بدأت صباح الأحد 3 يونيو الجلسة الافتتاحية لمجلس الشعب السوري بحضور الرئيس بشار الأسد. وألقى الأسد خطابا أمام الجلسة الافتتاحية لمجلس الشعب ، أكد فيه أن بلاده تتعرض لمؤامرة خارجية وحربا حقيقية تستهدف الاستقرار فيه . وقال "مستعدون للحوار والأبواب لا زالت مفتوحة بدون شروط ، وهناك قوى معارضة أعلنت استعدادها للحوار ، ولكن قوى أخرى لم تعلن وتنتظر أوامر خارجية ". وأضاف إن الظروف الدقيقة التي يمر بها بلدنا تقتضي منا المزيد من الجرأة والصلابة والشعور بالمسؤولية. وتابع قائلا : " نقف إجلالاً وإكباراً لأرواح كل الشهداء الأبرياء من مدنيين وعسكريين ونقول دماؤهم لن تذهب هدرا ، قيامكم بمهامكم التشريعية والرقابية لا يمكن أن يتم على الشكل الأمثل من دون امتلاك رؤيا تطويرية واضحة واتضاح هذه الرؤيا بحاجة لعاملين.. الحوار البناء والتواصل مع المواطنين مؤكداً أن التركيز على الدور الرقابي للمجلس لا يجوز أن يغفل دوره التشاركي مع السلطة التنفيذية". وأضاف: "بالإصلاحات نصد جزءاً كبيراً من الهجمة على سورية ونبني سداً منيعاً في وجه الأطماع الإقليمية والدولية، ومن حق هذا الشعب علينا وهو الذي أثبت قدراته باختبارات وطنية فائقة الصعوبة ونجح فيها أن نرتقي بأدائنا إلى مستوى وعيه وصلابته". وأكد أن إجراء انتخابات مجلس الشعب في موعدها وجه صفعة لهؤلاء الذين أرادوا لسورية أن تنغلق على ذاتها وتغرق بدماء أبنائها وتعود عقوداً إلى الوراء. وقال : "بعد سنة ونيف على بدء الأزمة تتضح الأمور وتنزع الأقنعة.. فالدور الدولي فيما يحصل معرى أساساً منذ عقود والاستعمار يبقى استعماراً وإنما تتغير الأساليب والوجوه والدور الإقليمي فضح نفسه بنفسه.. وبعد كل الدماء الزكية التي سفكت نحن بحاجة إلى الكثير من العقل وبحاجة لنتعلم من الشعب الذي ننتمي إليه والذي تمكن من فك رموز المؤامرة منذ بدايتها". وزعم إن العملية السياسية تسير إلى الأمام ولكن الإرهاب يتصاعد ، مشيرا إلى عدم الفصل بين العملية السياسية والإرهاب خطأ كبير يعطي شرعية للإرهاب مؤكداً أن الفصل بين الإرهاب والعملية السياسية أمر أساسي للوصول إلى حل للأزمة. وقال: الآن نواجه حرباً حقيقية والتعامل مع الحرب أمر يختلف عن التعامل مع القضايا الداخلية وعندما نقاطع الانتخابات فنحن نقاطع الشعب. وأكد الرئيس الأسد أن أي عملية سياسية لا ترتكز على الحالة الشعبية هي عملية ليس لها قيمة من الناحية الشعبية ومنذ اليوم الأول كنا نعرف أن المسار السياسي لن يؤدي إلى حل لكن قمنا به لأن الشعب السوري يحتاجه بغض النظر عن الأزمة. وأضاف: أبواب سورية مفتوحة لكل من يريد إصلاحاً حقيقياً وحواراً صادقاً وقلوبنا مفتوحة لإشراك كل سوري صادق في مسيرة النهوض بالدولة وسورية التي تسير إلى المستقبل رغم الجراح هي سورية الحاضنة لكل أبنائها مهما اختلفت الآراء إذا ما بقي الاختلاف سلمياً وديمقراطيا ولأجل الوطن وليس عليه. وتشهد سوريا منذ منتصف شهر مارس من العام الماضى احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب باسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، أسفرت حتى الآن عن سقوط آلاف القتلى والجرحى بين المدنيين وقوات الأمن، حيث تلقى السلطات السورية باللائمة في هذا الأمر على ما تصفها ب"جماعات مسلحة" مدعومة من الخارج ، فيما يتهم المعارضون السلطات السورية بارتكاب أعمال عنف ضد المتظاهرين.