في تطور لافت للسباق الرئاسي الأمريكي، اعترف الرئيس جو بايدن بأنه "أخفق" في المناظرة الأخيرة التي جمعته بمنافسه الجمهوري دونالد ترامب، وفي حديث لمحطة إذاعية في ولاية ويسكونسن، أقر بايدن بأنه ارتكب "خطأ" في أدائه المتعثر خلال المناظرة، لكنه في الوقت نفسه حث الناخبين على تقييمه استناداً إلى إنجازاته خلال فترة رئاسته في البيت الأبيض، بدلاً من التركيز على هذه الواقعة المنفردة. وسط تصاعد التكهنات حول مستقبل حملته الانتخابية، سعى بايدن جاهداً لطمأنة كبار الشخصيات في الحزب الديمقراطي، بما في ذلك حكام الولايات وأعضاء فريق حملته الانتخابية. وفي مكالمة موسعة مع فريق الحملة، أكد بايدن بحزم موقفه قائلاً: "أنا مرشح الحزب الديمقراطي. لا أحد يدفعني للخروج. لن أغادر"، وفقاً لما نقله مصدر مطلع لشبكة بي بي سي نيوز. وقد انضمت إليه في هذه المكالمة نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي جددت تأكيد دعمها الكامل له. وفي خطوة لتعزيز موقفه وطمأنة أنصاره، أرسلت حملة بايدن-هاريس رسالة لجمع التبرعات عقب المكالمة، حيث صرح بايدن بلهجة حاسمة: "دعوني أقول هذا بوضوح وبساطة قدر الإمكان: أنا أخوض الانتخابات". هذا التصريح جاء ليضع حداً للتكهنات المتزايدة حول احتمالية انسحابه من السباق الرئاسي. ويأتي هذا التطور في وقت تتزايد فيه الضغوط على بايدن للانسحاب، خاصة مع ظهور نتائج استطلاعات رأي تشير إلى اتساع الفجوة لصالح منافسه الجمهوري. فقد كشف استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز بعد المناظرة مباشرة أن ترامب يتقدم الآن بأكبر فارق حتى الآن، إذ يتفوق على بايدن بست نقاط كاملة. كما أظهر استطلاع آخر نشرته شبكة سي بي إس نيوز، الشريك الأمريكي لبي بي سي، تقدم ترامب بثلاث نقاط في الولايات المتأرجحة الحاسمة. وقد أدت هذه النتائج المقلقة لحملة بايدن إلى دفع بعض المانحين الديمقراطيين وأعضاء الكونجرس للدعوة علناً إلى تنحي الرئيس. من بين هؤلاء راميش كابور، رجل الصناعة الأمريكي من أصل هندي المقيم في ماساتشوستس، والذي نظم حملات لجمع التبرعات للديمقراطيين منذ عام 1988. وقد صرح كابور لبي بي سي قائلاً: "أعتقد أنه حان الوقت له لتمرير الشعلة. أعلم أن لديه الدافع، لكنك لا تستطيع محاربة الطبيعة الأم". ورغم هذه الضغوط المتزايدة، نفى البيت الأبيض وحملة بايدن بشدة التقارير التي تشير إلى أنه يدرس بجدية مستقبله السياسي. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيير، أن التقارير التي تتحدث عن احتمال انسحابه "غير صحيحة على الإطلاق"، مشددة على التزام بايدن بهزيمة ترامب للمرة الثانية في الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر. في خضم هذه التطورات، التقى بايدن بمجموعة من 20 حاكماً للولايات من مختلف أنحاء البلاد، بمن فيهم غافين نيوسوم حاكم كاليفورنيا وغريتشن ويتمر حاكمة ميشيجان، وكلاهما تم تداول اسمه كبديل محتمل في حال تنحي بايدن. وعقب الاجتماع، صرح ويس مور حاكم ماريلاند للصحفيين قائلاً: "لطالما كان الرئيس داعماً لنا، ونحن سندعمه أيضاً". وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، تشير التكهنات إلى أن كامالا هاريس لا تزال تعتبر البديل الأكثر احتمالاً في حال انسحاب بايدن. ورغم أن هاريس البالغة من العمر 59 عاماً عانت من معدلات تأييد منخفضة، إلا أن دعمها بين الديمقراطيين قد ازداد منذ المناظرة بين بايدن وترامب.