تمر اليوم الذكري الحادية عشر على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري وهو يمثل للبنانين أحد عناصر الاستقرار السياسي، بكل ما تحمله من معاني وما يتطلبه الاستقرار من توازن مع الآخر وانفتاح نحو الأفضل، فضلا عن ما قدمه من دعم لدولته ووقوفه في وجهه الاعتداءات الإسرائيلية. اغتيل رفيق الحريري عند الساعة 12:55 من ظهر الاثنين 14 فبراير 2005، بتفجير ما يعادل 1000 كجم من المواد المتفجرة، في منطقة فندق سان جورج في بيروت، بينما كان موكبه يسير بالقرب من فندق سان جورج، وقتل معه 21 شخص من بينهم عدد من الحراس الشخصيين له، والوزير السابق الصديق للحريري باسل فليحان. دفن الحريري مع حراسه في موقع قريب من جامع محمد الأمين. في 6 فبراير 2006، اتفقت الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة على تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وتعد هذه المرة الأولى التي تحاكم فيها محكمة دولية أشخاصًا لجريمة ارتكبت ضد شخص معين. لعب الحريري دورًا مهمًا في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية وأعمار لبنان، وقام بالعديد من الأعمال الخيرية وكان أشهرها تقديم منح طلابية للدراسات الجامعية لأكثر من 36000 شاب وشابة من كل الطوائف اللبنانية على مدى 20 عامًا، إضافة إلى تقديم المساعدات لضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان ومساعدة دور الأيتام والعجزة وإنقاذ جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية من الديون، وأصبح أحد أغنياء العالم نتيجة جهده الشخصي. تولي الحريري رئاسة الحكومة الأولى من 1992 وحتى 1998، وقوبل تعيينه بحماس كبير من غالبية اللبنانيين. عندما ارتفعت العملة بنسبة 15%، قام بتخفيض الضرائب علي الدخل إلى 10%، وقام باقتراض مليارات الدولارات لإعادة تأهيل البنية التحتية والمرافق اللبنانية، وتركزت خطته التي عرفت باسم «هورايزون 2000» على إعادة بناء بيروت على حساب بقية مناطق لبنان. وخلال هذه الفترة ارتفعت نسبة النمو في لبنان إلى 8% بعام 1994، وانخفض التضخم من 131% إلى 29%، واستقرت أسعار صرف الليرة اللبنانية. أما فترة وزارته الثانية فكانت من سنة 2000 وحتى 2004 ، وخلال هذه الفترة أدى عمق المشكلات الاقتصادية إلى زيادة الضغوط على الحكومة من قبل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، استقال في أكتوبر 2004 بعد خلاف مع الرئيس إميل لحود ازداد بعد تعديل الدستور لتمديد فترة رئاسة الرئيس إميل لحود لثلاث سنوات إضافية.