د. كريمة: خطة خبيثة لإبعادنا عن ممارسات العنف الفكري والمسلح د. آمنة نُصير: سفسطة كلامية تهدم ولا تبني.. والنظر إلى أحوالنا أهم د. هنداوي: على الدولة حماية ثوابت الدين حتى لا تصير الأمور فوضى د. هاجر سعد الدين: محاربة الفكر المتطرف تكون ببيان صحيح الدين لعل المسلمين هم الأمة الوحيدة التي أنشأت علمًا قائمًا بذاتهِ هو علم الكلام، فنحن نتحدث كثيرًا ونعمل قليلا حتى أصبحنا في ذيل الأمم وتكالب علينا الناس.. في كل يومٍ جدلٌ عنيفٌ يُقيمه مُجترئ على الدين يُريد أنْ يلغي ثوابته بكلمة واحدة، ومناوشٌ آخر يدعو لخلع الحجاب، وثالث لتحريم الاحتفالات الوطنية والاجتماعية.. وهلم إفكًا وتلفيقًا على خير دين أنزله الله إلى الناس.. وفي المقابل تعالت هجمات العنف الفكري والجسدي حتى أخذت بخناق الأمة من أقصاها إلى أقصاها. في هذا التحقيقِ دعوةٌ لتغليب فقه الأولويات، وتوجيه هذه الطاقاتِ المهدورةِ بجدالٍ عقيمٍ إلى صدّ هجماتِ التكفيريين وتوحيدِ الجهودِ للدفاعِ عن الوجودِ: خطة خبيثة في البدايةِ يؤكد د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أن هذا طرحٌ جيدٌ، لأنه صحَّ وثبت عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنا ضامنٌ لبيتٍ في ربض، أي وسط، الجنةِ لمن ترك الجدال وإن كان مُحقًّا"، وفي الحِكم: إذا غضب اللهُ على قومٍ ابتلاهم بالجدل.. والحاصلُ الآن في الحراكِ المجتمعي في قضايا التجديد وعدمه للتراثِ الفكري الإسلامي وموضوع تغطية رأس المرأة المسلمة البالغة، وما ماثل ذلك من أطروحاتٍ على الساحةِ، مثل حُكم الاحتفالات لعاداتٍ اجتماعيةٍ أو وطنيةٍ وعلاقات اجتماعية مع غير المسلمين، مما يُثارُ بين الحين والحين.. كلها أمورٌ بمثابةِ الإلهاءِ والإشغالِ عن فقه الأولويات، وهذا مؤداه أن المجتمع في تراجعٍ فكري وانحدارٍ أخلاقي، لأن العقول الكبيرة تُشغل بالأمورِ الكبيرةِ والعقول الصغيرة تُشغل بالأمور الصغيرة.. ويُشير د. كريمة إلى أن المجتمع تم جره إلى خططٍ ماكرةٍ خبيثةٍ من مستنقعِ الجدال العقيم، وتركنا القضايا المهمة الرئيسة التي تتصل بحرماتِ الدماء والأعراض والأموال في ممارساتِ جماعاتِ العُنفيْنِ: الفكري والمسلح. وهذا مأزق يجب على العقلاء والفطناء أن يُخرجوا المجتمع منه ومن هذه الدوامات؛ قال الله تعالى: "قُل هذه سبيلي أدعو إلى اللهِ على بصيرةٍ أنا ومن اتبعني".. وعلى ضوءِ هذا فإن العابث في التراث وهو غير مُتخصص فيه ولا في علومٍ ذات صلة، وإن المجترئ على شعائر إسلاميةٍ كالحجابِ.. كل هؤلاء لاعبون بالنار يجبُ نزع الفتيلِ من أيديهم لأننا أمام أمورٍ مهمةٍ من التنميةِ الاقتصادية والعودة إلى مكارم الأخلاق ومجابهة فكر الخوارج وحماية الأمن الثقافي والأمن القومي بصفةٍ عامةٍ بدلا من الثرثرة التي لا جدوى منها. سفسطة في شدةٍ حاسمةٍ وصفت د. آمنة نُصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر