يوم ما في قديم الزمان رمى أحد مشركي قريش الرسول "صلى الله عليه وسلم"، بوصف "الأبتر"، أي الذي ينقطع نسله لأنه لم يعش له ولد، فكان الرد من المولى -عزوجل- لرسوله بآية لا تزال تتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها "إنَّ شانئكَ هو الأبترُ"، فبقى ذكر الرسول إلى يوم يبعثون، ومُحي ذكر من ظن أن اسمه سيبقى أكثر من النبي محمد. خيرت فيلدرز بات حلقةً جديدةً من حلقات عداء اليمين المتطرف للإسلام، والوصول لحد التطاول على المقدسات الإسلامية، والتي يأتي في مقدمتها سيدنا محمد "عليه الصلاة والسلام"، دون الاكتراث بمشاعر المسلمين من أرجاء العالم، الذين يشتعلون غضبًا من تلك التصرفات التي تحمل ازدراءً للدين الإسلامي. "الأبتر الجديد" فيلدرز، الذي أراد أن يجني شهرةً من وراء التطاول على سيدنا محمد، نظم اليوم 29 ديسمبر مسابقةً لرسومٍ مسيئةٍ للنبي محمد، يتبارى خلالها المتسابقون غبر الإساءة لسيد البشرية جمعاء. ولم تمضِ سوى ساعاتٍ قليلة حتى تم إنهاء المسابقة مثيرة الجدل، والتي خلفت مشاعر غضب كبيرة لدى المسلمين. وواجه فيلدرز من قبل تهديدات القتل بعدما نوى تنظيم مسابقةً لرسومٍ مسيئةٍ للنبي محمد في أغسطس عام 2018، وتم إلغاء المسابقة وقتها، التي كان ينوي فيلدرز تنظيمها داخل مقر البرلمان الهولندي. ويتزعم فيلدرز حزب "الحرية"، اليمني المتطرف المناهض للإسلام، وهو ثاني أكبر حزب بالبرلمان الهولندي لكنه ليس جزءًا من الحكومة. دراسته في إسرائيل وفي بداية حياته، عمل فيلدرز بعد إنهائه دراسته الثانوية في إسرائيل لمدة سنتين، وهو لا يزال مولعًا بإسرائيل ولديه علاقاتٌ وطيدةٌ بعدد من قياداتها، ويرى فيلدرز أن إسرائيل تقاتل من أجل القدس نيابةً عن الأوروبيين. ويعتبر فيلدزر القدس مسألة حياة أو موت بالنسبة له، فقد قال من قبل "سقوط القدس في أيدي المسلمين، يعني سقوط أثينا وروما، لذا، إسرائيل هي خط الدفاع الأول عن الغرب، هذا ليس صراع حول الأرض بل معركة أيديولوجية، بين عقلية الغرب المحررة وأيديولوجية الإسلام الهمجية، -حسب وصفه- هناك دولة فلسطينية مستقلة منذ عام 1946، وهي مملكة الأردن -حسب زعمه-". واعتاد فيلدرز على التطاول على النبي محمد "صلى الله عليه وسلم"، والإسلام بشكلٍ عامٍ، وطالب من قبل بحظر القرآن في هولندا، علاوةً عن طلبه من المسلمين تمزيق نصف القرآن إذا ما أرادوا البقاء في هولندا. ويجهر خيرت فيلدرز بعداء المسلمين، وقد وصف المغاربة بالعنصريين، معتبرًا إياهم سبب المشاكل الإجرامية في هولندا إضافةً إلى الأتراك. ومن الدنمارك أُوقدت شرارة الإساءة للنبي محمد عام 2006، ومضت عبر أكثر من دولةٍ ووصلت لهولندا، لكن دون أن تجدي نفعًا من أجل تحقيق مآرب خبيثة بالإساءة لنبيٍ بعثه الله رحمةً للعالمين.