استقطاب ودعوات للمقاطعة.. السمة الغالبة على مواقع التواصل الاجتماعي بين المصريين من سياسيين ونشطاء وناخبين عاديين قبل إعادة الانتخابات الرئاسية المقررة يومي 16 و17 يونيو الجاري. وتجرى جولة الإعادة بين أحمد شفيق أخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك ومحمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين. وحصل مرشح الإخوان على 24.3 بالمائة من الأصوات بينما حصل شفيق على نسبة 23.3 بالمائة في الجولة الأولى للانتخابات التي أجريت يومي 23 و24 مايو الماضي. وقال المرشح الرئاسي عبد المنعم أبو الفتوح الذي حل في المركز الرابع في الانتخابات على حسابه على موقع "تويتر" الثورة لازالت تصارع النظام المخلوع داخل صناديق الانتخابات". وفصل أبو الفتوح من الجماعة العام الماضي بسبب قراره الترشح للرئاسة متحديا قرار الإخوان آنذاك بعدم الدفع بمرشح لخوض الانتخابات. وانتخب الكثير من المصريين شفيق خوفا من أن يؤدي وصول مرسي لكرسي الرئاسة لمزيد من السيطرة لجماعته الإسلامية على السلطات في الدولة كما كان حال الحزب الوطني الديمقراطي المنحل الذي تزعمه مبارك وهيمن على الساحة السياسية. غير أن كثيرين أيضا انتخبوا مرسي معتبرين رئيس الوزراء السابق رمزا للنظام القديم. كما أكد المرشح اليساري حمدين صباحي الذي حل ثالثا في نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية رفضه لوجود شفيق في جولة الإعادة قائلا على تويتر "لن نخون دماء الشهداء. لن نسمح لإعادة إنتاج نظام القمع والفساد والاستبداد. ثورتنا مستمرة." وانشأ مؤيدو المرشحين العديد من الصفحات على موقع فيسبوك لدعم مرشحهم والهجوم على المرشح الأخر مثل صفحة ( أنا ضد تشويه صورة الرجل المحترم الفريق أحمد شفيق) وصفحة (أنا ضد أحمد شفيق) وبكل منهما مئات المؤيدين. وتصدر رأي الإعلامي البارز محمود سعد صفحة (أنا ضد أحمد شفيق) حيث قال "أنا ضد أحمد شفيق ومش خايف ومش هتراجع لأن أحمد شفيق من أهم أضلاع النظام السابق، وهاكون ضده حتى لو بقى رئيس. لازم كلنا نكون أشداء أقوياء وما تخافوش من قول الحق."
بينما امتلأت الصفحة الأخرى المؤيدة لشفيق بعبارات مثل "نعم للفريق أحمد شفيق" و"ان شاء الله احمد شفيق الرئيس القادم لمصر". وعبر الناشط السياسي أحمد حرارة على موقع فيسبوك عن حيرة باتت تسيطر على قطاع عريض من الشعب المصري "محتار اختار مين.. اللي ضيع عيني الشمال في 28 يناير ولا اللي ساب عيني اليمين تضيع في محمد محمود؟"
وانتقد مدون على الفيس بوك كلا المرشحين وكتب "عشان الإخوان باعوا دم الشهداء مش هنتخب محمد مرسي.. هنتخب اللي قتلوا الشهداء نفسهم."
ووصف مستخدم لموقع الفيس بوك مرسي بأنه "استبن" أي بديل لخيرت الشاطر القيادي البارز بالجماعة والذي رشحته للرئاسة قبل مرسي لكن استبعدته لجنة الانتخابات بسبب قضية أدين فيها عام 2007 أمام محكمة عسكرية ، بينما اعتبر نفس الشخص المستخدم للموقع شفيق "استبن" لمبارك. وعبر عن ذلك بطريقة فكاهية قائلا "إذا كان مرسي استبن خيرت الشاطر خلي بالك أوعى تختار استبن مبارك..إذا كان مرسي احتمال يبقى حزب وطني تاني خلي بالك أوعى تختار الحزب الوطني نفسه." ومن شأن فوز مرسي أن يمنح جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست قبل أكثر من 80 عاما السيطرة على السلطتين التشريعية والتنفيذية ويعزز صعود الجماعة الأكثر تنظيما في مصر. واخذ الاستقطاب جانبا دينيا على مواقع التواصل الاجتماعي في شكل تعليقات مثل "عايزين مرسي.. هيتقي الله فينا وعارف ربنا كويس."
وقال الخبير الاستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية ضياء رشوان، إن الاستقطاب أمر طبيعي في أي انتخابات وبخاصة جولات الإعادة. وأضاف"هذا أمر طبيعي جدا..في أي جولة إعادة لابد أن يكون هناك استقطاب سياسي في دول العالم" مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة في فرنسا شهدت استقطابا بين الرئيس السابق نيكولا ساركوزي والحالي فرانسوا اولوند.
وقال معلقا على حالة الحيرة بين الناخبين إن الوضع قبل جولة الإعادة بات ملتبسا ومفتوحا أمام كل الاحتمالات مضيفا انه لا توجد سابقة في التاريخ المصري يمكن القياس عليها. وأضاف أن نتيجة الجولة الأولى أكدت أن المناقشة عادت إلى ما قبل الانتفاضة بين النظام القديم الذي يمثله شفيق وجماعة الإخوان المسلمين التي قال إنها هي . ودعا الناشط السياسي وائل غنيم على حسابه على تويتر إلى الابتعاد عن الاستقطاب "والتركيز على التوافق الوطني حفاظا على الصف المصري وتماسك وحدة الوطن."
وذهب مصريون آخرون إلى الدعوة لمقاطعة الانتخابات على صفحات مثل (حملة مقاطعة جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية) حيث كتب احد المشاركين فيها "ولا إخوان ولا فلول. وأيد الكاتب علاء الأسواني فكرة مقاطعة الانتخابات وقال على حسابه على تويتر "المقاطعة يجب ألا تكون فردية وإنما جماعية ومنظمة مع حشد الشارع."
وكرر المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي رفضه لإجراء الانتخابات الرئاسية قبل وضع دستور جديد يحدد صلاحيات الرئيس الجديد. وقال البرادعي على حسابه بموقع تويتر "سننتخب رئيس صلاحياته غير محددة الان."