تمكن فيديو مدته دقيقتين من إثارة حالة كبيرة من الجدل بين جميع فئات المجتمع، والذي يتناول إهانة الشرطة بتقديم "واقي ذكري" على هيئة "بالونات" خلال الاحتفال بذكرى عيد الشرطة وثورة 25 يناير. بدأت القصة منذ ثورة 25 يناير 2011، حيث أصيب الشايان الممثل أحمد مالك، والثاني المراسل التليفزيوني شادي حسين، في أحداث الثورة، فاعتبرا أن لهما "تار بايت"، حيث اعترف "مالك" أن تهور بنشر هذا الفيديو نتيجة للإحباط، بينما قال "شادي": شفت سحل في عز الظهر من قبل رجال الأمن"- على حد قولهما. وفي الذكرى الخامسة لاحتفالات ثورة 25 يناير، دبر الشابان خطة للانتقام بشكل ساخر ومهين، فقاما باستخدام أوقية ذكرية، وجعلاها أشبه ب"البالونات"، وعليها تعليقات توحي بأنها تأييدًا للشرطة. وكتب شادي حسين عبر صفحته: " نزلنا نحتفل بعيد الشرطة في عز البرد علشان محدش يزايد علينا"، وبعد ساعات نشر الفيديو المترقب من متابعيه والذي ظهر فيه تقديم بالونات الواقي الذكري لرجال الشرطة، الذين لا يعرفون هذا الشكل الغريب من البالونات. وتحول في غضون ساعات عالم التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا"، إلى حالة من الانقسام، فمنهم من يرفض الأمر بشكل جازم ويعتبره "قلة أدب"، فيما يراه البعض الآخر "ثأر بايت"، ورأي آخر بأنهم صغار أخطئوا التعبير. ووصل الأمر إلى بلاغات صدرت ضدهما، اعتراضا على إهانة كيان الدولة ورجال الشرطة "الغلابة" على حد وصف المعارضين. - موقف أحمد مالك تراجع أحمد مالك، مقدمًا اعتذار عن الفيديو المنشور، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قائلا: "بعتذر بشده لكل شخص اساءه الفيديو و خاصة الشرطة، الفيديو فعلاً فيه تجاوزات لم أتوقع أنها تخرج بره دايرة الأصدقاء و ده مش مبرر علي الخطأ، أنا عمري عشرين سنة وساعات في السن ده الأفكار المتهورة بتسبق التفكير العقلاني وللأسف الغلطات دلوقتي بقت مسجله و مصوره و ده بيديها عمر و حجم اكبر من حجمها الحقيقي". وأضاف مالك: "دي لحظة تهور و لحظة مش محسوبه و فعلاً ندمان عليها و حاولت مسحها و لكن كنت فوجأت انها انتشرت قبل ما اقدر انقذ الموقف، يمكن الموقف ده كله نابع من احباط عدم القدره علي التعبير عن الرأي اللي جيلي حاسه الايام دي بس برضه ده ميدينيش الحق اني اتجاوز او اعبر عن رأيي بطريقه متجاوزه في حق الآخرين. اكتر حاجه مضايقاني انه هيتم استخدام اللحظه دي لتشويه الثوار و الثوره و مقدرش الوم حد في النقطه دي الا نفسي اللي الاحباط عماها. اتمني من الجميع انهم ميتعاملوش مع اللحظه دي علي انها بتلخصني و يتعاملوا معاها انها لحظه عابره لن تتكرر". - موقف والد "أحمد مالك" إلا أن والده الطيار المدني مالك بيومي، تخلى عنه، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قائلا: "مهما بلغت درجة الاختلاف من أي فرد من أفراد الشعب المصري مع أي جهاز تنفيذي للدولة فلا يحق لنا بأي حال من الأحوال أن نتطاول لا بالفعل أو بالقول عليه وخاصة أجهزتها التي تحمي". وأضاف والد أحمد مالك: "وأنا هنا من موقعي هذا أعلن سخطي الشديد وعدم رضائي وأسفي عما بدر من شخصيه للأسف تحمل اسمي واعتبر هذا عقوقاً للوطن أولاً، وعقوق الوالد ثانياً، وكلاهما عند الله كبير". - موقف "أبلة فاهيتا" و"سي بي سي " وتفاعلت قصة فيديو "الواقي الذكري" - التي تجمع بين مراسل برنامج "أبلة فاهيتا" والفنان أحمد مالك - بشكل كبير في مصر، لتبدأ التصريحات بإعلان صفحة "أبلة فاهيتا" عدم مسئوليتها عن ما أقدم عليه مراسلها، معربة عن استيائها من الفيديو