أكتب إليك ياسيدتي في محاولة بائسة للوصول إلى شاطئ في بحر الألم الذى لاينتهي والذي أنا غارقة فيه. فالذكريات كثيرة والآلام أكثر ، فقد رحل زوجى تاركاً لى ابنتين وواحدة ثالثة بداخلى لم تخرج للنور بعد رحل زوجي ياسيدتى فى حادثة شهيرة منذ عدة أسابيع ، وما يؤلمنى ياسيدتى أنه خرج من البيت ذاهباً إلى عمله في الصباح الباكر وهو غاضب منى ، لقد تشاجرنا ولاأخفى عليك سراً فأنا أحيانا كنت أشعر بالتفوق عليه لأن شهادتى العليا أعلى منه وأعمل فى وظيفة مرموقة عنه ، وأحيانا كنت أشعر أننى أستحق رجلا أفضل منه ولاسيما وأننى جميلة. ولكن ياسيدتي أقسم لك أن هذه الوساوس الشيطانية كانت تراودنى أوقات قليلة جدا وكنت أهرب منها إلى حضن زوجى الذى أحببته كثيرا وكنت أستعيذ بالله منها ولكن ياسيدتى ماذا أفعل الآن وقد رحل حبيبى وزوجى وتركنى فى مواجهة أمواج الحياة ومعى بناتنا.. كثيرا ما أشعر بتأنيب ضمير كبير وحزينة ومتألمة ولا أعرف ماذا أفعل؟. عزيزتى الحب لايرحل أبدا والأحباء فى القلب والروح باقون ، فهونى على نفسك فآجلا أم عاجلا سنلتقى فى الدار الآخرة.. أرجو أن تحتسبى زوجك عند الله شهيداً وأن تطلبى له الرحمة دائما ولاتخافى من الحياة وأمواجها لأن الله سبحانه وتعالى مادام قد عهد إليك بمسؤولية بناتك فتأكدى أنه سبحانه وتعالى سيساعدك . أما بالنسبة لوساوس الشيطان التى كانت تنتابك فالشيطان هكذا دائما يوسوس إلينا ونحن نقاومه فلاداعى لأن تحملى نفسك آكثر من طاقتك كما أنه من الطبيعى أن يغضب الأزواج من بعضهم أحيانا المهم ياسيدتى ماكان فى القلب أصلاً.. اطلبى له الرحمة والمغفرة بكل ماأوتيت من قوة فى هذه الأيام الكريمة. كان الله إلى جوارك دائما ياسيدتى.