واجهت الأعمال التى تناولت سير حياة الشخصيات التاريخية كثيرا من الثناء والنقد أيضا، وكانت المسلسلات الدينية والتاريخية تعانى غالبا من فقر الإنتاج وأحيانا نمطية الإخراج والمبالغة فى أداء الممثلين، أو عدم توافق الرؤية الدرامية مع التوثيق التاريخي، وأثار بعضها جدلا يخص مسألة تصوير الصحابة وتجسيد شخصياتهم، ورغم ذلك تظل علامات بارزة وضرورة لتعريف الناس بأشخاص مؤثرين وأحداث مهمة . ومنذ مسلسل الخليفة عمر بن عبد العزيز الذى انتج عام 1994 ، تزايد الاهتمام بالدراما التاريخية بين فئات أكبر، خاصة مع الاستعانة بنجوم كبار أجادوا تجسيد أدوارهم، ثم جاء مسلسل أبو حنيفة النعمان عام 1997 ، وتبعه مسلسل عصر الأئمة ، ثم مسلسل صقر قريش ثم مسلسل الطارق عام 2004 عن قصة طارق بن زياد وفتح الأندلس ، ثم مسلسل قمر بنى هاشم الذى يستعرض السيرة النبوية كامله من لحظة الميلاد حتى الوفاة، والذى اعتبره بعض النقاد مرجعا تاريخيا لدقة محتواه، ثم مسلسل عمر عام 2012 وهو واحد من أفضل المسلسلات على الإطلاق لاعتماده على حقائق تاريخية موثوقة عن سيرة عمر بن الخطاب والذى حظى بإنتاج ضخم ونسب مشاهدة مرتفعة وأيضا انتقادات عنيفة لتجسيد شخصيات كبار الصحابة، ثم جاء مسلسل الإمام أحمد بن حنبل عام 2017 ليسرد سيرة رابع الأئمة الأربعة وتلميذ الإمام الشافعي، وهو إنتاج قطرى ضخم تعرض لانتقادات أيضا. أما مسلسل رسالة الإمام عن سيرة الإمام محمد بن إدريس الشافعى ومذهبه وفكره وماتعرض له خلال سنوات إقامته فى مصر، فلا يمكن تجاهل الأداء المتميز للمشاركين فيه وخاصة الفنان خالد النبوي، وتميز الإخراج والتصوير والديكور والملابس، ولايمكن إغفال الجهد الذى قام به فريق من خبراء اللغة لتدريب الممثلين ومراجعة طريقة النطق، ولا إغفال أهمية المسلسل والسيرة التى يتناولها لأكثر الأئمة تأثيرا فى المصريين، والذى تستحق سيرته كاملة أكثر من عمل درامي.
