هدفهم هو هزيمة المشروع الوطني الذي يقوده السيسي من أجل التنمية الاجتماعية ومحاربة الفقر والفساد بعيداً عن عبارات التعازي، وهي واجبة. وبعيداً عن مشاعر الحزن، وهي أليمة. وبعيداً عن نوازع الغضب وهو متفجر، وعن رغبات الثأر وهو حق.. علينا أن نتأمل المشهد المصري، بمجمله وبتفاصيله، بألوانه وظلاله، بأبعاده وأعماقه. علينا أن نتفحص حالة الوطن، أمنياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وإعلامياً ومعنوياً، كي نقدر علي التشخيص الصحيح، وكي نستطيع وصف العلاج الناجع بجرعاته السليمة، التي غالباً ما تبدأ بجرعة مضاعفة، لتخفيف الأعراض ومحاصرة المرض *** دون مواربة أو مغالاة.. نحن في حالة حرب. حرب وجود كما أسماها الرئيس السيسي أدواتها متعددة، ومعاركها متزامنة، وجبهاتها متنوعة، ومسارحها مختلفة، عابرة للجغرافيا، لا تحدها تضاريس أرضية ولا خطوط حدود علي الخرائط. البعض تصور أن الحرب بدأت بنزول الشعب في الثلاثين من يونيو عام 2013، وانتهت بعدها بثلاثة أيام، عندما أُقصِيَ نظام الإخوان عن السلطة في الثالث من يوليو، فانصرف هذا البعض للبحث عن غنائم نصر، حيث لا توجد غنيمة، ولم يتحقق بعد انتصار! والبعض ظن أن الحرب انتهت في الثامن من يونيو 2014 يوم أدي عبدالفتاح السيسي اليمين رئيساً للجمهورية، فانخرط هذا البعض في جدل عقيم حول 25 يناير وهل هي مؤامرة، و30 يونيو وهل هي ثورة، واشتبك في مواجهات مع خصوم سياسيين، حيث لا مبرر لمواجهة، ولا أوان لخصومة! والبعض توهم أن الأجواء صارت مواتية، ليعيد ماضياً ثار عليه الشعب، فانغمس في إجراء عمليات غسل ذمم، وتبييض مواقف، وتجميل وجوه، أملاً في إعادة تزويج مال بسلطة، عبر »محلل» من صحف وفضائيات وأحزاب، رغم أن طلاق المال والسلطة في شرع ثورتي يناير ويونيو بائن بينونة أبدية آن الأوان لإخلاء منطقة رفح فورا وتدمير وإغراق الأنفاق لمنع تسلل عناصر الإرهاب والسلاح في معركة تحرير سيناء *** الحرب بدأت قبل 30 يونيو بكثير، ولم تنته بانتخاب السيسي، بل حمي وطيسها واشتدت نيرانها بعد توليه السلطة! في البداية.. كان الهدف هو تحويل مجري مبادئ وغايات ثورة الشعب في 25 يناير من إصلاح دعائم الدولة، إلي تقويضها وهدمها بأيدي جماعة الإخوان ودعاة الفوضي وبدعم من قوي خارجية، لكن الجيش صمد وتصدي وأفشل المخطط. وبعد وثوب الإخوان إلي السلطة، تغير الهدف وصار الاستيلاء علي أعمدة الدولة بدلاً من هدمها، وتجمعت جهود مكتب الإرشاد نحو الجيش، بغرض اختراقه وتطويعه، لكن الجيش ظل عصياً منيعاً أمام كل محاولات التسلل والنفاذ. حينما خرج الشعب لإسقاط نظام حكم المرشد في 30 يونيو، ونجح بمساندة الجيش في عزل مرسي، تبدل الهدف وأصبح محدداً في حصار الدولة المصرية من الخارج وتفكيكها من الداخل. ومن ثم شن الإخوان وحلفاؤهم في مصروخارجها حرباً شاملة معلنة ذات أدوات مشتركة، تشمل الأداة الدبلوماسية لفرض عزلة دولية علي النظام الجديد، والأداة الاقتصادية لقطع المساعدات عن مصر مع تمويل جماعات الإرهاب وأنشطة الإخوان ومظاهراتها، والأداة الإعلامية لبث الأكاذيب لتشويه