بدأت الجمعة فعاليات الاجتماع السداسي لسد النهضة بالعاصمة السودانية الخرطوم، الذي دعت إليه مصر خلال الجولة التاسعة للجنة الوطنية الثلاثية لمصر والسودان وإثيوبيا. وعقد الاجتماع بحضور وزراء الخارجية والمياه في الدول الثلاثة، من اجل بحث دفع مسيرة المفاوضات وحل المشاكل والقضايا العالقة على كافة الجوانب السياسية والفنية، ومعالجة الهموم والشواغل المصرية بخصوص تأخر مسيرة التفاوض والإسراع بوتيرة البناء على الأرض. فيما أكدت مصادر مطلعة على اتفاق الوزراء على ضرورة حسم كافة الخلافات الفنية في جلستي اليوم الأول والتي لم تنتهي حتى مثول الجريدة للطبع، متوقعة أن يتم عقد جلسة أخيرة صباح اليوم السبت في حال عدم الاتفاق على كافة النقاط السياسية والفنية الخاصة بالشواغل المصرية من السد وكيفية تنفيذ الدراسات الفنية وضمانات تنفيذ مخرجاتها الفنية قبل البدء في المرحلة الأولى للتخزين علي أن يتم الانتهاء منها قبل ظهر السبت حيث يغادر وزير الخارجية الخرطوم عائدا إلي القاهرة ظهر السبت. من جانبه أكد سامح شكري وزير الخارجية أن الاجتماع السداسي هام ويأتي في توقيت حيوي من أجل دفع مسار المفاوضات وحل الخلافات العالقة بين الأطراف الثلاثة، قائلا في تصريحات صحفية قبل انطلاق المفاوضات أن المياه حياة أو موت ومؤثرة على حياة كل مصري بشكل مباشر، وأن مصر لا تسعى للتعدي على مصالح الآخرين، ولا تقبل بتعدي الآخرين على مصالحها، وأنه لا تفريط أو إفراط في مصالح مصر أو الآخرين، داعيا إثيوبيا بالوفاء بالالتزام باتفاقيتي مالابو والخرطوم. وأشار إلى أن الاجتماع السداسي السابق الذي عقد في مارس الماضي حقق نتائج ايجابية أدت إلى اتفاق الخرطوم والعديد من الانجازات تم ترجمتها إلى التوقيع على اتفاق المبادئ الذي وقعه زعماء الدول الثلاث في الخرطوم الذي يعد الأساس في صياغة العلاقة التعاونية بين مصر والسودان وإثيوبيا بخصوص موضوع سد النهضة ووضع الإطار السياسي الحاكم لهذه الملف. وأضاف شكري انه، بعد ثمانية أشهر من توقيع اتفاق المبادئ وما شهدته المفاوضات الفنية من تعثر نسبى نظرا لعدم الأقدام على تنفيذ الدراسات الخاصة بتقييم الآثار المترتبة على بناء سد النهضة على دولتي المصب، كان من الضروري عقد الاجتماع السداسي حتى يتم تناول شواغل الجانب المصري ليس فقط من الجانب الفني ولكن أيضا من الجانب السياسي في تقييم ما تم التوصل إليه والتي تعد نقطة هامة. وأكد على ضرورة مراجعة المواقف فيما يتعلق بالفترة القادمة من أجل تحقيق التقدم في مسار المفاوضات، لافتا إلى انه على مدى أكثر من عام ونحن جميعا نسعى ونعمل لتوثيق العلاقات مع إثيوبيا لخلق إطار ثلاثي يضم الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا يسوده التوافق والعمل المشترك نحو إيجاد حلول لشواغل الأطراف الثلاثة.