عقد الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند مؤتمرا صحفيا عقب اختتام القمة الاوروبية ببروكسل والتي تم خلالها الإعلان عن اتفاق مع بريطانيا للحفاظ على عضويتها بالاتحاد الاوروبي فضلا عن بحث ازمة اللاجئين والحرب في سوريا. وقال أولاند إن تركيا التزمت بمكافحة تهريب المهاجرين ومنع تدفقهم الى اوروبا وذلك في مقابل دعم مالي بقيمة ٣ مليارات يورو لمساعدة اللاجئين على أراضيها و البالغ عددهم نحو 2.5 مليون شخص. وأضاف:" اتفقنا على نشر قوات في بحر ايجه بين اليونان وتركيا لتشديد الرقابة على الحدود. كما التزمت اليونان بأن تعمل مراكز استقبال و فرز اللاجئين الأربعة لديها بفاعلية و احرزنا تقدما في هذه الشأن. وشدد اولاند على ضرورة تفادي القرارات المنفردة بإغلاق الحدود الداخلية داخل فضاء شنجن الامر الذي قد يلقي بالحمل على اليونان وحدها وسيفضي الى تفكيك اوروبا. وكشف أن القمة الاوروبية القادمة ستعقد في مطلع مارس حول مسالة اللاجئين بحضور رئيس الوزراء التركي لبحث دعم الدول المضيفة للاجئين مثل تركيا و لبنان و الاْردن. وأضاف أن الحروب والنزاعات وراء أزمة اللاجئين و لذا على اوروبا ان تسهم في اطلاق انتقال سياسي في سوريا وتوفير مساعدات إنسانية وابقاء حق اللجوء و مع الحفاظ على الحدود الاوروبية. واعرب اولاند عن دعمه لليونان التي تواجه في الخطوط الأمامية ازمة اللاجئين و كذلك الى المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل فيما يتعلق بتأمين الحدود الخارجية لمنع تدفق اللاجئين على نحو لا يمكن مواجهته. وذكر بأن فرنسا التزمت باستقبال 30 الف لاجىء خلال العامين القادمين، معترفا بانه رقم قليل مقارنة بأرقام اخرى. و اضاف ان آلية توزيع اللاجئين لن يمكن تفعيلها دون ضبط الحدود الخارجية للاتحاد. وحول سوريا، قال اولاند ان حلب تشهد حاليا عمليات قصف و فرار للمدنيين، وعلى وشك ان تشهد ازمة إنسانية، دعيا الى وقف العمليات العسكرية من قبل النظام السوري وحلفائه في المناطق التي توجد بها المعارضة المعتدلة وكذلك المدنيين، داعيا الى العمل على توصيل المساعدات الانسانية الى السكان المتضررين و استئناف المفاوضات السياسية. واعتبر ان الوضع خطير نظرا لامكانية نشوب صراع بين بلدين احداهما عضو بحلف الأطلسي، داعيا الى تفعيل بيان ميونخ، لافتا الى انه لن يكون هناك حل لازمة اللاجئين اذا تفجر الوضع في سوريا. وحول داعش، اعتبر أن داعش وجه اخر لنظام بشار الاسد ولذا فرنسا ستواصل ضرباتها ضد هذا التنظيم و تدعوا التحالف و كذلك روسيا و تركيا الى التركيز على هذا الهدف. وحول بريطانيا، أكد ان فرنسا هدفت الى ابقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي اذا أراد البريطانيون ذلك دون الاخلال بالمبادىء الاساسية للاتحاد الاوروبي، مضيفا انه تم اعتماد نص أعده رئيس المجلس الاوروبي دونالد تسك ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون بعد ادخال القليل من التعديلات. وأضاف ان المملكة المتحدة كان لها دائما وضع خاص في اوروبا فهي ليست في شنجن ومنطقة اليورو وليست ملتزمة بميثاق الحقوق الاوروبية. وأشار إلى ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع بريطانيا لا يخالف قواعد السوق الموحد و لا يوجد مراجعة للاتفاقات و لن تتمتع المملكة المتحدة بحق النقض على قرارات منطقة اليورو. وحول المساعدات الاجتماعية، قال اولاند انه تم وضع قواعد للمساعدات الاجتماعية التي يحصل عليها القادمون الجدد من الأوروبيين الى بريطانيا، مضيفا ان الفرنسيين العاملين عبر الحدود لن تَمَس حقوقهم . وأكد الرئيس الفرنسي على ضرورة ان تتقدم اوروبا نظرا للتحديات العديدة التي تواجهها مثل ازمة اللاجئين و الحرب في سوريا والنمو و التوظيف.