غير الأخلاقي والمنافي للآداب العامة، وانضمت قناة ال"سي بي سي" لقائمة المعترضين مؤكدة عدم انتماء مراسل إحدى برامجها لها. - باسم يوسف واختلف الإعلامي الساخر باسم يوسف، مع هذه الآراء معربا عن تضامنه مع "شادي"، والذي قال: "جدع يا شادي، بالقانون والدستور ما حدش له عندك حاجة واللي يزعل يتفلق". - مشاهير متعاطفون وتضامن عدد من النجوم مع "أحمد مالك" باعتباره صغير في السن، وموهبته تحتاج إلى الاحتواء، وبرغم رفض ما بدر منه إلا أنه يحتاج إلى فرصة أخرى، ومن أبرز هؤلاء الفنان الشاب أحمد السعدني، والفنانة ناهد السباعي، والإعلامية سلمى صباحي، والمطرب الشاب محمد عطية، والناشط السياسي حسن شاهين. - رد الفنان "نبيل الحلفاوي" وكان للفنان نبيل الحلفاوي، موقع تعاطف مع أحمد مالك والذي أبدى ندمه واعتذر، وترك المراسل شادي للقانون بسبب رفضه الاعتذار. -موقف الفنانة "جيهان فاضل".. وحقيقة علاقتها ب"مالك" أما الفنانة جيهان فاضل، فبعد أن طالتها الشائعات بأنها والدة الشاب أحمد مالك، فكان ردها: "مالك من أجدع و أجمل وأنضف الشباب اللي عرفتهم ورغم أن كان عمره ١٥ سنة وقت الثورة، لكن أرجل من ميت واحد من اللي بيشتموا فيه و ليه الفخر ان يتقال أنه إبني". - الجبهة المعارضة ومن جانب آخر، كانت الجبهة المعارضة من المشاهير، وعلى رأسهم الإعلامي أحمد موسى، والإعلامية فجر السعيد، ومن الفنانين وفاء عامر، طلعت زكريا، هشام إسماعيل، وعبير صبري، وأحمد بدير، وانضم للهجوم العضو البرلماني مرتضى منصور. - رد فعل الفنان أحمد بدير قرر الفنان أحمد بدير، الانسحاب من فيلم "هيبتا"، بسبب وجود الفنان الشاب أحمد مالك ضمن المشاركين فيه، مشيراً الى أنه تقدم بطلب لنقيب السينمائيين أشرف زكي، لحذف جميع المشاهد التي تجمعه معه. وأضاف بدير لبرنامج "العاشرة مساء" أنه "مش مستعد أطلع مع واحد بيسيئ للشرطة اللي بيضحوا بأرواحهم علشان البلد تعيش، والفيديو حقير ومهين وتافه". - موقف نقابة المهن التمثيلية أصدرت بيان نصه كالتالي: "قررت نقابة المهن التمثيلية إيقاف منح التصاريح للممثل الشاب "أحمد مالك" وتحويله للتحقيق.. علماً بأن الفنان الشاب ليس عضواً بالنقابة وكان يعمل بالتصاريح". - ردود فعل بعض رجال الشرطة قال أحدهم: "مش رجولة إنك تستغل عدم معرفة اللى قدامك بالحاجة دى علشان تتريق عليه، واللى غلط هيتحاسب، ومفيش حد بيغلط مبيتحاسبش"، وختم رسالته قائلاً: "شكرا جدا إنكم بينتوا أن رجالة الشرطة قد إيه نيتهم صافية للى قدامها". وقال النقيب ماجد، أدمن صفحة الشرطة المصرية: "أنا محروق أوى من ساعة ما شوفت الفيديو إمبارح.. والاعتذار غير مقبول". وأوضح خلال الفيديو أن المقصود هو مدلول "الواقي الذكري" غير المحترم وإهانة الشرطة، مؤكدًا أنهم لن يقبول بهذا الأمر. وأضاف أنه عندما قال بعد رجال الشرطة "هناخد حقنا وهنعرف ناخده ازاي"، ليس المقصود هو "هنجيلك وهنقتلك"، ولكن المقصود هو أنه سيتم أخذ الحق عن طريق الإعلام ومنشورات تقدم على المواقع، قائلًا: "احنا مش بلطجية". وتابع خلال كلمته: "القانون فيصل بيننا، وهذه دولة قانون، والاعتذار غير مقبول، أنت مدستش على رجلي عشان تقولي آسف". فيما قامت قامت نيابة قصر النيل، بطلب السرعة في تحريات المباحث حول الواقعة، بناء على بلاغ تم تقديمه من أحد رجال الشرطة، حيث طلبت النيابة من المباحث تحديد مكان تصوير الفيديو، ومن المقرر أن يتم أخذ أقوال المجندين الذين ظهروا بالفيديو. وينتظر الشابان مصيرًا مجهولا، فهل سيشفع لهما سنهما الصغير، أم سيعاقبهم القانون دون تعاطف؟!