طرح منتدى الأخبار للحوار الملف الساخن للإعلام المصري والفضائيات المصرية والعربية من خلال التركيز على الوضع الراهن لمنظومة الإعلام وملامح الفترة القادمة وأثرها على حرية الإعلام. تناول الحوار أهم المشاكل والتحديات التي تواجه الإعلام في المرحلة الحالية حيث رفض ضيوف المنتدى الاتهامات الموجهة للإعلام بأن يكون شماعة تعلق عليها السلطة التنفيذية أخطاءها. وأجمع ضيوف المنتدى على أن أخطر ما يواجه الإعلام حالياً هي رقابة السلطة التنفيذية وضغوط الإعلان، والتشريعات القديمة، والافتقاد للمهنية وغياب التدريب والتطوير بميثاق شرف إعلامي يراقب الآداء مع ضمان حرية الإبداع. حضر المنتدى رئيس القنوات المتخصصة علي عبد الرحمن ورئيس التليفزيون المصري عصام الأمير ورئيس قناة مصر 25 حازم غراب ومدير الأخبار بقناة النهار خالد مرسي والإعلامى بقناة دريم وائل الابراشي والإعلامي بقناة الحياة محمود مسلم. من جانبه أكد رئيس القنوات المتخصصة علي عبد الرحمن في بداية حديثه فى الحلقة الأولى من المنتدى على وجود حالة من الامتلاك الإعلامى شهادتها البلاد فى المرحلة الأخيرة من بعض هجوم الفضائيات فى القنوات الحكومية والخاصة والمستقلة حيث ساهم هؤلاء النجوم فى تضليل الرأي العام بمعلومات خاطئة مستغلة تأثيرها في الرأي العام مما أدى الى حالة من الاحتقان والتذمر. كما أكد عبد الرحمن أن هذا الامتلاك ظهر واضحًا فى القنوات الخاصة فى الوقت الذي لم ينساق فيه الإعلام الوطنى لهذا الانفلات الإعلامي والاخلاقي وبرغم وجود بعض الأخطاء وبعض الاتهامات الكاذبة التى وجهت للإعلام الوطنى مثل التخاذل والترهل والضعف إلا أن هذه التجاوزات لم تصل إلى حد الانتهاكات التي صدرت من قبل الاعلام الخاص وذلك بسبب المتابعة المستمرة. فيما دعا الإعلامي محمود مسلم إلى إعادة الإعلام إلى صدارة المشهد السياسي فالإعلام الحكومى الآن في أزمة حقيقية، فالقضية ليست إعلامًا خاصًا أو حكوميا وإنما هى وجود انفلات حقيقي وما يثير علامات الاستفهام بالفعل واستمرار ذلك الانفلات فى الوقت الذي يجب أن يكون الإعلام على قمة أولويات الانضباط وهو ما نفتقر اليه فى هذه المرحلة بجانب تحديات تنظيمية والحاجة الى توفير متابعة حقيقية للإعلام الخاص وفق معايير المهنة. وأكد رئيس قناة مصر25 حازم غراب أن مصداقية الإعلام" في النازل" وأن سمعة الاعلاميين ليست فوق مستوى الشبوهات وهذا يضع المهنة فى خطر شديد مضيفا أن المهنة بالفعل أصبحت مهنة من لا مهنة له فلا يعقل ان تصبح اعلاميا بدون صقل او تدريب او إعداد. وتساءل "من يملك الوسيلة الاعلامية وما هدفه؟" مؤكدًا أنه يجب مراقبة الأموال التي أنشأها لإدارة القناة والتحقق من الشركات المعلنة والوكيل الاعلامى باعتبار أن الإعلام أحد الوسائل التي تتدخل في السياسة التحريرية والتي تتوغل لتحقيق اهداف خاصة لصالح دولة أو منظمة ما ومن ثم علينا دعم التليفزيون والإعلام الحكومى الذي يضم الكثير من الشرفاء. فيما رفض الإعلامي وائل الإبراشي الاتهامات المتكررة للاعلام قائلاً "لا أريد مهاجمة الإعلام الخاص لأنه هو من عرف الناس بثقافة الاحتجاج وكان سببًا فى تشكيل وعي الناس فى السنوات الأخيرة"، إلا أن الإعلام الآن أصبح الشماعة الجاهزة، و"الملطشة" التي تعلق عليها السلطة التنفيذية أخطاءها ، وعلى الجميع أن يدرك أن الإعلام ما هو إلا حجة فى مواجهة الحجة فالإعلام بالوضع الحالي على وشك الانتهاء ما لم يكن انتهى بالفعل. وقال الإبراشي: علينا أن ننصف الإعلام الخاص الذي كان السبب الرئيسي في قيام ثورة يناير والتوقف عن استخدام الإعلام كشماعة أخطاء للمسؤولين بالاضافة إلى إنشاء مجلس قومي للإعلام يقوم أصحاب المهنة فيه بإعداد ميثاق الشرف بعيدًا عن السلطة مع إلغاء وزارة الإعلام وتطوير الإعلام الخاص من نفسه فى إطار التليفزيون المرئي. وحول تحديد ملامح القضية والخروج من الأزمة قال مدير إدارة البرامج بقناة النهار خالد مرسي: إذا كنا نتفق على ميثاق شرف يضعه الاعلاميون بأنفسهم فلا بد أن نعترف بغياب المعايير التي تتم على أسسها اختيار العناصر ومن سيقر هذا الميثاق دون الدخول فى نفق مظلم . وحول مدى تأثير الإعلان على الإعلام وعلى المضمون رأى عبد الرحمن أن الوكيل الإعلانى يتدخل على محورين الأول يكون محموداً ليوفر حدًا أدنى للضمان المالي للقناة بالاستعانة بنجم إعلامي يلتف حوله الجمهور ويحقق نسب مشاهدة أعلى وقدرًا كبيرًا من الإعلانات أما المحور الثاني وهو مذموم والمقصود به التدخل وما قد يحدثه هذا التدخل من أثر سلبي فى عملية التمويل من قبل الوكيل الإعلاني وتدخله فى كل شيء، مطالبًا بتحرير الإعلام من أي قيود على أن يتم تمويله برأس مال وطني من الدولة.