أصبح الرئيس الأمريكي المنتهة ولايته دونالد ترامب أول رئيس في تاريخ الولاياتالمتحدة يتم مساءلته لمرتين خلال ولاية حكمه، وذلك بعد أن صوّت مجلس النواب، أمس الأربعاء، لصالح إدانة الرئيس بالتحريض على العنف في أحداث الكابيتول، تمهيدًا لعزله من قبل مجلس الشيوخ. وصوّت 232 عضوًا في مجلس النواب لصالح عزل «ترامب» مقابل 197 صوتًا رفض الخطوة، ليتم إحالة الأمر لمجلس الشيوخ، الذي سيتولى مساءلة الرئيس ومحاكمته، للبت في مسألة عزله. ويواجه «ترامب» مصيرًا أسودًا في نهاية ولايته الانتخابية، حيث سيغادر منصبه بشكلٍ في 20 يناير الجاري، بعد خسارته الانتخابات الرئاسية أمام الديمقراطي جو بايدن. ولا يعترف «ترامب» بخسارته الانتخابات، ويزعم حدوث تزوير لصالح منافسه بايدن، وهو ما دفعه لدعوة أنصاره إلى الزحف نحو مبنى الكابيتول، في 6 يناير، تزامنًا مع انعقاد الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب، للتصديق على فوز بايدن بالرئاسة. ووقعت أحداث دامية، واقتحم مناصرو ترامب مقر الكابيتول، وأدى الأمر إلى مقتل أربعة أشخاص راحوا ضحية عملية الاقتحام، في مشهدٍ لاقى تنديد عالمي واسع النطاق. وعلى ضوء ذلك، شرع الديمقراطيون لمساءلة ترامب مرةً أخرى، بعد محاولة أولى فاشلة، أجهضها مجلس الشيوخ، في فبراير 2020، بعدما اصطف الجمهوريون، أصحاب الأغلبية بالمجلس، إلى جانب ترامب وقتها. اقرأ أيضًا: ترامب: محاولات عزلي «مثيرة للسخرية» و«أكبر تصيد في التاريخ» وكان ترامب وقتها رابع رئيس في تاريخ الولاياتالمتحدة يتم مساءلته في الكونجرس الأمريكي، بدايةً من الرئيس السابع عشر أندرو جونسون، ثم الرئيس السابع والثلاثين ريتشارد نيكسون، وأخيرًا الرئيس الحادي والأربعين بيل كلينتون. ووحده نيكسون هو الذي رحل من منصبه، بعد استقالته من منصبه ليتفادى العزل المؤكد من قبل الكونجرس الأمريكي. قصة نجاة رئيس الرئيس الأمريكي السابع عشر أندرو جونسون، الذي تولى رئاسة الولاياتالمتحدة خلفًا لأبراهام لينكولن في الفترة ما بين 1865 و1869، كان أول رئيس يتم محاكمته في مجلس الشيوخ الأمريكي. أندرو جونسون في عام 1868، واجه مصير الإقالة من منصبه، وتم محاولة عزل جونسون آنذاك بعدما قام بإقالة وزير الحرب إدوين ستانتون، بمخالفة قرار الكونجرس آنذاك، الذي غلّ يد الرئيس الأمريكي، وقيدها تجاه مسألة إقالة مسؤولي مجلس الوزراء. وعلى ضوء ذلك، سحب مجلس النواب الثقة من أندرو جونسون، وتمت إحالة الأمر إلى مجلس الشيوخ لعزل الرئيس الأمريكي، وبالكاد نجا جونسون بهامشٍ بسيطٍ من العزل بعد أن صوّت أعضاء مجلس الشيوخ لصالح عزله، ولكن بأغلبية أقل من أغلبية الثلثين. وصوّت 66 عضوًا في مجلس الشيوخ لصالح عزل الرئيس جونسون آنذاك، مقابل اعتراض 34 عضوًا على عزله. وعلى إثر ذلك، نجا «جونسون» وقتها من مصير العزل المحقق بفارق صوتٍ واحدٍ، ولم يكن الأعضاء الستة والستون، الذين صوّتوا لعزله كافيين آنذاك للإطاحة به من حكم الولاياتالمتحدة. ويشترط لعزل الرئيس تصويت مجلس الشيوخ لصالح العزل بإجمالي ثلثي الأعضاء، ما يلزم تصويت 67 عضوًا في المجلس لصالح العزل من أصل مائة عضو.
