اتخذت الولاياتالمتحدةالأمريكية من أحداث 11 سبتمبر ذريعة لفرض تغييرات في التوازنات الدولية وعلاقات الدول مع بعضها البعض ، وعلاقاتها مع بعض الدول . قامت الولاياتالمتحدة بناء على تلك الأحداث إلى تبنى وتفعيل قواعد سياسية معينة تتمثل في ترسيخ القطب الواحد والذي كانت ولا تزال المناطق العربية والإسلامية في العالم هي الأكثر تأثراً وتضرراً بها، وأحدثت تغيرات جذرية على كافة الأصعدة ، خاصة في طريقة تعاملها وسياساتها تجاه الشرق الأوسط، مما أدى إلى انعكاس آثار تلك الأحداث على العالم العربي والإسلامي، وأصبح مفهوم الإرهاب يأخذ مكانه بقوة متسيداً المشهد العام للسياسة الأمريكية في علاقاتها الدولية. وبناء على ذلك قامت بسلسلة من التدخلات الأمريكية في شئون دولية وداخلية لبعض الدول ، كان من أشهرها ما أعلنه الرئيس الأمريكي السابق (جورج بوش) الابن من تقسيم سياسي لدول بعينها أطلق عليها (محور الشر – الدول المارقة)، وتبنى مفاهيم جديدة مثل (الحرب على الإرهاب، دول الشر ودول الاعتدال، الشرق الأوسط الجديد) ،وشنت حملات تشويه متعمدة للمسلمين وتصويرهم على أنهم إرهابيين ،وألقت تلك الأحداث بظلالها على ملايين المسلمين في الولاياتالمتحدة وأوروبا، ونتج عنها مفاهيم جديدة أبرزتها حركات تطرف دينية وسياسية وثقافية في التعامل مع الجاليات العربية والإسلامية، لعل أبزها محاولات حرق القرآن الكريم والإساءة المتكررة للرسول صلى الله عليه وسلم، والاتهامات بالإرهاب والتطرف لتلك الجاليات. كما قامت بشن حرب على العراق بزعم امتلاكها أسلحة نووية ، وهو الأمر الذي ثبت كذبه بعد ذلك ، واستغلت الولاياتالمتحدة تلك الحرب على العراق لتراقب منطقة الخليج العربي ، وتتحكم في أسعار النفط ،كما قامت باستغلال كافة إمكانيات المنطقة بالكامل وتحقيق مكاسب إستراتيجية متعددة . والسؤال الذي يطرح نفسه الآن بعد مرور 11 عاما على أحداث الحادي عشر من سبتمبر هل من قام بتلك الأحداث بالفعل هو تنظيم القاعدة والذي قامت المخابرات الأمريكية بتصفية جسدية لزعيمه (أسامة بن لادن) ، أم أن تلك الأحداث كانت من تدبير المخابرات الأمريكية بالتعاون مع الموساد وبعض الجماعات الإرهابية لفرض نموذج القطب الأمريكي الواحد الذي تبته السياسة الأمريكية عقب تلك الأحداث لإحداث التقسيمة الحالية والتي تتمثل في الآتي : • جبهة غربية للسيطرة على المنطقة تتزعمها أمريكا ويعاونها حلف شمال الأطلنطي ودول الإتحاد الأوروبي تعتمد على شن حروب (عسكرية – سياسية - إعلامية) ضد بعض الدول أو التنظيمات أو حتى الأفراد لإخضاعهم للهيمنة والسيطرة الكاملة عليهم من قبل الأمريكان . • منع امتلاك دول بعينها للطاقة الذرية والأسلحة النووية مثل ( كوريا وإيران ) . • وضع بعض الدول تحت تصنيف أنها دول راعية للإرهاب ، لتكون ذريعة للتدخل من قبل الولاياتالمتحدة في شئونها بحجة مُكافحة الإرهاب والحقيقة هي إخضاع تلك الدول لسيطرة وهيمنة الولاياتالمتحدة عليها وعلى ثرواتها ومصادر النفط بها . أيا كانت الإجابة على هذا التساؤل الذي أرهق الكثيرين من الباحثين والمهتمين بالشأن السياسي للإجابة عليه وأيا كانت المزاعم الأمريكية حول تلك الحادثة فإن الواقع يؤكد أن الولاياتالمتحدة استفادت مما حدث استفادة أكبر مما نتج عن أحداث 11 سبتمبر وما خلفته من خسائر داخلية وقتها ، على الرغم من أن هناك بعض المحللين السياسيين يؤكدون على عكس ذلك وأن الولاياتالمتحدة قد أضيرت بخسائر كبير من جراء تلك الحروب التي تكلفت المليارات ولكن الواقع يثبت عكس وجهة نظرهم مع مرور الوقت فإن كانوا خسروا في وقت الحروب إلا أنهم استطاعوا تعويض تلك الخسارة وتحقيق مكاسب وأنهم يخططون لأبعد بكثير مما يرى هؤلاء المحللون .