113 يومًا من الصراع الدامي في غزة، فلا يزال ضوء القتال أخضرًا في أراضي القطاع، ولا تزال أعداد الضحايا في ارتفاع وسط تتواصل الأزمة الإنسانية، ولكن يبدو حتى أن هذا النزاع لا يشكل ما يكفي بالنسبة لإسرائيل، إذ قرر الاحتلال بناء منطقة عازلة على طول حدود غزة سعيًا لتحقيق أهدافه وخططه، دون النظر إلى التحذيرات الدولية أو حتى إلى التصريحات الأمريكية المعارضة لهذا القرار. حيث إنه رغم رفض الولاياتالمتحدةالأمريكية للفكرة، إلا أن إسرائيل تواصل تنفيذ خططها، ليكون مصير الأراضي الزراعية والمباني القريبة من الحدود هو التجريف، وفقًا لخطط الاحتلال الإسرائيلي. «المنطقة العازلة».. من منطقة زراعية لعسكرية محظورة وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، بتصريحات لجندي إسرائيلي وكذلك أفراد من قوات الاحتياط، حيث أكدوا أن الأوامر التي وردت لهم من قادتهم تشير إلى تطهير منطقة بعرض كيلو متر على طول الحدود، ضمن خطة إسرائيلية لإنشاء منطقة أمنية عازلة داخل قطاع غزة، تحظر دخولها للفلسطينيين. وتستخدم القوات الإسرائيلية، وفقًا للصحيفة الأمريكية، جرافات ومعدات ثقيلة لتجريف الأراضي الزراعية وتسويتها بالأرض، بالإضافة إلى هدم المنشآت والمباني، وإغلاق ممرات الأنفاق التابعة لحركة "حماس" في غزة التي قامت بعملية طوفان الأقصى في الداخل الإسرائيلي بالسابع من أكتوبر المنصرم. وأكد أحد الجنود الإسرائيليين أن كل ما كان موجودًا على الأرض في هذه المنطقة المستهدفة على الحدود كانت زراعات في الغالب، والآن أصبحت منطقة عسكرية محظورة تمامًا، بحسب "العربية" الإخبارية. ما هو هدف الاحتلال من إنشاء المنطقة العازلة؟ وتهدف المنطقة العازلة إلى تحقيق أهداف أمنية للإسرائيليين، حيث يسعون لنزع سلاح غزة وإعادة السكان الإسرائيليين إلى البلدة القريبة من الحدود. وتؤكد الصحيفة الأمريكية أن إقامة هذه المنطقة ستمنح مجالًا واضحًا للرؤية، مما يتيح للقوات الإسرائيلية رصد أي شخص يقترب من الحدود. «استياء» واشنطن من قرار إسرائيل وأعرب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عن استيائه من التصريحات الإسرائيلية حول ضرورة إنشاء منطقة عازلة على طول ممر فيلادلفيا في غزة. وأكد بلينكن في تصريحات صحفية مفادها: "إذا كان هناك حاجة إلى ترتيبات انتقالية... فهذا شيء مختلف، ولكن عندما يتعلق الأمر بالوضع الدائم في تشكيل أراضي غزة، فقد كنا واضحين، ونظل واضحين بشأن عدم التعدي على أراضيها". وفي وقت سابق أيضًا، قد أصدر البيت الأبيض بيانًا مماثلًا لهذا القرار، حيث أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، على أن وجهة نظر الولاياتالمتحدة لم تتغير، وقال، "لا نريد أن نرى تقليص مساحة غزة بأي شكل من الأشكال، ولن ندعم ذلك.. لقد كنا واضحين ومتسقين للغاية في العلن وفي السر".