بعد معركة طويلة من المناقشات والاجتماعات التي دارت بين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وقادة الإتحاد الأوروبي في بروكسيل، استطاع كاميرون التوصل لعدة قرارات يستطيع من خلالها بدء حملته «نعم لأوروبا» لدعوة البريطانيين أن يصوتوا ب«نعم» للبقاء داخل الاتحاد الأوروبي. وكانت بريطانيا قد شهدت الكثير من المداولات والمناقشات في الفترة الماضية حول ما إذا كانت يجب أن تستمر كإحدى دول الاتحاد خاصة بعد أزمة المهاجرين التي تزايدت وأثرت على أوضاع البلاد الاقتصادية والسياسية. وأعلن كاميرون منذ اللحظة الأولى أنه يؤيد بقاء دولته داخل الاتحاد، وأنه سيسافر للاجتماع مع قادة أوروبا ليحصل للبريطانيين على المطالب التي يستحقونها. وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عقب انتهاء المباحثات، الجمعة 19 فبراير، أن الاتحاد الأوروبي أعطى كاميرون حزمة يمكن أن يقوم على أساسها بحملة في بريطانيا لبقاء بريطانيا في الاتحاد، وأنهم توصلوا إلى «تسوية عادلة» خلال الاجتماعات تساعد كاميرون خلال الأيام المقبلة. وأشارت ميركل، إلى أن البقاء داخل الاتحاد في هذه الأيام أمراً هاماً خاصة في ظل الظروف التي يعاني منها العالم. وكان كاميرون قد حصل على قرارات تساعد بلاده في التحديات الاقتصادية التي يواجهها الجنية البريطاني في مواجهة اليورو، وعدد من القواعد والقوانين التي تضمن استقلال بريطانيا وفرضها مزيدا من القيود والقوانين على حدودها لتأمينها في مواجهة الإرهاب والسيطرة على أعداد اللاجئين المتدفقين لبريطانيا. «حكومة كاميرون تتفكك» وأعلن كاميرون بعد عودته من اجتماعاته المكثفة مع زعماء الاتحاد، أن موعد الاستفتاء على بقاء بريطانيا داخل الاتحاد هو 23 يونيو القادم، ووفقاً لصحيفة الإندبندنت البريطانية فإن كاميرون عقد اجتماعا عاجلاُ مع مجلس الوزراء لمناقشة القرارات التي تم التوصل إليها في بروكسيل، وعلق مسئولية الحكومة الجماعية ليسمح للوزراء المعارضين أن ينضموا للحملة المعارضة له والتي تدعو لمغادرة الاتحاد. وأعلن 7 وزراء، السبت 20 فبراير معارضتهم للقرارات الأخيرة التي استطاع كاميرون الوصول إليها في بروكسيل، وأكدوا مشاركتهم في حملة المغادرة. جاء بين الوزراء المعارضين، كلا من وزير العدل مايكل جوف، ووزير العمل والمعاشات، إيان دنكان سميث، وزعيم مجلس العموم، كريس جرايلنج، ووزيرة شئون أيرلندا تيريزا فاليري، ووزير الثقافة والرياضة والإعلام، جون ويتينجديل، ووزيرة الدولة لشؤون التوظيف، بريتي باتيل، إضافة إلى وزيرة الدولة للطاقة أندريا ليدسوم. وقالت صحيفة الإندبندنت، الأحد 21 فبراير، إن وزير العدل مايكل جوف، سخر من تصريحات كاميرون بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيعرض المملكة للخطر، مؤكداُ أن قوانين الاتحاد سمحت للإرهابيين أن يسافروا عبر الحدود الأوروبية بلا مراقبة، وشجع الأحزاب «نازية الاتجاه» أن تنشأ داخل أوروبا. «كاميرون يكرر سيناريو توني بلير» وفي تقرير منفصل، قالت الصحيفة البريطانية إن كاميرون يكرر ما فعلة رئيس الوزراء الأسبق توني بلير وقت الحرب في العراق، حيث اختلفت الحكومة دون أن يدري الشعب، لإتباع بلير السياسات الأمريكية فيما يخص الحرب في العراق. وأشارت الصحيفة إلى أن ما حدث عام 2003 هو انقسام في الحكومة البريطانية دون أن يدري الشعب البريطاني ما يحدث بين وزراءه. يذكر أن بلير تقدم باستقالته إثر آراءه التي كلفت بريطانيا الكثير اقتصاديا، وذكر موقع روسيا اليوم أن بلير اعتذر لاحقاً عن حرب العراق عام 2003.