قال رئيس بلدية ماريوبول الأوكرانية، فاديم بويشينكو، الجمعة إن القوات الروسية التي تحتل مدينة ماريوبول "دمرت 1300 مبنى سكني شاهق دون إزالة مئات الجثث المدفونة تحت الأنقاض". وأضاف بويشينكو، حسبما قناة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية اليوم، أن الأشخاص المتبقين داخل المدينة أخبروه في البداية أن الروس جعلوا سكان ماريوبول يشاركون "في تفكيك الأنقاض بعناية". وأوضح بويشينكو أنه عندما شاهد الروس "العدد الفعلي للجثث التي عُثر عليها تحت الأنقاض، نقلوا السكان المحليين على الفور بعيدًا عن المنطقة". واحتدمت المعارك الطاحنة والقتال العنيف بين القوات الروسية والأوكرانية شرق أوكرانيا خاصة فى مدينة سيفيرودونيتسك التى تتعرض للقصف الروسى «ليل نهار» على حد تعبير المسئولين الأوكرانيين. وتضغط القوات الروسية للسيطرة على المدينة، لاسيما أن سيفيرودونيتسك ومدينة ليسيتشانسك الواقعة على الضفة المقابلة لها على نهر سيفيرسكى دونيتس، هما آخر الأراضى التى تسيطر عليها القوات الأوكرانية فى إقليم لوجانسك.وسيفتح سقوطهما الطريق للروس إلى مدينة كراماتورسك الكبيرة فى منطقة دونيتسك.. وأعلنت كييف أن القوات الروسية تسيطر إلى حد كبير الآن على سيفيرودونيتسك حيث، يركز الروس، منذ سقوط ماريوبول الساحلية فى 20 مايو، هجومهم على هذه المدينة الواقعة على الحدود الغربية لمنطقة لوهانسيك التى تشكل مع دونيتسك منطقة دونباس التى يريدون السيطرة عليها. وأقر سيرجى جايداى حاكم منطقة لوهانسيك التى تضم سيفيرودونيتسك بأنه ربما يتعين على القوات الأوكرانية الانسحاب من المدينة مع تواصل القصف الروسى «على مدار 24 ساعة». فى المقابل أعلن وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو أن القوات الروسية «حررت تماما» المناطق السكنية فى هذه المدينة الصناعية المعروفة بمصنعها الكيميائى الكبير «آزوت» وباتت تسيطر حاليا على «97 % منها». من جانبه قال بيترو كوسيك قائد كتيبة سفوبودا الأوكرانية للحرس الوطنى ان الأوكرانيين يستدرجون الروس لحرب شوارع لتحييد الميزة النسبية للمدفعية الروسية. وأضاف فى مقابلة تليفزيونية أول أمس الخميس: «نفذنا هجوما مضادا وتمكنا فى بعض المناطق من إجبارهم على التقهقر لحى أو حيين. لكنهم أجبرونا فى بعض المناطق الأخرى على التراجع لبناية أو اثنتين». تأتى تلك التطورات الميدانية، فيما تؤكد كييف أن أملها الوحيد لتحويل الدفة لصالحها فى المدينة الصناعية الصغيرة شرقاً، هو تزويدها بالمزيد من المدفعية البعيدة المدى للتصدى للقوة الروسية الهائلة. وأعلن أحد كبار مساعدى الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى، ميخايلو بودولاك، إن ما بين 100 إلى 200 جندى أوكرانى يقتلون على خط المواجهة كل يوم. وأكد أن أوكرانيا بحاجة إلى مئات الأنظمة المدفعية الغربية لتحقيق تكافؤ فى القوة العسكرية مع روسيا فى منطقة دونباس الشرقية، وأن كييف ليست مستعدة لاستئناف محادثات السلام مع موسكو إلا إذا سلمت روسيا الأراضى التى احتلتها منذ بداية غزوها فى 24 فبراير. وأضاف بودولاك قائلا: «مطالبنا بالمدفعية ليست مجرد نزوة... ولكنها حاجة موضوعية عندما يتعلق الأمر بالوضع فى ساحة المعركة»، مشيراً إلى أن أوكرانيا بحاجة إلى 150 إلى 300 نظام إطلاق صواريخ كى تتكافأ قوتها مع روسيا، وهو رقم أعلى مما تلقته حتى الآن بكثير. فى المقابل كشف الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى عن أن هناك أنباء «مفرحة وإيجابية» وردت من منطقة زابوريجيا بجنوب شرقى البلاد، مضيفا أن القوات الأوكرانية تحقق نجاحا هناك فى صد القوات الروسية.كما ذكر فى كلمة مصورة أن القوات الأوكرانية تتقدم تدريجيا فى منطقة خاركيف شرق كييف، «وتحرر الأرض». من ناحية اخرى حذرت المخابرات البريطانية أمس الجمعة من أن المدينة الساحلية الواقعة فى جنوبأوكرانيا مهددة بانتشار مرض الكوليرا، نظرا لأن الخدمات الطبية توشك على الانهيار فيها على الأرجح.. كما لفتت وزارة الدفاع البريطانية فى بيان نشرته على حسابها فى تويتر إلى أنه من المحتمل أيضا حدوث نقص شديد فى الأدوية فى خيرسون. وعلى جانب آخر أعلن المتحدث باسم الكرملين ديميترى بيسكوف إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق مع تركيا بشأن تصدير شحنات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، ولايزال العمل مستمرا من أجل الوصول لاتفاق. من جانبه دعا الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إلى استبعاد روسيا من منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو»، وسط اتهامات لموسكو بعرقلة تصدير الحبوب الأوكرانية وسرقتها.
