أرست محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية الدائرة الأولى بالبحيرة، برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي، عدة مبادئ قانونية وفلسفية تحدد مفاهيم حديثة للولاية التعليمية للحاضن. وتضمن ذلك إعلاء دور الأم ومستقاة من أحكام الشريعة الغراء لم تبلغها علوا أكثر الأمم تمدينا وتحضرًا في قصة أليمة تجسد قمة الصراع والتناحر بين الآباء والأمهات على اختيار النظام المدرسي للأبناء بعد الطلاق كان بطلها الأب والأم والجدة للأب والجدة للأم وحصول كل منهم على أحكام متلاحقة بالحضانة والولاية التعليمية تغاير الأخرى وكان ضحيتها طفلين محمد بالمرحلة الابتدائية وإسراء بالمرحلة الإعدادية. وأصرت المحكمة على ضرورة سماع الطفلين وفي موقف درامي بكى الطفلان أمام المحكمة طالبين من عدالتها وضع حدا لهذا الصراع الذي كان من نتيجته عدم تمكنهما من دخول الامتحانات السابقة بسبب قسوة الأب وقالا للمحكمة: نريد حلا ؟ على غرار ما عانته المرأة من قبل مع الرجل، فماذا قالت المحكمة في هذه القضية الأليمة التي تعد نموذجا دراميا لصراع العائلات على الأبناء في ظل إصرار الأب والأم والجدة لأب والجدة لام على اختيار نظام مدرسي يغاير الأخر! وأكدت المحكمة على مجموعة من المفاهيم الجديدة لصالح الأم المصرية الحاضنة أهمها أن النظام المدرسي من الحقوق اللصيقة بالطفل وحاضنته وليس وفق هوى الأب وأن انتزاع حق الرعاية التعليمية للصغار من الأم التي تعايشه دقائق الحياة مظلمة للصغير وإخلالا بصفائه النفسي وأمنه واطمئنانه واستقراره. وكشفت المحكمة عن ثمانية أحكام متلاحقة من محكمة الأسرة عن الحضانة والولاية التعليمية بين الأب والأم والجدة للأب والجدة للأم تجسد قمة الصراع والتناحر على الطفلين مما اضطر الطفلين بالدفاع عن حقوقهما بأنفسهما أمام للمحكمة قائلين لها نريد حلا ؟ ولم ندخل الامتحانات السابقة ؟ واشتكى كلاهما من قسوة الأب عليهما، وبكى كلاهما طالبين العيش مع أمهما، وأشارت المحكمة في حكمها إلى أنه لا توجد قوة تفصم عرى الأمومة عن أطفالها وتعليمهم. وجاء بالحيثيات أن الرعاية التعليمية ترتبط بمصلحة المحضون في البقاء عند أمه لأنها أكثر رحمة وشفقة للأولاد وتعلم أمور النساء للبنات وأن الآباء عقب الطلاق يختارون نظام تعليمي أقل جودة للصغار نكاية في الأم أو إشعارها بالذل والهوان مما يعرض حياته التعليمية للخطر وأن تطور الحياة كشف عن أن الأم الحاضنة أكثر من الرجل سدادًا وكفاية لتعليم الأطفال وهي أمور تتعلق بمنافع محضة للمحضون وان استخدام المشرع للفظ "الولاية" للحاضن آثار اللبس والأدق أن يستخدم "الشئون التعليمية" وهي من مستلزمات الحضانة وأن شطط الآباء وقسوتهم على الأمهات واشتعال تدخل عائلتهما يصيب الأطفال بأمراض نفسية وفقدان الثقة والتخلف الدراسي أكبر مأساة!. وناشدت المحكمة الرجال بأن قالت "ألا تستبدوا بالزوجات حتى لا يستجير الأطفال من بأسكم ونار الحيرة تعصف بنفوسهم ولن يكون غير قلب الأم ركنا للاحتماء والاحتواء". وعقب النطق بالحكم ارتمى الطفلان إسراء ومحمد في أحضان الأم زغلولة زكي أبو شنب فى موقف مؤثر وأسدلت المحكمة الستار عن أغرب دعوى جسدت بشكل درامى صراع العائلات في اختيار النظام المدرسى للأطفال.