وسط حالة من الترقب للخطوة التالية للمجلس العسكرى الجديد فى الجابون غداة الانقلاب على الرئيس على بونجو، طالبت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) بعودة النظام الدستورى سريعا إلى الجابون، ونددت المجموعة أمس باستخدام القوة لحل الخلافات السياسية والاستيلاء على السلطة. وقبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى مدينة طليطلة الاسبانية، أعلن مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد جوزيب بوريل أن العسكريين فى الجابون تدخلوا بعد انتخابات شابتها مخالفات مشددا على أنه لا يمكن مقارنة الانقلاب العسكرى هناك بالانقلاب فى النيجر. اقرأ ايضاً| رفع الحصانة عن السفير الفرنسى بالنيجر وقال بوريل «الانقلابات العسكرية ليست الحل بالطبع، لكن يجب ألا ننسى أنه فى الجابون جرت انتخابات مليئة بالمخالفات». وأشار بوريل إلى أن تصويتا مزورا يمكن اعتباره بمثابة «انقلاب مؤسساتي» مدنى وأضاف «لا أستطيع القول إن الجابون كانت بلدا ديموقراطيا تماما، مع عائلة تحكم البلاد منذ خمسين عاما»، وأوضح أن الدبلوماسيين الأوروبيين يعملون من أجل التوسط لحل الأزمة فى الجابون، وأنه ليس هناك خطط لإجلاء مواطنيهم، كما حدث فى النيجر. من جانبها، حثت الخارجية الأمريكية جيش الجابون على «الحفاظ على الحكم المدني» وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر فى بيان «نحث من هم فى سدة المسئولية على إطلاق سراح أعضاء الحكومة وعائلاتهم، وضمان سلامتهم والحفاظ على الحكم المدني»، وأضاف «الولاياتالمتحدة تشعر بقلق عميق حيال تطور الأحداث فى الجابون، ونحن لا زلنا نعارض بشدة الاستيلاء العسكرى أو الانتقال غير الدستورى للسلطة»، جاء ذلك بعدما أعلن البيت الأبيض أنه «يتابع عن كثب» الوضع فى الجابون وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى جون كيربى، إن «الوضع مقلق جدا.. سنواصل بذل كل ما فى وسعنا لدعم فكرة المُثل الديمقراطية التى يعبر عنها الشعب الإفريقي»، وأكد أن دبلوماسيى الولاياتالمتحدة وعسكرييها الموجودين فى الجابون بأمان. ورفض التعليق على إعادة انتخاب بونجو مؤكدا أن الولاياتالمتحدة «تركز على العمل مع الشركاء فى إفريقيا وجميع سكان القارة للمساعدة على دعم الديمقراطية». من جهة أخرى، انتشر فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر اقتحام منزل الرئيس المعزول وقد عثر فيه على حقائب مليئة بحزم من الأوراق النقدية والفرنك الأفريقى والدولار واليورو. فى غضون ذلك، أعلنت مجموعة التعدين الفرنسية «إيراميت» استئناف أنشطتها فى الجابون صباح أمس بصورة تدريجية وذلك بعد توقفها على إثر الانقلاب. وقالت المجموعة فى بيان إنها قررت بالنظر إلى المعلومات استئناف النقل عبر السكك الحديدية على الفور واستئناف أنشطة الاستخراج. وأضافت أن «الإنتاج فى منجم مواندا توقف فى المجمل لمدة 24 ساعة والنقل بالسكك الحديدية لمدة 18 ساعة». كما أعلنت المجموعة أنّ سير قطارات الركاب سيظل متوقفاً «حتى إشعار آخر».
