صناعة محلية، تشتهر بها محافظة قنا، تعتمد في صناعتها على جريد النخيل، وصنايعية في مهنة شاقة يشكلون بأيديهم، فن صناعة العفش وأثاث الفقراء، والذين يحاولون مواكبة العصر، بصناعة الديكورات الحديثة، حتى يستمرون في البقاء من أجل الحفاظ على هذه المهنة التاريخية المتوارثة، وأيضًا لكسب لقمة العيش. في نقادة، جنوبي محافظة قنا، حيث شارع السرايرية، مشهور هنا بصناعة الأثاث مثل الكراسي والأسرة وغيرها من المصنوعات من جريد النخيل، الصناعة لم تقتصر فقط على هذا الشارع بل ممتدة في كل ربوع قنا، خاصة في القرى، التي مازالت تحافظ على اقتناء هذه المصنوعات البسيطة، خاصة الفقراء لتكلفتها البسيطة، أو الأغنياء والذي يستخدمونها كنوع من الديكور في منازلهم، وأيضًا في القرى السياحية والمقاهي وغيرها. صناعة الأثاث أو الديكور من جريد النخيل، تمر بعدة مراحل أساسية، بداية من قطع الجريد من النخيل، ثم تركه في الشمس، لمدة تتراوح ما بين 3 و 10 أيام، حتى يذبل، ثم البدء في عملية التصنيع، حيث يتم تقطيع الجريد بعد تنظيفه من الخوص، إلى رقايق سقف أطواق ودوائر ومربعات وعيدان، ثم البدء في عملية تصنيع الكراسي أو الأسرة أو ألأقفص وغيرها من المصنوعات. عائلة السريرية بنقادة، بها ما يقارب من 500 شخص، يعتمدون بشكل كبير على مهنة صناعة الأثاث من الجريد، وهناك بعض الموظفين يعملون في هذه المهنة أيضًا لزيادة دخلهم. وهناك معوقات تواجه هذه الصناعة، منها ارتفاع أسعار الجريد، فضلًا عن تهالك أدوات الصناعة من وقت لآخر، وشرائها بأسعار مرتفعة، فضلًا عن أن الجريد في الصيف قليل، وأسعاره مرتفعة، مقارنة بالشتاء. اقرأ أيضا| 8 مشروعات ضخمة تمنح قنا «وجهًا أوروبيًا» العائلة التي أفنت عمرها في هذه الصناعة، بدأوا يطورون في المنتجات، لمواكبة العصر الحديث، فبالرغم من اعتمادهم بشكل كبير على صناعة الكرسي والأسرة والشازلونج، إلا أنهم بدأوا في صناعة النجف والأبليك. أحمد بدوي منصور، أحد الصنايعية، يوضح أن صناعة الجريد مهنة متوارثة، ويشكل بيده مستخدمًا أدوات الصناعة البسيطة والحادة، الأقفاص والأسرة والشازلونج، فضلًا عن تشكيل مصنوعات ديكور وغيرها، حسب احتياج الزبائن. ويشير إلى أن صناعة الجريد، تكون في الشتاء أفضل، والجريد في الشتاء ثمنه أقل من الصيف ومتوافر، فعلى سبيل المثال إذا كانت ال 1000 جريدة في الصيف ب 1800 جنيه، فيكون سعرها في الشتاء 1200 جنيه فضلًا عن توافره. ويضيف أن صناعة الجريد تمر بعدة مراحل منها " التقطيع والتوضيب والتصليح والتعليم والتخريم والتركيب"، وهناك ورش للصناعة، تفتح باب رزق للعمال، ولكن تم تخفيض العمالة "والشغل قل" منذ ظهور فيروس كورونا المستجد. ويتمنى بدوي، من الدولة أن تهتم بصناعة الجريد، فهي من الصناعات المحلية الشهيرة في قنا، مطالبًا بتوفير قطع أرض لإقامة ورش لهذه الصناعة، سواء عن طريق الايجار وأو حتى التمليك، فضلًا عن مساعدة الدولة لهؤلاء الصنايعية لتسويق منتجاتهم في المهرجانات التي تقام والتي تهتم بهذه الصناعات.