ما يحدثُ الآن بين المتجادلين بالسفسطة الكلامية التي تهدم ولا تبني؛ متمنية أن يتحول هذا التناحر والجدال إلى التفكير بشكلٍ إيجابي يبني المجتمعات ويبني المستقبل ويوقفُ هذا النوعَ من الهزل الكلامي الذي لا يُقدم ولا يُؤخر.. وقالت د. نصير: علينا أن ننظرَ إلى المجتمعِ المصري وما يدور حوله من ثقافاتٍ أصبحت عبئًا ثقيلا على الإسلام والمسلمين؛ وأن من واجب أهل الحكمة والرشد والعقل على مستوى الأكاديميين في الجامعات المصرية، وكل عالِم ومفكر البحث عما يُصلحُ حال أهلنا في هذا الزمان، ومراعاة ما تمر به المنطقةُ من مشاكل نفسية واجتماعية وحروب وانسلاخ عن جادة الطريق. الضمان الوحيد ويقول د. عبد الحميد هنداوي أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة إن سلامة العقيدة هي الضمان الوحيد لسلامة المجتمع، ولن يستطيع شىء إيقاف هذه الموجات الإرهابية سوى الدين الصحيح، لأن هذا الجدل إنما ثار لوجود فكر متطرف، وما يوقف هذا الجدال ويحد من هذا التطرف ليس مجرد الانشغال بمسألة جزئية أو فرد بعينه، فالمسألة أكبر من ذلك لأنها تحتاج إلى إعادة تقرير ما هو أصول وثوابت وقواعد لا ينبغي المساس بها مع تقرير وتأصيل ذلك عند الناس، وعلى الدولة ومؤسساتها أن تحمي سياج الدين وتحافظ عليه حتى لا يصير الأمر فوضى، وألا تسمح لأحدٍ بأن يتجاوز أو يمسّ الأصول. فالثقة بالصحيحين ثابتة ولا ينبغي أن يتم تشكيك العامة بهما، وإذا اختلف العلماء في حديث فإنما يكون ذلك في جلسات خاصة، لأنه من الخطورة طرح هذه الأمور على العامة حتى لا تُحدث بلبلة بين الشباب وتُشككهم في دينهم وتكون سببًا في إلحادهم وفساد اعتقادهم. "فرقعات" إعلامية وتوضح د. هاجر سعد الدين رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق أن هناك بعض الإعلاميين يعملون على إثارة البلبلة والجدل في أمور لا لزوم لها وموضوعات لا أساس لها لمجرد لفت الانتباه وجذب الإعلانات، فالإعلامي عليه أن يستمع إلى أسئلة المستمع أو المشاهد لا أن يأخذ رأيه.. وهناك فريق آخر يعمل على عرض صحيح الدين بطريقةٍ إعلامية حساسة، وهذا هو الواجب الأول للإعلام، بأن يهتم بالقضايا التي تُفيد الوطن وتقرب الناس من دينهم؛ لا أن يرتكز على "الفرقعات" الإعلامية لجذب عوام الناس إلى القناة التي يبث منها.. وتؤكد د. هاجر أن الإعلامي المحترف يستضيفُ العلماء المتخصصين الذين وصفهم الله بأهل الذكر: "فاسألوا أهلَ الذكرِ إنْ كُنتم لا تعلمون"، وهذا هو الأهم. إضافة إلى أن يكون الموضوع الذي يتحدث فيه الإعلامي هو بيان صحيح الدين من خلال الضيف المتخصص، ومن هنا تأتي محاربة الفكر المتطرف، لأن المستمع يربط بين ما يسمعه عن أخلاق رسول الله مع الأعداء والأسرى والحيوان وبين الأحداث الجارية. وهذه طريقة أراها الأفضل في محاربة هذا الإرهاب الفكري، بدلا من أنْ أتحدث عنه وكأنني أروّج