حين بدأت موجة الكتابة عن حرب أكتوبر تنتشر في مختلف أنحاء العالم، كانت المعلومات تتكشف تدريجيا عن دور الرجل في الحرب. البطل المشير محمد عبد الغنى الجمسي وزير الدفاع الأسبق، أحد رموز العسكرية المصرية ومفكريها العظام .. خدم بالقوات المسلحة لمدة أربعين سنة تقريباً، وعاصر كل المعارك التي خاضتها مصر ضد إسرائيل، ونظرياته تدرس في الأكاديميات العالمية..أطلق علية العديد من الألقاب .. سمي "ثعلب الصحراء المصري" نظرا لبراعته في قيادة معارك الصحراء، ولُقب بأستاذ المدرعات التي احترف القتال في سلاحها منذ تخرجه في الكلية الحربية.. أما أحب الألقاب إلى قلبه فكان لقب "مهندس حرب أكتوبر"؛ نظرا لاعتزازه بالحدث وفخره به. لم يندم على أي قرار في حياته، عدا اشتراكه في التفاوض مع اليهود، قال عنه الرئيس السادات «إنه رجل عسكري يصلح لمائة عام من الخدمة العسكرية» . قبل أن يتوارى المشير الجمسي عن الأنظار، ترك لنا وصيته الاخيرة، حيث قال : "انتصار أكتوبر هو أهم وسام على صدري، وليتني أحيا لأقاتل في المعركة القادمة، وأن الرجل العسكري لا يصلح للعمل السياسي، وإن سبب هزيمتنا عام 1967 كان بسبب اشتغال وانشغال رجال الجيش بالألاعيب في ميدان السياسة؛ فلم يجدوا ما يقدمونه في ميدان المعركة، انتصار أكتوبر هو أهم وسام على صدري، وليتني أحيا لأقاتل في المعركة القادمة"، "إن التخطيط للعمليات الحربية هو حرب بدون أسلحة هو حرب العقول ضد العقول". «عيزرا وايزمان» بعد انتهاء إحدى جلسات مفاوضات فض الاشتباك الأول "الكيلو 101" التي أعقبت عبور القوات المصرية لقناة السويس في حرب أكتوبر 1973، خرج الفريق عبد الغني الجمسي -رئيس وفد المفاوضات المصري، وكان رئيسا لأركان الجيش- من خيمته للتفاوض دون أن يسلم على أي من أعضاء وفد المفاوضات الإسرائيلي أو تصدر عنه كلمة واحدة، وكانت هذه عادته طوال زمن المفاوضات، فأسرع وراءه قائد الوفد الإسرائيلي الجنرال "عيزرا وايزمان" الذي أصبح رئيسا لإسرائيل فيما بعد، وقال له: "سيادة الجنرال، لقد بحثنا عن صورة لك وأنت تضحك فلم نجد، ألا تضحك أبدا؟!" .. فنظر إليه القائد المصري شزرا ثم تركه ومضى. وكتب وايزمان في مذكراته عن المشير الجمسي: «لقد هزني كرجل حكيم للغاية، إنه يمثل صورة تختلف عن تلك التي توجد في ملفاتنا، ولقد أخبرته بذلك». ووصفه وايزمان في مذكراته أثناء قوله برفض تغيير اقتراح تعديل الحدود:«ظهر الجمسي كصاحب موقف متصلب وان الرجل ذو طابع هادئ ودائم التفكير وهو حلو الحديث ولكنه حازم جدا ولم يظهر اي استعداد لتقديم تنازل مهما كان صغيرا » «جولدا مائير» كانت أغرب الألقاب التي أُطلقت على المشير الجمسي؛ فكان ذلك الذي أطلقته عليه جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل إبان حرب أكتوبر، حين وصفته ب"الجنرال النحيف المخيف". الصحف الإسرائيلية وصفته الصحف الإسرائيلية ب«الجنرال النحيف المخيف» نظراً لضآلة جسمه وكفاءته العالية في العمل العسكري طوال مدة خدمته بالقوات المسلحة المصرية. «هنري كيسنجر» في يناير 1974 عندما أخبره هنرى كيسنجر، وزير خارجية أمريكا خلال حرب أكتوبر، بموافقة الرئيس السادات على انسحاب أكثر من 1000 دبابة و70 ألف جندي مصري من الضفة الشرقية لقناة السويس، فرفض الجمسي وسارع بالاتصال بالسادات الذي أكد موافقته؛ وكان صدام القرار الاستراتيجي والعسكري، ليعود الرجل إلى مائدة التفاوض يقاوم الدموع، ثم لم يتمالك نفسه فأدار وجهه ليداري دمعة انطلقت منه حارقة؛ حزنا على نصر عسكري وأرواح آلاف الرجال تضيعها السياسة على موائد المفاوضات. وكانت مفاجأة لهنري كيسنجر أن يرى دموع الجنرال الذي كثيرا ما أسرّ له القادة الإسرائيليون بأنهم يخشونه أكثر مما يخشون غيره من القادة العسكريين العرب. الصحف الأمريكية وصفته الصحف الأمريكية بأنه من أعظم 50 شخصية عسكرية عرفها القرن العشرين .