة إلى نهج «حكومة المواهب» يرى حلفاء ستارمر أن هذه التعيينات الخارجية تُظهر عزم رئيس الوزراء على قيادة البلاد بطريقة غير أيديولوجية. وتجدر الإشارة إلى أن هذا النهج ليس جديداً تماماً، فقد سبق لجوردون براون أن قام بتعيينات خارجية مماثلة عندما تولى رئاسة الوزراء في عام 2007. ومع ذلك، فإن هذا النهج لا يخلو من المخاطر، إذ واجهت تجربة براون بعض الانتقادات، حيث لم يستمر بعض الوزراء الخارجيين في مناصبهم لفترة طويلة، كما اشتكى اللورد جونز لاحقاً من أن العمل كوزير مبتدئ كان "واحدة من أكثر التجارب التي تجرد الإنسان من إنسانيته وشخصيته". تحديات وآمال يواجه نهج ستارمر في تشكيل "حكومة المواهب" تحديات عدة، فمن ناحية، قد يؤدي تعيين شخصيات من خارج الأوساط السياسية إلى إثارة استياء بعض السياسيين المخضرمين في الحزب. ومن ناحية أخرى، قد يواجه هؤلاء الوزراء الجدد صعوبات في التكيف مع العمل السياسي وبيروقراطية الحكومة. ومع ذلك، فإن هذا النهج يحمل آمالاً كبيرة في جلب أفكار جديدة وخبرات متنوعة إلى الحكومة، فتعيين خبراء في مجالاتهم كوزراء قد يساعد في تحسين صنع السياسات وتنفيذها بشكل أكثر فعالية.