له. د. كريمة: خطة خبيثة لإبعادنا عن ممارسات العنف الفكري والمسلح د. آمنة نُصير: سفسطة كلامية تهدم ولا تبني.. والنظر إلى أحوالنا أهم د. هنداوي: على الدولة حماية ثوابت الدين حتى لا تصير الأمور فوضى د. هاجر سعد الدين: محاربة الفكر المتطرف تكون ببيان صحيح الدين لعل المسلمين هم الأمة الوحيدة التي أنشأت علمًا قائمًا بذاتهِ هو علم الكلام، فنحن نتحدث كثيرًا ونعمل قليلا حتى أصبحنا في ذيل الأمم وتكالب علينا الناس.. في كل يومٍ جدلٌ عنيفٌ يُقيمه مُجترئ على الدين يُريد أنْ يلغي ثوابته بكلمة واحدة، ومناوشٌ آخر يدعو لخلع الحجاب، وثالث لتحريم الاحتفالات الوطنية والاجتماعية.. وهلم إفكًا وتلفيقًا على خير دين أنزله الله إلى الناس.. وفي المقابل تعالت هجمات العنف الفكري والجسدي حتى أخذت بخناق الأمة من أقصاها إلى أقصاها. في هذا التحقيقِ دعوةٌ لتغليب فقه الأولويات، وتوجيه هذه الطاقاتِ المهدورةِ بجدالٍ عقيمٍ إلى صدّ هجماتِ التكفيريين وتوحيدِ الجهودِ للدفاعِ عن الوجودِ: خطة خبيثة في البدايةِ يؤكد د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أن هذا طرحٌ جيدٌ، لأنه صحَّ وثبت عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنا ضامنٌ لبيتٍ في ربض، أي وسط، الجنةِ لمن ترك الجدال وإن كان مُحقًّا"، وفي الحِكم: إذا غضب اللهُ على قومٍ ابتلاهم بالجدل.. والحاصلُ الآن في الحراكِ المجتمعي في قضايا التجديد وعدمه للتراثِ الفكري الإسلامي وموضوع تغطية رأس المرأة المسلمة البالغة، وما ماثل ذلك من أطروحاتٍ على الساحةِ، مثل حُكم الاحتفالات لعاداتٍ اجتماعيةٍ أو وطنيةٍ وعلاقات اجتماعية مع غير المسلمين، مما يُثارُ بين الحين والحين.. كلها أمورٌ بمثابةِ الإلهاءِ والإشغالِ عن فقه الأولويات، وهذا مؤداه أن المجتمع في تراجعٍ فكري وانحدارٍ أخلاقي، لأن العقول الكبيرة تُشغل بالأمورِ الكبيرةِ والعقول الصغيرة تُشغل بالأمور الصغيرة.. ويُشير د. كريمة إلى أن المجتمع تم جره إلى خططٍ ماكرةٍ خبيثةٍ من مستنقعِ الجدال العقيم، وتركنا القضايا المهمة الرئيسة التي تتصل بحرماتِ الدماء والأعراض والأموال في ممارساتِ جماعاتِ العُنفيْنِ: الفكري والمسلح. وهذا مأزق يجب على العقلاء والفطناء أن يُخرجوا المجتمع منه ومن هذه الدوامات؛ قال الله تعالى: "قُل هذه سبيلي أدعو إلى اللهِ على بصيرةٍ أنا ومن اتبعني".. وعلى ضوءِ هذا فإن العابث في التراث وهو غير مُتخصص فيه ولا في علومٍ ذات صلة، وإن المجترئ على شعائر إسلاميةٍ كالحجابِ.. كل هؤلاء لاعبون بالنار يجبُ نزع الفتيلِ من أيديهم لأننا أمام أمورٍ مهمةٍ من التنميةِ الاقتصادية والعودة إلى مكارم الأخلاق ومجابهة فكر الخوارج وحماية الأمن الثقافي والأمن القومي بصفةٍ عامةٍ بدلا من الثرثرة التي لا جدوى منها. سفسطة في شدةٍ حاسمةٍ وصفت د. آمنة نُصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر