معابد أثرية لها تاريخ مبهر، تحمل كل منها قصة ولكل منها جمال خاص، تقع على أجمل منطقة بأسوان على ضفاف بحيرة ناصر، إنها "معابد النوبة" والتي تم إنقاذها في فترة إنقاذ آثار النوبة قبل بناء السد العالي مباشرة ، وهي مكونة من خمسة معابد ومقبرة واحدة ، لا يتمكن السائح من زيارتها سوى بالمصادفة أثناء إبحار "النايل كروز" من أسوان إلى أبو سمبل بمياة بحيرة ناصر. سنوات عديدة مرت يطالب فيها مسئولو السياحة ان يتم إدراج المعابد للخريطة السياحة بأسوان، بعد ما رأوه من إنبهار من السياح بموقع المعابد وتاريخها. يقول نقيب مرشدي أسوان السابق عبد الناصر صابر " تعد معابد النوبة تحفة فنية تعانق بحيرة ناصر في مظهر لا يتواجد كثيراً بكل دول العالم ، إلا ان الجميع محروم من زيارتها ، بالرغم من وجود طريق بري يمكن إستخدامه لعمل رحلة سياحية تاريخية داخل صحراء النوبة وعلى ضفاف بحيرتها ". وتنقسم معابد النوبة إلى مجموعتين تضم الاولى من معابد وادي السبوع والدكة والمحرقة ، بينما تضم المجموعة الثانية معبدي عمدا والدر ومقبرة بِنوت. وتأتي أهمية معبد السبوع من بنائه خصيصاً للملك رمسيس الثاني، حيث بناه أحد حكام النوبة من أجل رمسيس، ومن أكثر ما يميز المعبد هو وجود عشرة تماثيل لأبي الهول ذو رؤوس آدمية وعليها تيجان مزدوجة، بالإضافة لبناء المسيحيون بوابة كنيسة بمدخل صالة الاعمدة ,واعتبروا صالة الاعمدة كنيسة ، وكان يحوي المعبد احد عشر لوحة أمام الحوائط الشمالية والجنوبية , وتعرض كل هذه اللوحات الآن في المتحف المصري بالقاهرة. أما معبد "الدكة" فهو اسم قرية نوبية ولهذه القرية أهمية في التاريخ القديم للنوبة، حيث انتصرت على أرضها الملكة النوبية "أماني ريناس "على القائد الروماني بترونيوس عام 23 ق م، ويتميز معبد الدكة عن كل معابد النوبة في وقوع بوابته في الجهة الشمالية من المعبد , ويتميز ايضا بأنه المعبد الوحيد الذي يوجد بداخله محرابين وليس محراب واحد، احدهما للملك النوبي "اركماني"، والثاني للإمبراطور الروماني "أغسطس"، أي ان الإمبراطوروالملك يتساويان برغم ان الإمبراطورية الرومانية كانت في عنفوان مجدها حينذاك . بينما بني معبد المحرقة الإمبراطور الروماني أغسطس عام 30 ق م , وأهداه إلي الإله "سيرابيس" وهو اله يوناني يحمل خصائص مركبة من أوزوريس وأبيس والإله الإغريقي زيوس . وتضم المجموعة الثانية معبد عمدا ، ويتميز المعبد بوجود نصوص تاريخية هامة, فعلي اليسار يوجد نص مكتوب بالهيروغليفية يؤرخ بالعام الثالث من عصر الملك امنحتب الثاني , ويسجل اكتمال بناء المعبد كما يذكر حملة عسكرية قام بها الملك علي سوريا وفيها قبض الملك علي سبعة من الأمراء السوريين , وقام بشنق ستة منهم علي أبواب طيبة والسابع علي أبواب نباتا بالسودان . أما معبد "الدر" فقد بناه الملك رمسيس الثاني، وأهداه إلي الإلهين امون رع ، و رع حور, وقد غطت جدران الصالة الاولى للمعبد مناظر حروب الملك رمسيس الثاني ضد النوبيين، بينما تتميز الصالة الثانية بمناظرها الدينية مثل مناظر إقامة طقوس وتقديم أضاحي إلي الهة متعددة متضمنة رمسيس الثاني الذي اعتبر نفسه شخصية مقدسة ومبجلة . ويعد أخر معلم بالمنطقة هي مقبرة " بنوت" وهو عمدة النوبة السفلي في زمن الملك رمسيس السادس، وتضم المقبرة أهم منظر بالمقابر حينذاك وهو مكفأة الملك رمسيس السادس لبنوت ، وكانت المكافأة عبارة عن انائين مصنوعين من الفضة احدهما للعطور والأخر للاصماغ . ويشير نقيب مرشدو أسوان أن على الدولة ومسئولي الآثار والسياحة الإهتمام بهذة المنطقة، حيث أنها غير مستغله سوي برؤية السائحين لها في طريقهم من أسوان لأبو سمبل عن طريق البواخر، موضحاً ان ضم هذة المعابد للخريطة السياحية سيعمل على زيادة فترة إقامة السائح بأسوان وعمل رحلة متكاملة داخل الصحراء. وأضاف ان هناك عدد من الحلول أولها تمهيد الطريق البري وإنارته لتتمكن السيارات والرحلات من الوصول للمعابد، موضحاً أن على الدولة السماح لأي مجموعات سياحية داخية او خارجية زيارة هذة المعابد وهذا لن يتك إلا بإلغاء التفويج السياحي الامني في هذة المنطقة ،حيث تم إلغاء مصاحبة الأمن للرحلات السياحية بكل المحافظات عدا المسافة بين أسوان وأبو سمبل بالرغم من أنها آمنة للغاية ، ومن هنا إذا لم يلغي مصاحبة الآمن للافراج بأبو سمبل لن يتمكنوا من زيارة المعابد وعمل رحلات لها إلا بالمواعيد المحددة والتي تخرج بها التفويجات الأمنية. وفي النهاية أشار صابر ان أكثر ما سيجذب العالم كله لهذة المنطقة هي الدعاية المتميزة ، فمعابد النوبة بحاجة إلى دعاية متنوعة لإلقاء الضوء علي قصة كل معبد ومعالمه ، وطريقه انقاذه واهميته.