هناك واقع وحقيقة لابد أن ندركهما ونؤمن بهما ونعمل بهذا الإدراك.. وذلك الإيمان بكل الصدق والإخلاص إذا ما أردنا أن يكون عامنا الجديد «٢٠١٦» الذي مازلنا نخطو خطواتنا الأولي بصحبته، أكثر رفقا بنا وأكثر خيرا لنا من سلفه الذي ودعناه منذ أيام قليلة. هذا الواقع وتلك الحقيقة يؤكدان أن كل الأمنيات الرائعة وجميع الآمال العظيمة لا يمكن أن تتحول وحدها إلي واقع دون جهد وعمل وإصرار،..، هذه بديهية يؤمن بها كل العالم المتقدم والنامي والسائر علي طريق التقدم، ويجب أن نؤمن بها نحن، إذا ما أردنا حقا وصدقا السير علي ذات الطريق الذي سارت عليه جميع الدول والشعوب الراغبة في التقدم والرخاء والساعية للنهضة الشاملة. وأحسب أن الوقت قد حان الآن كي ندرك ان الطريق إلي التقدم والرخاء ليس لغزا وليس مجهولا،..، بل هو معروف ومعلوم ومحدد تدركه كل الدول وتعرفه كل الشعوب الساعية للتقدم،..، ويمكن تلخيصه في كلمة واحدة، هي العمل،..، والمزيد من العمل. وأعتقد بكل اخلاص أن الوقت قد حان الآن كي ندرك جميعا بأنه لا قيمة في هذه الحياة تعلو علي قيمة العمل،..، وانه لا شيء يمكن تحقيقه في هذه الدنيا دون العمل من أجله بكل جدية وإصرار،..، وأزيد علي ذلك بالقول، ان ذلك ليس قانون الحياة الدنيا فقط، بل هو أيضا أساس الحساب في الآخرة علي الجانب الآخر من الحياة الدنيا، فمن عمل خيرا يجازي بالخير، ومن عمل شرا لا يري سوي الشر،..، ذلك مؤكد في كل الأديان في جميع الرسالات. وفي ضوء ذلك وفحواه، علينا أن ندرك ان أحدا لن يستطيع ان يغير من واقعنا إلي الأفضل إلا إذا غيرنا جميعا من أنفسنا، وبدأنا الآن وفورا في الايمان الصادق بقيمة العمل، باعتباره الوسيلة الوحيدة لتغيير واقعنا والعبور بنا إلي النهضة الشاملة وخلق واقع اقتصادي واجتماعي أكثر نموا ورخاء. وأحسب أن ترسيخ قيمة العمل في المفهوم الثقافي للمجتمع، وإعلاء شأن هذه القيمة في الوعي الجماعي للعامة والخاصة، لا يمكن ان يتم في غيبة منظومة متكاملة من الأسس والمفاهيم الأخلاقية والثقافية والاجتماعية، يأتي علي رأسها الانضباط والجدية والأخذ بمعيار الكفاءة، وإطلاق الطاقات الخلاقة والمبدعة،..، وقبل كل ذلك وبعده تعظيم مبدأ الثواب والعقاب والحساب العادل لكل جهد وكل عمل، والقضاء التام علي الإهمال والتراخي والتسيب، وبتر كل عضو فاسد في جسم المجتمع.