النظام الجديد والإلحاح في تصويره علي أنه نظام انقلابي عبر قناة الجزيرة وشبكات التواصل الاجتماعي، والأداة العسكرية ممثلة في أعمال التخريب والتفخيخ والتفجير التي يرتكبها أتباع جماعة الإخوان في العاصمة والوادي بغرض تقويض الأمن وزعزعة الاستقرار ونشر الفوضي، وكذلك عمليات الإغارة والقتل وحرب العصابات التي تشنها جماعات الكفر في سيناء والحدود الغربية ضد كمائن الجيش وأفراده ومركباته، بغرض هز الثقة في استعداده القتالي وإضعاف معنويات رجاله. *** لم تتوقف الحرب بعد انتخاب السيسي وتوليه رئاسة الجمهورية، إنما زادت اشتعالاً في أعقاب تدشينه عدداً من المشروعات القومية أهمها مشروع قناة السويس الجديدة، ونجاحه في كسر الحصار الدبلوماسي الغربي علي مصر، بزيارته بالغة الأهمية لنيويورك، وكلمته الموفقة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولقاءاته المثمرة مع قادة أبرز دول العالم بقاراته الست. بوضوح.. أصبح هدف الحرب هو هزيمة المشروع الوطني الذي يقوده السيسي من أجل استقلال الإرادة الوطنية، وتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، ومحاربة الفقر والفساد، وبناء الدولة المصرية الحديثة الثالثة بعد دولتي محمد علي وجمال عبدالناصر. غايتهم إذن هي نشر الإحباط في نفوس المصريين، عن طريق إفشال بطل شعبي لا نظير له وزعيم وطني لا بديل عنه، من أجل إسقاط الدولة المصرية، أو علي الأقل تحويلها إلي دولة فاشلة ترعي فيها الفوضي ويرتع الفقر. أما وسائلهم فهي إشعال الجامعات واستقطاب الشباب غير الإخواني في غيبة التوعية والتربية السياسية والوطنية، ومحاولة تسخين الشارع في الحضر، وتحريض البسطاء في الريف باستغلال أزمات نشأت في الماضي واستفحلت في عهد الإخوان، وضرب المرافق وتخريبها، وتصعيد عمليات التفجير والقتل لإرهاب النظام والشعب وإضعاف معنويات الجيش، سعياً لتقويض الأمن وضرب الاقتصاد وترهيب الاستثمار ووقف مشروعات التنمية، لا سيما ونحن نستعد لاستضافة قمة مصر الاقتصادية في فبراير المقبل *** وسط أتون الحرب الدائرة، لسنا غافلين عن أهداف أعداء الوطن في الداخل والخارج. لسنا واهمين أن الحرب سوف تنتهي بين عشية وضحاها. لابد أن نعرف أنها حرب طويلة الأمد، متعددة المعارك، وقد تكون أقصر معاركها هي المعركة ضد الإرهاب. لكن علينا أن ندرك أن النصر في معركتنا ضد الإرهاب هو مفتاح الانتصار في معارك أخري متزامنة علي جبهات واسعة ضد الفساد والفقر ومساعي العودة إلي الوراء ومحاولات تطويع الإرادة الوطنية. ولن يتأتي النصر في المعركة ضد الإرهاب، ما لم نكسر إرادة جماعات الكفر في سيناء وعند الحدود الغربية، وأنصار الإخوان في الدلتا والوادي. *** والسؤال: كيف نحطم إرادة هؤلاء؟! بداية.. لابد أن ندرك أن مذبحة الجمعة الحزينة التي راح ضحيتها العشرات من رجال الجيش المصري بين شهيد وجريح، ليست الأولي ولن تكون الأخيرة في معركتنا ضد الإرهاب. علينا أن نتحلي بالحيطة والحذر، وأن نتحسب لوقوع جرائم تفجير وتخريب وقتل كبري، قد تتم في مناطق أخري ضد منشآت مدنية أو أهداف عسكرية، تحت ستر أحزان