ما يحدثُ الآن بين المتجادلين بالسفسطة الكلامية التي تهدم ولا تبني؛ متمنية أن يتحول هذا التناحر والجدال إلى التفكير بشكلٍ إيجابي يبني المجتمعات ويبني المستقبل ويوقفُ هذا النوعَ من الهزل الكلامي الذي لا يُقدم ولا يُؤخر.. وقالت د. نصير: علينا أن ننظرَ إلى المجتمعِ المصري وما يدور حوله من ثقافاتٍ أصبحت عبئًا ثقيلا على الإسلام والمسلمين؛ وأن من واجب أهل الحكمة والرشد والعقل على مستوى الأكاديميين في الجامعات المصرية، وكل عالِم ومفكر البحث عما يُصلحُ حال أهلنا في هذا الزمان، ومراعاة ما تمر به المنطقةُ من مشاكل نفسية واجتماعية وحروب وانسلاخ عن جادة الطريق. الضمان الوحيد ويقول د. عبد الحميد هنداوي أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة إن سلامة العقيدة هي الضمان الوحيد لسلامة المجتمع، ولن يستطيع شىء إيقاف هذه الموجات الإرهابية سوى الدين الصحيح، لأن هذا الجدل إنما ثار لوجود فكر متطرف، وما يوقف هذا الجدال ويحد من هذا التطرف ليس مجرد الانشغال بمسألة جزئية أو فرد بعينه، فالمسألة أكبر من ذلك لأنها تحتاج إلى إعادة تقرير ما هو أصول وثوابت وقواعد لا ينبغي المساس بها مع تقرير وتأصيل ذلك عند الناس، وعلى الدولة ومؤسساتها أن تحمي سياج الدين وتحافظ عليه حتى لا يصير الأمر فوضى، وألا تسمح لأحدٍ بأن يتجاوز أو يمسّ الأصول. فالثقة بالصحيحين ثابتة ولا ينبغي أن يتم تشكيك العامة بهما، وإذا اختلف العلماء في حديث فإنما يكون ذلك في جلسات خاصة، لأنه من الخطورة طرح هذه الأمور على العامة حتى لا تُحدث بلبلة بين الشباب وتُشككهم في دينهم وتكون سببًا في إلحادهم وفساد اعتقادهم. "فرقعات" إعلامية وتوضح د. هاجر سعد الدين رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق أن هناك بعض الإعلاميين يعملون على إثارة البلبلة والجدل في أمور لا لزوم لها وموضوعات لا أساس لها لمجرد لفت الانتباه وجذب الإعلانات، فالإعلامي عليه أن يستمع إلى أسئلة المستمع أو المشاهد لا أن يأخذ رأيه.. وهناك فريق آخر يعمل على عرض صحيح الدين بطريقةٍ إعلامية حساسة، وهذا هو الواجب الأول للإعلام، بأن يهتم بالقضايا التي تُفيد الوطن وتقرب الناس من دينهم؛ لا أن يرتكز على "الفرقعات" الإعلامية لجذب عوام الناس إلى القناة التي يبث منها.. وتؤكد د. هاجر أن الإعلامي المحترف يستضيفُ العلماء المتخصصين الذين وصفهم الله بأهل الذكر: "فاسألوا أهلَ الذكرِ إنْ كُنتم لا تعلمون"، وهذا هو الأهم. إضافة إلى أن يكون الموضوع الذي يتحدث فيه الإعلامي هو بيان صحيح الدين من خلال الضيف المتخصص، ومن هنا تأتي محاربة الفكر المتطرف، لأن المستمع يربط بين ما يسمعه عن أخلاق رسول الله مع الأعداء والأسرى والحيوان وبين الأحداث الجارية. وهذه طريقة أراها الأفضل في محاربة هذا الإرهاب الفكري، بدلا من أنْ أتحدث عنه وكأنني أروّج له.