أطلقت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقريرها السنوي عن حالة المناخ العالمي. ويكشف التقرير أن أربعة مؤشرات رئيسية لتغير المناخ سجلت أرقاما قياسية جديدة في عام 2021 - تركيزات غازات الدفيئة وارتفاع مستوى سطح البحر وحرارة المحيطات وتحمض المحيطات وهذه علامة واضحة أخرى على أن العمل المناخي أمر بالغ الأهمية. وإستجابة للتقرير، أصدر الأمين العام رسالة تحدد خمسة إجراءات حاسمة لتسريع التحول إلى الطاقة المتجددة بإعتبارها المفتاح لمعالجة أزمة المناخ. وأوضح تقرير الأممالمتحدة عن حالة المناخ أنه سلسلة كئيبة من إخفاقات البشرية في التصدي للاختلال المناخي فقد بلغ إرتفاع مستوى سطح البحر وحرارة المحيطات وتركيزات غازات الدفيئة وتحمض المحيطات أرقاما قياسية جديدة مثيرة للجزع في عام 2021 وإرتفع المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر بأكثر من ضعف المعدل السابق، ويعزى ذلك أساسا إلى تسارع فقدان الكتلة الجليدية كما شهد احترار المحيطات زيادة قوية بشكل خاص في العقدين الماضيين، وهو آخذ في الارتفاع إلى مستويات غير مسبوقة وهناك أقسام كبيرة من المحيطات شهد كل منها موجة حر بحرية قوية واحدة على الأقل في وقت ما من عام 2021. وقام البروفيسور تالاس وزملاؤه في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بشرح الجانب العلمي لهذه الظواهر موضحا إن نظام الطاقة العالمي معطوب، وهذا يجعلنا أقرب من أي وقت مضى من كارثة مناخية والوقود الأحفوري ما هو إلا طريق مسدود - بيئيا وإقتصاديا كما أن الحرب في أوكرانيا وآثارها المباشرة على أسعار الطاقة تشكل جرس إنذار آخر والمستقبل المستدام الوحيد هو مستقبل قائم على الطاقة المتجددة ويجب علينا إنهاء التلوث الناجم عن استخدام الوقود الأحفوري وتسريع التحوّل إلى استخدام الطاقة المتجددة، قبل أن نحرق بيتنا الذي ليس لنا سواه فالوقت ينفد ولكي يظل هدف حصر ارتفاع درجة حرارة الكوكب في حدود 1,5 درجة مئوية هدفا ممكن التحقيق، ولتلافي أسوأ الآثار الناجمة عن أزمة المناخ، يجب على العالم أن يتحرّك في هذا العقد. وأضاف أن الجانب المشرق هو أن طوق النجاة موجود أمام أعيننا مباشرة وإن إحداث تحوّل في نظم الطاقة هو الحل البديهي القريب إلى المتناول فتكنولوجيات الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية متوفرة بسهولة، كما أنها في معظم الحالات أقل تكلفة من الفحم وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى. وعلى مدى العقد الماضي، انخفضت تكلفة طاقة الرياح بأكثر من النصف وشهدت تكلفة الطاقة الشمسية والبطاريات انخفاضا حادا بلغت نسبته 85 في المائة والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة يخلق فرص عمل - أكثر بثلاث مرات من الوقود الأحفوري وفيما يلى الإجراءات الحاسمة الأهمية لبدء التحول إلى استخدام الطاقة المتجددة : أولا: التعامل مع تكنولوجيات الطاقة المتجددة، مثل تكنولوجيات تخزين الطاقة في البطاريات، باعتبارها منافع عامة عالمية أساسية ومتاحة بحرية وإن إزالة العقبات التي تحول دون تقاسم المعارف ونقل التكنولوجيا - بما في ذلك قيود الملكية الفكرية - أمر بالغ الأهمية لتحقيق تحوّل سريع وعادل نحو استخدام الطاقة المتجددة. فغالبا ما يشار إلى تخزين الطاقة الكهربائية المتجددة باعتباره أكبر عائق أمام التحول إلى الطاقة النظيفة. ثانيا: تأمين إمدادات المكونات الحيوية والمواد الخام اللازمة لتكنولوجيات الطاقة المتجددة وتوسيع نطاق هذه الإمدادات والمواد وتنويعها فسلاسل الإمداد الحالية لتكنولوجيا الطاقة المتجددة وموادها الخام مركّزة في حفنة من البلدان ولا يمكن لعصر الطاقة المتجددة أن يزدهر ما لم نردم هذه الهوة الشاسعة وسيتطلب ذلك تنسيقا دوليا تتضافر الجهود لتحقيقه كما يتعين على الحكومات أن تستثمر في التدريب على المهارات، والبحث والابتكار، وتوفير الحوافز لبناء سلاسل الإمداد. ثالثا: يتعين على الحكومات أن تبني الأطر وتصلح البيروقراطيات من أجل تحقيق تكافؤ الفرص فيما يتعلق بمصادر الطاقة المتجددة وفي العديد من البلدان، لا تزال هذه النظم تفضل الوقود الأحفوري القاتل ويتعين علينا أن نزيل الاختناقات، فهناك مشاريع لإنتاج طاقة متجددة بكميات هائلة تقاس بالجيغاواط معطّلة بسبب الروتين الحكومي والتصاريح وتوصيلات الشبكة. رابعا: يتعين على الحكومات أن تحول الدعم بعيدا عن الوقود الأحفوري لحماية الفقراء والناس والمجتمعات الأكثر هشاشة ففي كل دقيقة من كل يوم، تتلقى قطاعات الفحم والنفط والغاز ما يقرب من 11 مليون دولار من الإعانات. وفي كل عام، تضخّ الحكومات في جميع أنحاء العالم حوالي نصف تريليون دولار من أجل خفض أسعار الوقود الأحفوري بشكل مفتعل - أي أكثر بثلاثة أضعاف مما تتلقاه مصادر الطاقة المتجددة. وبينما يعاني الناس من ارتفاع الأسعار في محطات الوقود، فإن صناعة النفط والغاز تجنى البلايين من سوق يعتريها الاختلال ولا بد من وضع حد لهذا الوضع الفاضح. خامسا : يجب أن تزداد الاستثمارات الخاصة والعامة في الطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف لتصل إلى 4 تريليونات دولار على الأقل سنويا. وبالنسبة لمشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، تمثل المبالغ المدفوعة مسبقا 80 في المائة من التكاليف المدفوعة خلال العمر النافع لهذه المشاريع. وهذا يعني أن الاستثمارات الكبيرة الآن ستؤدي إلى تحقيق فوائد كبيرة على مدى السنوات المقبلة غير أن التكاليف التي تدفعها بعض البلدان النامية لتمويل هذه المشاريع تتجاوز ما تدفعه البلدان المتقدمة بسبع مرات. أقرأ أيضا : الأمين العام للأمم المتحدة: حالة المناخ تُجسّد سلسلة كئيبة من اخفاقات البشرية