هى واحدة من اعرق المهن اليدويه التى تتميز بها محافظة البحيرة والتى يعمل بها اكثر من 5الاف اسرة فى مركزى رشيد وادكو ورغم ما تعانيه مهنة " صناعه الاثاث من جريد النخيل " الا ان اصحاب تلك المهنة لم يهجروها رغم المعاناة والكساد وتراجع دخلهم بشكل ملحوظ مما اصبح يهدد باغلاق ورشهم ومنافذهم وتعتبر مدينتى رشيد وادكو هما الاشهر فى صناعه الاثات من جريد النخيل لما تشتهرا به من كثافه النخيل بهما ويقول " حسن شعبان – 58سنه من قريه برج رشيد انه يعمل بتلك المهنة منذ 40سنه وقد ورثها عن اجداده ولا يعرف غيرها مضيفا ان ادواته فيها (لسلاح و القرمة ) وعن خطوات العمل يقول انه يتم تقطيع الجريد من النخيل و يترك لمدة أربعة أيام فى الصيف و من أسبوع لعشرة أيام فى الشتاء حتى يذبل و نبدأ عملية التصنيع حيث نقوم بتقسيم الجريد إلى ( رقايق و سقف و أطواق و دوائر و مربعات و ضيق و لوازق و عيدان ) و من كل هذة الأدوات يتم تصنيع الأقفاص أو الكراسى و عن الأقفاص نقوم بعمل عدايات للبرتقال و الطماطم و التفاح و البلح و الدواجن و للمزارع ويقول " سعد المناديلى انه يمتلك ورشه لصناعه الاثاث من الجريد مؤكدا ان المهنة تعرضت لكساد شديد والسوق المحلى اصبح لا يفضل تلك المنتجات ولا يشتريها سوى الاغنياء لفرش اجزاء من الفيلات او الشاليهات وكنا نصدر انتاجنا الى دول كثيرة منها عربيه واجنبيه اما الان فقد توقف التصدير تماما ولم يبقى سوى السوق المحلى الذي يعانى الكساد ويضيف "مصطفى علوانى " احد صناع الاثاث – ان الصنعه التى اقتربت من الانقراض تعتمد على درجة عاليه من الحرفيه والاتقان فتحويل الجريد الى اثاث للمنازل ليس باستطاعه اى شخص واصبح "الصنايعى " عمله صعبه جدا واذا ترك المهنة عدد من العائلات فى رشيد وادكو لن تجد تلك الصناعه فى مصر كلها ويضيف ان المهنة شاقه وتعتمد على الجلوس والانحناء فترات طويله جدا من اليوم ويستغرق الكرسى او الترابزة عدة ايام وفى النهايه فان التسويق ضعيف جدا وقد ناشدنا كافه الجهات دعمنا فى عمليات التسويق الا ان الاستجابة حتى الان محدودة جدا وحول نوعيه الزبون يقول مصطفى ان الزباين نوعين اما طبقه الاغنياء الذين يمتلكون فيلات او شاليهات او قرى سياحيه او الفقراء الذين لا يمتلكون ثمن شراء الاثاث العادى بالاضافه الى بعض اصحاب المقاهى النيليه فى رشيد مشيرا الى ان هؤلاء جميعا تسوقهم يتم كل عدة سنوات مؤكدا انه منذ سنوات كانت اسر رشيد ومدن البحيرة تعتمد فى اثاث منازلها على انتاجنا ولكن للاسف عزف الكثير الان عن ذلك بسبب انتشار الموبيليا الاقل سعرا وعن خطوات الصناعه يقول علوانى اولا يتم جمع السعف وتقطيعه وفقا لمقاسات محددة حسب طبيعة المنتج المراد تصنيعه ثم يتم وضعه في الماء لمدة يومين وبعدها يتم تنظيف قطع الجريد وإزالة القشرة الخارجية قبل أن تترك أربعة أيام على الأقل لتجف ثم تبدأ مرحلة التخريم ثم التجميع النهائي ويكمل، أننا نعتمد في كل المراحل على قوتنا العضلية والذهنية إلى جانب معدات بدائية بسيطة هي منشار يدوي ومقص وقرمة خشب ومطارق، وأعلن المجلس القومى للمراة مبادرة بالاهتمام بصناعه الاثاث من الجريد وتعميم بيعه لجميع المقاهي لإعطاء طابع مميز لمدينه رشيد و المشاركة في المعارض الدولية سواء داخل او خارج مصر وهو ما تؤكده المهندسه زكيه رشاد، مقررة المجلس بالبحيرة، مضيفة أن 5 آلاف عامل بمركز ومدينة رشيد يعملون بصناعه الاثاث من الجريد حيث يتم تصديره للسعوديه والاردن وليبيا واليونان وكذلك للقري السياحيه بشرم الشيخ وسيوه وسيناء ويؤكد فتحى مرسى – رئيس مجلس ادارة الغرفه التجاريه بالبحيرة، مساهمة الغرفه فى فتح منافذ لتصدير منتجات ورش جريد النخيل لكافه دول العالم وايضا تنظيم معارض فى كافه المدن المصريه لها للحفاظ على تلك الصناعه المهمة ودعم اصحابها حتى يتمكنوا من الاستمرار فى انتاجهم وأشار إلى أهميه التنسيق مع الصندوق الاجتماعى للتنميه لتوفير تمويل على شكل قروض حسنة لدعم الصناع فى تلك المهنة للحفاظ عليها من الاندثار باعتبارها واحدة من المهن التراثيه الهامة وأكد " وهدان محمد " المتحدث الرسمى باسم محافظة البحيرة ان المحافظة تولى اهتماما خاصا فى المرحله المقبله للصناعات الصغيرة والمتوسطة مؤكدا ان صناعه جريد النخيل هى واحدة من اشهر الصناعات اليدويه بالبحيرة وخاصة فى رشيد وادكو وان مئات الاسر تعتمد عليها تماما مضيفا ان الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة سوف يدعم تماما تزليل العقبات امام تلك الصناعه فيما يتعلق بتوفير معارض لهم فى مختلف المدن والتنسيق مع الشباب والرياضه والتضامن والغرفه التجاريه لتوفير منافذ متعددة للمتميز من انتاجهم.