قال الرئيس عبدالفتاح السيسي "إن من يعملون ضدنا حاولوا عزلنا وحصارنا ولكنهم لم ينجحوا في ذلك، موضحا أننا لسنا في أحسن أحوالنا لأننا لو كنا في أحسن أحوالنا لما قامت ثورة.. ولدينا الكثير من الإشكاليات في كل مؤسسات الدولة، فالإصلاح يحتاج إلي وقت لتحقيق "المثالي" الذي نتطلع إليه.. والمثالية في الكتب، ويجب أن نعلم أننا نسير في طريق ننجح فيه كل يوم أكثر مما قبله". وأضاف السيسي خلال لقاءه مع بعض ممثلين المجتمع "هناك مخطط لضرب مصر وطمس الحقيقة وتزييف الواقع وإفقاد الثقة في كل شيء جيد، وأدواته خارج وداخل مصر، مشيرا إلي أن المؤسسات العريقة تحمي بلدها من الشر وأهله.. وقد كلفتوني بالحفاظ علي الدولة المصرية، وهناك ثوابت نحرص علي المحافظة عليها ومنها الحفاظ علي القيم والمبادئ في إدارة أمورنا الداخلية والخارجية بعيدا عن الانتهازية والمؤامرات والتدخل سلبا ضد طرف ما والدخول في تحالفات ضد طرف ما". وأكد الرئيس السيسي أن قيادة مصر حريصة علي اعتدال وتوازن القرار المصري والسعي إلي التوافق قدر الإمكان داخل وخارج مصر، ولكن ليس علي حساب مصر ومبادئها، مشددا علي عدم التفريط في حقوقنا وعدم المساس بحقوق الآخرين، وأيضا الصبر علي إيذاء الآخرين لنا وإعطائهم الفرصة لمراجعة مواقفهم. كما شدد علي أن الثوابت تحقق مكاسب في علاقاتنا الخارجية وفي الداخل، وأصبح الجميع يحترمنا ويتعامل معنا به. وفيما يتعلق بتعيين الحدود البحرية مع السعودية، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي "إننا لم نفرط في حقنا ولم نفرط في ذرة رمل واحدة وأعطينا الآخرين حقوقهم، موضحا أن هناك اختلافا في النسق العام للدولة والنسق الفردي في التعامل مع الموضوع، كما أن هذا الموضوع لم يتم تداوله من قبل حتى لا نؤذي الرأي العام في البلدين، ومراعاة للظروف السياسية والأمنية وتولي مصر مسئولية الحفاظ علي هذه الجزر ولتداعيات حرب 1967 ثم السلام ثم معاهدة السلام وما لها من حساسيات". وتابع " في تعيين الحدود لم نخرج عن القرار الجمهوري الصادر من 26 عاما أي في عام 1990، والذي تم إيداعه لدي الأممالمتحدة، استجابة لمطالبات من السعودية باستعادة الجزر، مؤكدا أنه لن يترتب علي ردود الأفعال أي أثر علي العلاقات المصرية السعودية، مشيرا إلي أنه حرص علي أن يتلقي هو ردود الأفعال حتى لا ندخل في جدل خلال الشهور الثمانية الماضية". ودعا الرئيس السيسي إلي الانضباط في ردود الأفعال، مشيرا إلي أن رد فعل المصريين والإعلام لم يخدم مصر فيما يتعلق بموضوع سد النهضة علي سبيل المثال، مبينا أنه فضل طرح موضوع الجزر بعد معالجته وليس قبل ذلك، حتى لا ندخل في جدل يسهم في عزل مصر، قائلا "إن الكيان العربي المجروح في ليبيا واليمن وسوريا والعراق، يريد البعض له أن يتسع". وأضاف "أنه طلب في يونيو 2014 ملفا عن هذه الجزر قبل أن يثير أحد الموضوع، مشددا علي حرصنا أن نعطي الحقوق إلي أصحابها.. وفنيا طوال هذه الفترة، قامت وزارات الخارجية والدفاع والمخابرات العامة بدراسة الموضوع والرد عليه، مؤكدا أن القانون واضح في مثل هذه المسائل، وأنه تم الرجوع إلي كافة الأطراف ذات الصلة لأن الأمر يتعلق بحق بلد.. وعليكم الإطمئنان علي بلدكم والتفكير قبل التشكك والقلق". وتابع الرئيس السيسي "أن كل الوثائق والجلسات ال11 التي عقدتها اللجان الفنية، أثبتت أن هذه الجزر سعودية، مطالبا المصريين بالاطمئنان إلي الشخص الذي ائتمنوه علي قيادة مصر، محذرا من أن البعض يؤذي نفسه وبلده بهذه الصورة، موضحا أن ترسيم الحدود البحرية يخضع إلي معاهدات دولية وقواعد محددة.. ونجحنا في تعيين الحدود.. والترسيم يتيح لنا التنقيب عن الثروات الطبيعية في مياهنا الاقتصادية المصرية، وهو ما لم يكن في الإمكان قبل ذلك علي طول الحدود البحرية بيننا وبين السعودية". واستطرد "أن تعيين الحدود مع قبرص أتاح لنا التنقيب في المياه الاقتصادية لنا وظهر حقل "ظهر" للغاز، ويتم حاليا ترسيم الحدود مع اليونان حتى يمكننا أن نستفيد من المنطقة الاقتصادية مع اليونان". ودعا الرئيس السيسي إلي عدم الحديث مرة أخري في موضوع الجزر السعودية، مشيرا إلي أن البرلمان الذي اختاره الشعب سيناقش الموضوع، مشددا علي أنه لا يجب التشكيك في كل مؤسسات الدولة والبرلمان له أن يمرر هذه الاتفاقية أو يرفضها.