أريد أن أقتل هذه السيدة التي تزوجتها منذ خمس سنوات وبات لي منها ابنة بدأت أكرهها هي الأخرى. زوجتي يا سيدتي بكل دقة أقول لك إنها فرقة كاملة من مزيكا حسب الله، فهي أولا لا تكف عن الضحك ولا القهقهة ولا إلقاء النكات ولا التعليقات اللاذعة كما أنها تتعرف على الكثير جدا من الناس وتقدم لهم مساعدات مجانية وتتحدث إلى من تعرف ومن لا تعرف ومؤخرا أصبحت ابنتنا نسخة من أمها. والمصيبة يا سيدتي أن زوجتي مصابة بالزهايمر فهي تحكى لي الموضوع الواحد عدة مرات وتنسى أنها قالته لي من قبل. في الصباح يا سيدتي زوجتي تفتح المذياع على الأغاني وخلافه مسببة ضوضاء لا تحتمل وفى المساء تتابع كل برامج التوك شو كلها ثم تتحفني بآرائها السديدة في كل شيء ولا تترك أمرا إلا وتبدى فيه رأيها بدءا من ملابس المذيعين والمذيعات انتهاء بالمتحدثين الرسميين عن القوى السياسية. أحيانا أود أن أقتلها كي أتخلص من ثرثرتها فأنا أعود من عملي لأنعم بالراحة وقد حدثتها في هذا الأمر ألف مرة بلا جدوى فإذا بفرقة حسب الله الكبيرة والصغيرة في انتظاري .. إنها زوجتي وابنتي.. ماذا أفعل؟. سيدي.. لماذا أنت كئيب بهذا الشكل ولماذا تريد قتل هذه السيدة اللطيفة ولماذا تريد أن تخرب بيتك ليتحول إلى مقبرة صامتة تعيش فيها بمفردك؟. ببساطة يا سيدي يمكنك أن تساعدها في العثور على عمل فتعود منه هي الأخرى منهكة لتكون مثلك تريد أن تنعم بالهدوء وبهذا يخفت صوت فرقة حسب الله في منزلك.