المصريين علي ضحايا المذبحة، وفي غمرة الانشغال بما يجري في سيناء. وأسمح لنفسي أن أطرح بصراحة بعض الأفكار التي أظن والبعض الآخر من الظن ليس إثماً أن الأخذ بها قد يفتح الطريق إلي النصر الحقيقي في معارك القتال ومنها معركتنا مع الإرهاب وهو كسر إرادة العدو. أولاً: أعلم أن الحرص الكامل علي أرواح المدنيين الأبرياء من أبناء مصر في قري سيناء المنعزلة التي تختبئ بها عناصر الإرهاب، هو الدافع الوحيد الذي حال دون انتهاء الجيش المصري من العملية »سيناء»، لكني أعتقد أن القرارات التي اتخذت ليل الجمعة في مجلس الدفاع الوطني وصباح اليوم في المجلس الاعلي للقوات المسلحة، من شأنها إبعاد المدنيين عن مسرح العمليات ضد جماعات الكفر والإرهاب، وتغيير تكتيكات القتال ضدها، فلا يجوز أن يظل مسار العمليات هو الحرب غير المتناظرة »Asymmetric warefare» بين جيش نظامي وميليشيات حرب عصابات. وأظن انه حان الوقت لإخلاء منطقة رفح تماما وتدمير وإغراق الأنفاق الموجودة لمنع تسلل عناصر الإرهاب والسلاح عبر قطاع غزة، واتخاذ تدابير جديدة في شأن الحدود والمعابر، بما يؤازر المعركة الجديدة لتحرير سيناء من الإرهابيين. ثانيا: يتعين ألا يكون التعامل مع أعضاء جماعات الكفر والإرهاب بهدف الاعتقال والضبط وانما التصفية والإبادة بكل وسائل إنتاج النيران، مع إعطاء مهلة محددة للقبائل والعائلات التي ينتمي أفرادها لتلك الجماعات للإبلاغ عنهم، وإلا يعتبر رب الأسرة محرضا علي الجرائم أو علي الأقل متسترا علي مرتكبيها. ثالثا: إحالة المتهمين في الجرائم التي ارتكبت ضد الجيش إلي القضاء العسكري، لسرعة تحقيق العدالة، فليس معقولا ولا مفهوما ولا مبررا أن يحاكم الإرهابي عادل حبارة قائد مذبحة رفح الثانية منذ شهور أمام القضاء العادي، دون أن يصدر حكم. رابعا: تخلي أجهزة الأمن عن تقاعسها غير المفهوم إزاء القبض علي أعضاء ما يسمي ب »تحالف دعم الشرعية»، وملاحقة من تبقي من أعضاء مكتب الإرشاد ومجلس شوري جماعة الإخوان ومسئولي مكاتبها الإدارية في بعض المحافظات. خامسا: اتباع سياسة »القبضة الحديدية» في منع مظاهرات جماعات العنف الإخوانية لاسيما في حلوان وشمال شرق القاهرة وفي مناطق فيصل وقري الجيزة وتفريق المتظاهرين بكل ما يسمح به القانون لرجال الشرطة من أدوات ووسائل مؤثرة. سادسا: الإعلان عن حظر التظاهر في الجامعات لأي سبب كان، وعودة الحرس الجامعي مع قوات التأمين إلي داخل حرم كل جامعة، والتعامل مع المخالفين للإعلان بما يقضي به القانون دون تهاون. سابعا: مراجعة مواقف المقبوض عليهم من غير أعضاء الإخوان وحلفائها، والإفراج فورا عمن يثبت عدم تورطه في أعمال قتل أو تفجير. ثامنا: تنقية المواقع القيادية في التعليم والمحليات ووزارات الدولة الاخري وهيئاتها من عناصر جماعة الإخوان التي مازالت قابعة علي مكاتبها تعرقل أي قرارات إصلاحية وتخرب المرافق. تاسعا: سرعة الفصل في القضايا المتهم فيها قيادات نظام حكم الإخوان لينالوا جزاءهم العادل، بما يسهم في كسر إرادة أنصارهم. عاشرا: إعطاء مهلة زمنية محددة لدولة قطر لإغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر، والامتناع في قنواتها الاخري عن التحريض ضد النظام، أو اتخاذ عدد من التدابير الفعالة ضد نظام الحكم بها أقلها قطع العلاقات الدبلوماسية والسعي لتعليق عضويتها بالجامعة العربية. حادي عشر: تحديد إطار جديد للعلاقات مع حماس يقوم علي مدي تعاونها في ملاحقة الإرهابيين من مصر وغزة وتسليمهم.. فليس بعد الدم أخوة ولا جيرة! ثاني عشر: اتخاذ الاجراءات القانونية لملاحقة أصحاب دعاوي التحريض ضد الجيش والمؤازرين لجماعات الإرهاب، عبر المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي معركتنا ضد الإرهاب يجب ألا تشغلنا عن معارك علي جبهات أخري تعزز تماسك الشعب واصطفافه خلف قيادته لبناء الدولة الحديثة *** علي ان المعركة ضد الإرهاب، يجب ألا تشغلنا عن معارك أخري لها نفس الأولوية، بل إن خوض تلك المعارك في نفس التوقيت، يعزز من تماسك الشعب واصطفافه خلف قيادته الوطنية في سعيها لبناء الدولة الحديثة. وأقصد هنا معركة التنمية وبناء المشروعات الكبري ومعركة القضاء علي الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية التي تتطلب إجراءات عاجلة ومباشرة تلمسها الفئات المهمشة وغير القادرة علي الكسب وتلك الغارقة تحت خط الفقر. ولا أستثني من تلك المعارك، المعركة ضد الفاسدين ومغتصبي أراضي الدولة والمحتالين الذين دفعوا الملاليم للحصول علي أراض لزراعتها ثم حولوها إلي منتجعات سياحية باعوها بالملايين. بل أظنها مَعلما علي صحة مسار. *** وبنفس الصراحة، أدعو زملائي في الصحف والفضائيات المصرية الوطنية إلي الالتزام طوعا وبملء إرداتهم الوطنية وضميرهم المهني بفض أي خلافات فرعية، والحرص علي الاصطفاف الوطني ونحن نجابه هذه الحرب الضروس، حتي يُكتب لنا النصر في كل المعارك. سوف ننتصر بإذن الله، ولن ينهزم مشروعنا الوطني بقيادة السيسي الذي طالما حلمنا به وآن الأوان ليحققه الشعب علي يدي بطل ثورة يونيو. وأقول للسيسي ما سبق أن قاله لنا: » إن مصر البلد التي اصطفاها الله- سبحانه وتعالي - ليتجلي علي أرضها في سيناء.. أبدا لن تضام». هدفهم هو هزيمة المشروع الوطني الذي يقوده السيسي من أجل التنمية الاجتماعية ومحاربة الفقر والفساد بعيداً عن عبارات التعازي، وهي واجبة. وبعيداً عن مشاعر الحزن، وهي أليمة. وبعيداً عن نوازع الغضب وهو متفجر، وعن رغبات الثأر وهو حق.. علينا أن نتأمل المشهد المصري، بمجمله وبتفاصيله، بألوانه وظلاله، بأبعاده وأعماقه. علينا أن نتفحص حالة الوطن، أمنياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وإعلامياً ومعنوياً، كي نقدر علي التشخيص الصحيح، وكي نستطيع وصف العلاج الناجع بجرعاته السليمة، التي غالباً ما تبدأ بجرعة مضاعفة، لتخفيف الأعراض ومحاصرة المرض *** دون مواربة أو مغالاة.. نحن في حالة حرب. حرب وجود كما أسماها الرئيس السيسي أدواتها متعددة، ومعاركها متزامنة، وجبهاتها متنوعة، ومسارحها مختلفة، عابرة للجغرافيا، لا تحدها تضاريس أرضية ولا خطوط حدود علي الخرائط. البعض تصور أن الحرب بدأت بنزول الشعب في الثلاثين