اشتهرت بنات بحري أو بنات الإسكندرية ب«الملاية اللف» وسيرهن بها بدلال وخفة حتى أن الكثيرين من أهل الفن جسدوا شخصيات ب«الملايا اللف» إما بريشتهم أو أشعارهم أو كتاباتهم. «الملاية اللف» أصلها روماني، وكان يطلق عليها في العصر الروماني «الهيماتيون»، إلا أنها من الأزياء الشعبية المصرية التي لم يرتديها شعب آخر. والهيماتيون كان يمر أسفل الذراع الأيمن، ويمر الطرف الأيسر تحت إبط الذراع الأيمن على أن تثبت الذراع الأيسر ويترك الذراع الأيمن عاريا.. وفي أحيان أخرى كانت توضع «الملاية» على الرأس أو تلقى على الكتفين. "الملاية اللف" هي قطعة من القماش الأسود تلف بإحكام على الجسد لتضيق نوعا ما عند الخصر ويرفع طرفها فوق الرأس كي لا تقع، وقديما كانت الفتيات والنساء يستغن ببعض الاكسسوارات اللازمة من برقع بقصبة نحاسية أو ذهبية أو فضية طويلة على الأنف و«منديل بأوية» وخلخال وقبقاب. وعن شكل الملاية بالنسبة للفتيات فقد اختلف كثيرا عن السيدات، فالملاية ذات القماش المطاطي اللامع مخصصة للشابات، أما الملاية المصنوعة من القطن وغير اللامعة فهي من أجل السيدات ، كما أن بنات المحافظات الساحلية اعتدن على ارتداء ملايات لف قصيرة يلفونها على خصرهن بطريقة ضيقة ومحكمة، بينما كانت بنات الدلتا ترتديها في هيئة أكثر وقارا . الملايا اللف في السنيما ظهرت العديد من الفنانات ب"الملاية اللف" في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية، وأبرزهم الفنانة تحية كاريوكا في بعض أفلامها مثل فيلم «شباب إمرأة ، والمعلمة ، وسمارة» كما قامت بإرتدائها في مهرجان كان أثناء مشاركة فيلمها «شباب إمرأة» في المهرجان عام 1956، لتجذب أنظار الحضور إليها بطريقة ذكية، كما ظهرت بها الفنانة هند رستم في فيلم "توحة" وشادية في "زقاق المدق" والفنانة شويكار وسعاد حسني وهند رستم وغيرهن من نجمات الزمن الجميل . تاريخ الملايا اللف تميزت المرأة المصرية قديما بارتداء "الملاية اللف" خلال النصف الأول من القرن الماضي حتى أصبح الزي الرسمي لبنات البلد في كافة الأحياء الشعبية من جنوب مصر حتى شمالها . واختلفت الأراء حول بداية ظهور الملاية اللف، حيث قال البعض إن النساء فى الرومان هن أول من ارتدين "الملاية اللف"، وانتقلت مع الوقت إلى البحر المتوسط، الى أن وصلت إلى مدينة الإسكندرية في العصر العثماني ، ثم انتقلت الملاية اللف بدورها مع باقي اكسسواراتها إلى المحافظات المصرية الأخرى من القاهرة إلى الفيوم والشرقية وغيرها . وذكر البعض عن الملايات اللف إن مصر وتحديدا في الدولة العثمانية كان بها محال لبيع الملايات اللف ، من بينها "خان الملايات" . وبدأ شكل الملابس يتغير تدريجيا بعد أحداث 1952 وخاصة بعد إصدار قرار بمنع ارتداء الطربوش بالنسبة للرجال من أصحاب المناصب العليا والباشاوات وأبناء الطبقات الراقية، لتنشأ طبقة متوسطة يطغى على ملابس نسائها الزي الإفرنجي المناسب لحياة أكثر عملية مثل البنطلون، الميني جيب والميكروجيب، عوضا عن الملاية اللف التي اختفت بدورها بين نساء تلك الطبقة وأصبحت مقتصرة على نساء الطبقة الفقيرة من الشعب ومن هنا كانت بداية الاختفاء التدريجي للملايات اللف ، إلا أنها ظلت لسنوات في كثير من البلدان وتحديدا في الإسكندرية، حتى بداية التسعينات . اقرأ أيضا|محافظ الإسكندرية يتابع التجهيزات النهائية لاستضافة كأس العالم لكرة اليد