قال مصدران سياسيان كبيران إن شهر العسل بين رئيسة تايوان المنتخبة تساي إنج-وين وبين الصين قد يكون قصيرا إذا سمحت للدالاي لاما بزيارة الجزيرة التي تطالب بكين بإعادتها إلى سيادة الصين. وتعتبر الصين أن الزعيم الروحي للتبت الذي يعيش في المنفى انفصاليا ورفض رئيس تايوان المنتهية ولايته ما يينج جو -الذي يؤيد تعزيز علاقات تايوان الاقتصادية مع البر الصيني- دخول الدالاي لاما عدة مرات منذ آخر زيارة له إلى تايوان في عام 2009 . ورغم سماحه بتلك الزيارة إلا أن ما لم يلتق الدلاي لاما البالغ من العمر 80 عاما. وصرح مصدر تايواني مقرب من الحزب الديمقراطي التقدمي ومصدر آخر مطلع مباشرة على الموضوع أن زعيمة الجزيرة الجديدة تواجه معضلة مع احتمال تجديد دعوات من جماعات بوذية للدالاي لاما لزيارة الجزيرة بعد أن فازت تساي وحزبها الديمقراطي التقدمي المؤيد لاستقلال تايوان بسهولة في الانتخابات التي جرت في يناير الماضي. وقال المصدر المقرب من الحزب الذي طلب عدم الكشف عن اسمه نظرا لحساسية الأمر "الدالاي لاما قد يزور تايوان قرب يوم العيد الوطني للجزيرة على أقصى تقدير." وتحتفل جمهورية الصين -الاسم الرسمي لتايوان- بالعيد الوطني في في العاشر من أكتوبر. وتعهدت تساي منذ فوزها الكاسح في الانتخابات بأن تسعى للحفاظ على "وضع السلام والاستقرار القائم" مع الصين أكبر شريك تجاري ونوهت وسائل الإعلام الصينية إلى تعهداتها. ومنذ الانتخابات حذرت بكين أيضا تساي من أي خطوات نحو الاستقلال الرسمي وقالت إنها ستدافع عن سيادتها. ويتعين على تساي التي ستتولى منصبها في العشرين من مايو أيار أن تقرر ما إذا كانت ستسمح للدالاي لاما بالزيارة وتخاطر بإغضاب الصين في وقت تحتدم فيه التوترات في المنطقة بالفعل بسبب مطالب متنافسة للسيادة على ممرات مائية حيوية في بحر الصين الجنوبي. وكان الدالاي لاما الفائز بجائزة نوبل للسلام عام 1989 قد فر إلى المنفى في الهند في 1959 بعد انتفاضة فاشلة على الحكم الشيوعي، وتتهمه الصين بأنه انفصالي لكن الراهب البوذي يقول إنه يريد فقط حكما ذاتيا حقيقيا لوطنه الواقع في جبال الهيمالايا. وقال المصدران إن بوسع تساي أن تصل إلى حل وسط بإقناع بكين بأن تبقي الحوار مفتوحا بدلا من وضع العراقيل في طريقها مقابل السماح للدالاي لاما بزيارة تايوان دون أن تعقد معه اجتماعا مباشرا. وقال الحزب الديمقراطي التقدمي إنه لا يعلم شيئا عن دعوة الدالاي لاما لزيارة تايوان، فيما قال مكتب الدالاي لاما في الهند إنه "لا توجد لديه خطط في الوقت الحالي لزيارة تايوان." والصينوتايوان خصمان دبلوماسيان وعسكريان منذ انفصالهما في عام 1949 بعد أن خسر القوميون الحرب الأهلية الصينية وفروا إلى الجزيرة، لكن روابط التجارة والاستثمار والسياحة ازدهرت أثناء حكم ما الذي مضى عليه ثمانية أعوام.