من يونيو عام 2013، وانتهت بعدها بثلاثة أيام، عندما أُقصِيَ نظام الإخوان عن السلطة في الثالث من يوليو، فانصرف هذا البعض للبحث عن غنائم نصر، حيث لا توجد غنيمة، ولم يتحقق بعد انتصار! والبعض ظن أن الحرب انتهت في الثامن من يونيو 2014 يوم أدي عبدالفتاح السيسي اليمين رئيساً للجمهورية، فانخرط هذا البعض في جدل عقيم حول 25 يناير وهل هي مؤامرة، و30 يونيو وهل هي ثورة، واشتبك في مواجهات مع خصوم سياسيين، حيث لا مبرر لمواجهة، ولا أوان لخصومة! والبعض توهم أن الأجواء صارت مواتية، ليعيد ماضياً ثار عليه الشعب، فانغمس في إجراء عمليات غسل ذمم، وتبييض مواقف، وتجميل وجوه، أملاً في إعادة تزويج مال بسلطة، عبر »محلل» من صحف وفضائيات وأحزاب، رغم أن طلاق المال والسلطة في شرع ثورتي يناير ويونيو بائن بينونة أبدية آن الأوان لإخلاء منطقة رفح فورا وتدمير وإغراق الأنفاق لمنع تسلل عناصر الإرهاب والسلاح في معركة تحرير سيناء *** الحرب بدأت قبل 30 يونيو بكثير، ولم تنته بانتخاب السيسي، بل حمي وطيسها واشتدت نيرانها بعد توليه السلطة! في البداية.. كان الهدف هو تحويل مجري مبادئ وغايات ثورة الشعب في 25 يناير من إصلاح دعائم الدولة، إلي تقويضها وهدمها بأيدي جماعة الإخوان ودعاة الفوضي وبدعم من قوي خارجية، لكن الجيش صمد وتصدي وأفشل المخطط. وبعد وثوب الإخوان إلي السلطة، تغير الهدف وصار الاستيلاء علي أعمدة الدولة بدلاً من هدمها، وتجمعت جهود مكتب الإرشاد نحو الجيش، بغرض اختراقه وتطويعه، لكن الجيش ظل عصياً منيعاً أمام كل محاولات التسلل والنفاذ. حينما خرج الشعب لإسقاط نظام حكم المرشد في 30 يونيو، ونجح بمساندة الجيش في عزل مرسي، تبدل الهدف وأصبح محدداً في حصار الدولة المصرية من الخارج وتفكيكها من الداخل. ومن ثم شن الإخوان وحلفاؤهم في مصروخارجها حرباً شاملة معلنة ذات أدوات مشتركة، تشمل الأداة الدبلوماسية لفرض عزلة دولية علي النظام الجديد، والأداة الاقتصادية لقطع المساعدات عن مصر مع تمويل جماعات الإرهاب وأنشطة الإخوان ومظاهراتها، والأداة الإعلامية لبث الأكاذيب لتشويه النظام الجديد والإلحاح في تصويره علي أنه نظام انقلابي عبر قناة الجزيرة وشبكات التواصل الاجتماعي، والأداة العسكرية ممثلة في أعمال التخريب والتفخيخ والتفجير التي يرتكبها أتباع جماعة الإخوان في العاصمة والوادي بغرض تقويض الأمن وزعزعة الاستقرار ونشر الفوضي، وكذلك عمليات الإغارة والقتل وحرب العصابات التي تشنها جماعات الكفر في سيناء والحدود الغربية ضد كمائن الجيش وأفراده ومركباته، بغرض هز الثقة في استعداده القتالي وإضعاف معنويات رجاله. *** لم تتوقف الحرب بعد انتخاب السيسي وتوليه رئاسة الجمهورية، إنما زادت اشتعالاً في أعقاب تدشينه عدداً من المشروعات القومية أهمها مشروع قناة السويس الجديدة، ونجاحه في كسر الحصار الدبلوماسي الغربي علي مصر، بزيارته بالغة الأهمية لنيويورك، وكلمته الموفقة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولقاءاته المثمرة مع قادة أبرز دول العالم بقاراته الست. بوضوح.. أصبح هدف الحرب