ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال بالتزامن مع أعياد الميلاد واحتفالات الكريسماس، حول حكم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد. وأجابت «الإفتاء» عن السؤال خلال بث مباشر أجرته الدار عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيس بوك»، وأجاب عليه الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية. وقال وسام: «تهنئة الأخوة المسيحيين بعيد الميلاد جائزة بل هى من باب مبادلة التحية لقوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا}، والأخوة المسيحيين يهنئوننا فى أعيادنا». اقرأ أيضا| حمدي رزق: دار الإفتاء المصرية تسعى إلى تأسيس فقه المحبة وأضاف وسام: «بل إنه لا مانع من أن نحتفل نحن المسلمين بهذه المناسبة وهي مناسبة مولد سيدنا عيسى عليه السلام»، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أنا أولى الناس بابن مريم الأنبياء أولاد علات وليس بيني وبينه نبي». وأكدت دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال برأس السنة الميلادية المؤرخ بيوم ميلاد سيدنا المسيح عيسى ابن مريم على نبينا وعليه السلام، بما يتضمنه من مظاهر الاحتفال والتهنئة به: جائز شرعًا، ولا حرمة فيه؛ لاشتماله على مقاصد اجتماعية ودينية ووطنية معتدٍّ بها شرعًا وعرفًا؛ من تذكر نعم الله تعالى في تداول الأزمنة وتجدد الأعوام. وأوضحت أن الشريعة أقرت للناس على أعيادهم لحاجتهم إلى الترويح عن نفوسهم، ونص العلماء على مشروعية استغلال هذه المواسم في فعل الخير وصلة الرحم والمنافع الاقتصادية والمشاركة المجتمعية، وأن صورة المشابهة لا تضر إذا تعلق بها صالح العباد، ما لم يلزم من ذلك الإقرار على عقائد مخالفة للإسلام، فضلًا عن موافقة ذلك للمولد المعجز لسيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، الذي خلّده القرآن الكريم وأمر بالتذكير به على جهة العموم بوصفه من أيام الله، وعلى جهة الخصوص بوصفه يوم سلام على البشرية. ولفتت إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أَوْلَى الناس بسيدنا المسيح صاحب هذا المولد المبارك، مع ما في ذلك من تعظيم المشترك بين أهل الأديان السماوية، فضلًا عن عقد المواطنة الذي تتساوى فيه الحقوق والواجبات، وكلما ازدادت الروابط الإنسانية تأكدت الحقوق الشرعية؛ فالمسلمون مأمورون أن يتعايشوا بحسن الخلق وطيب المعشر وسلامة القصد مع إخوانهم في الدين والوطن والقرابة والجوار والإنسانية ليُشعِروا مَن حولهم بالسلام والأمان، وأن يشاركوا مواطنيهم في أفراحهم ويهنئوهم في احتفالاتهم، ما دام أن ذلك لا يُلزِمهم بطقوسٍ دينيةٍ أو ممارسات عبادية تخالف عقائد الإسلام. لمشاهدة الفيديو ضغط هنا