يسعى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، لتأجيل خطاب الملكة إليزابيث الثانية، والذي كان مقررا أن تتحدث فيه عن برنامج الحكومة، ومناقشة كل ما له علاقة بمشكلات البلاد الاقتصادية وحقوق الإنسان، وذلك في محاولة لإحكام السيطرة على التيار السياسي في بلاده. صحيفة إنترناشونال بيزنس تايمز، تقول إن «كاميرون يخطط لتأجيل خطاب الملكة، لتعزيز سلطات حزبه المحافظ، قبل اقتراب موعد استفتاء خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، 23 يونيو، ليس هذا فقط، بل وتقليل الأموال التي توفرها الحكومة لدعم الأحزاب المعارضة». وصرح أحد الوزراء البريطانيين ل «الصحيفة البريطانية»، أنه «إذا كان كاميرون يريد الفوز في معركة الاستفتاء، فعليه أن يتحرك الآن، وبشكل سريع، ليؤكد لمعارضيه وللمتشككين أن رؤيته في إدارة البلاد يمكن أن تحقق الفوز، وأنه يمكن أن يقود الحزب والحكومة». ويخوض كاميرون معركة لإقناع البريطانيين للتصويت لصالح البقاء داخل الاتحاد الأوروبي في مقابل حملة أخرى، يشارك فيها بعض من المسؤولين والسياسيين البريطانيين، الذين يطالبون بريطانيا بالانفصال عن الاتحاد لعدة أسباب أهمها ضعف الاقتصاد البريطاني، في ظل تواجده داخل الاتحاد، وتأثير ذلك على اليورو البريطاني، وعدد المهاجرين واللاجئين الذي يلزم الاتحاد الأوروبي بريطانيا باستقباله. وارتفع صوت اليمين السياسي في أوروبا كلها، وليس فقط في بريطانيا، بعد وقوع عدد من الهجمات الإرهابية، والتي تورط فيها عدد من اللاجئين العرب، مما عزز موقف المطالبين بالانفصال عن الإتحاد. جاء ذلك على الرغم من سفر كاميرون للتفاوض مع قادة الاتحاد للحصول على صفقات جيده في بروكسيل، تتضمن عدد من مطالب البريطانيين، حيث أكد أنه سيتمكن من حماية اليورو البريطاني، وسيفرض مزيدا من القيود حول بريطانيا لتأمينها. وأكدت المستشار الألمانية أنجيلا ميركل، في تصريحات لها، عقب اجتماعاتها مع كاميرون في بروكسيل، أنه حصل على عدد من القوانين الجيدة، التي ستؤيد موقفه في معركة الاستفتاء التي ستخوضها بريطانيا المرحلة القادمة.