هو هزيمة المشروع الوطني الذي يقوده السيسي من أجل استقلال الإرادة الوطنية، وتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، ومحاربة الفقر والفساد، وبناء الدولة المصرية الحديثة الثالثة بعد دولتي محمد علي وجمال عبدالناصر. غايتهم إذن هي نشر الإحباط في نفوس المصريين، عن طريق إفشال بطل شعبي لا نظير له وزعيم وطني لا بديل عنه، من أجل إسقاط الدولة المصرية، أو علي الأقل تحويلها إلي دولة فاشلة ترعي فيها الفوضي ويرتع الفقر. أما وسائلهم فهي إشعال الجامعات واستقطاب الشباب غير الإخواني في غيبة التوعية والتربية السياسية والوطنية، ومحاولة تسخين الشارع في الحضر، وتحريض البسطاء في الريف باستغلال أزمات نشأت في الماضي واستفحلت في عهد الإخوان، وضرب المرافق وتخريبها، وتصعيد عمليات التفجير والقتل لإرهاب النظام والشعب وإضعاف معنويات الجيش، سعياً لتقويض الأمن وضرب الاقتصاد وترهيب الاستثمار ووقف مشروعات التنمية، لا سيما ونحن نستعد لاستضافة قمة مصر الاقتصادية في فبراير المقبل *** وسط أتون الحرب الدائرة، لسنا غافلين عن أهداف أعداء الوطن في الداخل والخارج. لسنا واهمين أن الحرب سوف تنتهي بين عشية وضحاها. لابد أن نعرف أنها حرب طويلة الأمد، متعددة المعارك، وقد تكون أقصر معاركها هي المعركة ضد الإرهاب. لكن علينا أن ندرك أن النصر في معركتنا ضد الإرهاب هو مفتاح الانتصار في معارك أخري متزامنة علي جبهات واسعة ضد الفساد والفقر ومساعي العودة إلي الوراء ومحاولات تطويع الإرادة الوطنية. ولن يتأتي النصر في المعركة ضد الإرهاب، ما لم نكسر إرادة جماعات الكفر في سيناء وعند الحدود الغربية، وأنصار الإخوان في الدلتا والوادي. *** والسؤال: كيف نحطم إرادة هؤلاء؟! بداية.. لابد أن ندرك أن مذبحة الجمعة الحزينة التي راح ضحيتها العشرات من رجال الجيش المصري بين شهيد وجريح، ليست الأولي ولن تكون الأخيرة في معركتنا ضد الإرهاب. علينا أن نتحلي بالحيطة والحذر، وأن نتحسب لوقوع جرائم تفجير وتخريب وقتل كبري، قد تتم في مناطق أخري ضد منشآت مدنية أو أهداف عسكرية، تحت ستر أحزان المصريين علي ضحايا المذبحة، وفي غمرة الانشغال بما يجري في سيناء. وأسمح لنفسي أن أطرح بصراحة بعض الأفكار التي أظن والبعض الآخر من الظن ليس إثماً أن الأخذ بها قد يفتح الطريق إلي النصر الحقيقي في معارك القتال ومنها معركتنا مع الإرهاب وهو كسر إرادة العدو. أولاً: أعلم أن الحرص الكامل علي أرواح المدنيين الأبرياء من أبناء مصر في قري سيناء المنعزلة التي تختبئ بها عناصر الإرهاب، هو الدافع الوحيد الذي حال دون انتهاء الجيش المصري من العملية »سيناء»، لكني أعتقد أن القرارات التي اتخذت ليل الجمعة في مجلس الدفاع الوطني وصباح اليوم في المجلس الاعلي للقوات المسلحة، من شأنها إبعاد المدنيين عن مسرح العمليات ضد جماعات الكفر والإرهاب، وتغيير تكتيكات القتال ضدها، فلا يجوز أن يظل مسار العمليات هو الحرب غير المتناظرة »Asymmetric warefare» بين جيش نظامي وميليشيات حرب عصابات. وأظن انه حان الوقت لإخلاء منطقة رفح تماما وتدمير