منصات أجنبية عديدة وضعت المشاهد العربى هدفاً لها، وسعت للتركيز على نشر أفكارها وكشفت عن توجهاتها، فى ترويج «المثلية» عبر المحتوى الذى تصدره فى الأعمال الفنية التى تبثها، تحت دعاوى زائفة من عينة، احترام الاختلاف وقبول الآخر. بدأ الأمر واضحاً من خلال منصة «نتفليكس» التى عمدت إلى إقحام شخصيات مثلية فى أعمالها، بدأتها بمسلسل «بيت من ورق»، ليتوالى الدفع فى هذا التوجه، بخطة ممنهجة للترويج للمثلية، مما جعلها عرضة لهجوم دائم على مواقع التواصل حتى فى عقر دارها بالولاياتالمتحدة. وليس بعيداً ما أثاره فيلم «أصحاب ولا أعز» وزجت فيه بالصديق المثلى الذى استقبل أصحابه اعترافه كما لو كان أمراً عادياً، وهو ما أشعل جدلاً كبيراً فى مصر والدول العربية، وقد تبرأ من الفيلم بشجاعة الممثل الأردنى إياد نصار، وأعتبر أن مشاركته به سوء تقدير منه لأنه لم يدرك الجوانب الأخرى التى استفزت الناس مؤكداً احترامه للجمهور حسبما أكد فى تصريحات تليفزيونية «أقدم أعمالى للجمهور ولو اعترضوا لازم أحترمهم». ودخلت شركة «ديزني» التى تحظى بشعبية كبيرة بين الأطفال والعائلات هذا السباق المحموم إذ تحتفى كل عام فى الأول من يونية بالمثليين، وكان الأخطر تضمين أعمالها التى يشاهدها الأطفال فى كل أنحاء العالم شخصيات مثلية، كما جاء فى فيلم Onward وفيلم Frozen 2 الذى ذكرت الشركة أنها فخورة لأن شخصية إلسا بالفيلم مثلية، فيما انتشر مقطع فيديو مؤخراً لمسئولة فى ديزنى تؤكد سعيهم لزيادة محتوى المثلية فى أعمالهم، وهذا ليس سراً تخفيه ديزنى بل تعلنه وتؤكده. وبينما بدأ عرض فيلم الرسوم المتحركة Lightyear الذى أنتجته أمس فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، فقد قوبل برفض عرضه من 14 دولة فى الشرق الأوسط وآسيا، لاحتوائه على مشهد لامرأتين مثليتين، وقد طلبت الصين حذف مشاهد منه، لكن «ديزنى» رفضت إجراء أى تغييرات على الفيلم. هذه التوجهات التى تسعى شركات عملاقة ومنصات أجنبية لترويجها لابد من التصدى لها بكل قوة، وعدم ترك الأطفال يشاهدون ما يتراءى لهم دون إشراف عائلي، ومن الضرورى أن تنهض المنصات العربية بإنتاجات تتصدى لهذه الهجمة الشرسة التى تروج لقيم فاسدة ومفسدة لمجتمعاتنا، ومستقبل أجيالنا القادمة.