أتذكر موقف الرسول صلى الله علية وسلم عندما أعد جيشه قاصداً مكة وبعد حصارها دخل إلى مكة وقال : يا معشر قريش ما تظنون أنى فاعل بكم ؟ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم فقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء وفي رواية أنه قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء فعفا عنهم بعد ما ارتكبوا من الجرائم ضده وضد أصحابه ولم يضرب ولم يقتل ولم ينتقم من تعذيبهم له قبل الهجرة. هكذا كان خلق الرسول رحيما كعادته لا يحب إيذاء الناس حتى لو بدأ بذلك وهكذا لابد أن تكون أخلاقنا الآن وأخلاق كل التيارات الإسلامية خاصة أنهم يقولون بأنهم يسعون لتطبيق الشريعة والسير على خطا الرسول وليس معنى كلامي بأني اطلب بأن تكون أخلاقنا كالرسول صلى الله علية وسلم حرفيا فهذا مستحيل ولكن لابد من فعل ما في الإمكان عليان أن نغير سلوكنا تجاه من عاصر النظام مجرد معاصره أو من يعتقد بأن مبارك ملاك وان احمد شفيق هو البطل المنقذ وكل من يعتقد بأن الثورة هي السبب في ضياع الدولة. ربما يوحى الكلام لك بأني اطلب أن يصفح الشعب عن من قتل الشباب أو من أفسد الحياة أو من يكره الثورة قلبا وقالباً ويسعا لتدميرها . أنا لا أتكلم عن هؤلاء بل أتكلم عن هؤلاء الأشخاص الذين كانوا داخل "الحزب الوطني المنحل " ولم يستفيدوا بشيء وعن الأشخاص الذين سيطر عليهم التفكير العكاشى بأن الثورة جاءت من الخارج وان هذه ليست ثورة الشعب وأتكلم عن كل شخص اعتقد بان مبارك ملاك وان شفيق هو رجل الدولة أتكلم عن أشخاص كُثر جعلنهم ينضمون لكارهي الثورة الحقيقيين. يكفى أننا وضعنا النقاط فوق الحروف بالنسبة لبعض الأشخاص حتى لا يأتي احدهم ويقول انه الرجل الثورجي الذي قام بالثورة أما الآن لابد أن نغير الأوضاع نحن نحلم بدولة تحترم جميع مواطنيها صحيح بأن هناك من يحاول تعكير الأجواء وجعل الثورة هي المذنبة . نحن من يسمح بحدوث مثل هذه الأمور لذلك علينا أن لا نضع هؤلاء في غرفة مظلمة ونلعنهم كل يوم في الصحف والتلفزيون وعلى صفحات الانترنت وفى الشارع بسبب أفكارهم المكتسبة من هؤلاء الحاقدين للثورة قلباً وقالباً ولابد أن نعرف لماذا هؤلاء يكرهون الثورة ؟ لماذا يعتقدون بأن شفيق ومبارك ملائكة وقد ظلموا ؟. البحث عن إيجاد طريق وسبل الخروج واجب كل مواطن يؤمن بفكره الثورة ونمحى من يفكر بطريقة الإقصاء بدعوة "يا عم دول فلول " أو " دول عالم تعبانه " نحن في وطن واحد لأن يتقدم إلا إذا اتفق أبناءه والحجة بالحجة والمصافحة عن أخطاء الماضي هذا هو الطريق الأصلح والأفضل الذي نستطيع العبور منه حتى نتقدم خطوه على كارهي الثورة . أما إذا استمر البعض في الظهور إعلاميا أو بإخراج تصريحات كي يلعن كل من تكلمت عنهم واتهامهم بأنهم غير وطنين حتى يقال عنه انه ثوري مناضل فهو بذلك يصنع فجوه ويقدم لمن يريدون أن تفشل الثورة هدية على طبق من ذهب وحينها سوف يزداد عقده هؤلاء من الثورة. من الحكمة أن يعرفوا بأننا قمنا من أجل إعطاء كل مواطن حقه والتعبير عن رأيه وهذا هو الحل كي يؤمنوا بالثورة.