وإغراق الأنفاق الموجودة لمنع تسلل عناصر الإرهاب والسلاح عبر قطاع غزة، واتخاذ تدابير جديدة في شأن الحدود والمعابر، بما يؤازر المعركة الجديدة لتحرير سيناء من الإرهابيين. ثانيا: يتعين ألا يكون التعامل مع أعضاء جماعات الكفر والإرهاب بهدف الاعتقال والضبط وانما التصفية والإبادة بكل وسائل إنتاج النيران، مع إعطاء مهلة محددة للقبائل والعائلات التي ينتمي أفرادها لتلك الجماعات للإبلاغ عنهم، وإلا يعتبر رب الأسرة محرضا علي الجرائم أو علي الأقل متسترا علي مرتكبيها. ثالثا: إحالة المتهمين في الجرائم التي ارتكبت ضد الجيش إلي القضاء العسكري، لسرعة تحقيق العدالة، فليس معقولا ولا مفهوما ولا مبررا أن يحاكم الإرهابي عادل حبارة قائد مذبحة رفح الثانية منذ شهور أمام القضاء العادي، دون أن يصدر حكم. رابعا: تخلي أجهزة الأمن عن تقاعسها غير المفهوم إزاء القبض علي أعضاء ما يسمي ب »تحالف دعم الشرعية»، وملاحقة من تبقي من أعضاء مكتب الإرشاد ومجلس شوري جماعة الإخوان ومسئولي مكاتبها الإدارية في بعض المحافظات. خامسا: اتباع سياسة »القبضة الحديدية» في منع مظاهرات جماعات العنف الإخوانية لاسيما في حلوان وشمال شرق القاهرة وفي مناطق فيصل وقري الجيزة وتفريق المتظاهرين بكل ما يسمح به القانون لرجال الشرطة من أدوات ووسائل مؤثرة. سادسا: الإعلان عن حظر التظاهر في الجامعات لأي سبب كان، وعودة الحرس الجامعي مع قوات التأمين إلي داخل حرم كل جامعة، والتعامل مع المخالفين للإعلان بما يقضي به القانون دون تهاون. سابعا: مراجعة مواقف المقبوض عليهم من غير أعضاء الإخوان وحلفائها، والإفراج فورا عمن يثبت عدم تورطه في أعمال قتل أو تفجير. ثامنا: تنقية المواقع القيادية في التعليم والمحليات ووزارات الدولة الاخري وهيئاتها من عناصر جماعة الإخوان التي مازالت قابعة علي مكاتبها تعرقل أي قرارات إصلاحية وتخرب المرافق. تاسعا: سرعة الفصل في القضايا المتهم فيها قيادات نظام حكم الإخوان لينالوا جزاءهم العادل، بما يسهم في كسر إرادة أنصارهم. عاشرا: إعطاء مهلة زمنية محددة لدولة قطر لإغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر، والامتناع في قنواتها الاخري عن التحريض ضد النظام، أو اتخاذ عدد من التدابير الفعالة ضد نظام الحكم بها أقلها قطع العلاقات الدبلوماسية والسعي لتعليق عضويتها بالجامعة العربية. حادي عشر: تحديد إطار جديد للعلاقات مع حماس يقوم علي مدي تعاونها في ملاحقة الإرهابيين من مصر وغزة وتسليمهم.. فليس بعد الدم أخوة ولا جيرة! ثاني عشر: اتخاذ الاجراءات القانونية لملاحقة أصحاب دعاوي التحريض ضد الجيش والمؤازرين لجماعات الإرهاب، عبر المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي معركتنا ضد الإرهاب يجب ألا تشغلنا عن معارك علي جبهات أخري تعزز تماسك الشعب واصطفافه خلف قيادته لبناء الدولة الحديثة *** علي ان المعركة ضد الإرهاب، يجب ألا تشغلنا عن معارك أخري لها نفس الأولوية، بل إن خوض تلك المعارك في نفس التوقيت، يعزز من تماسك الشعب واصطفافه خلف قيادته الوطنية في سعيها لبناء الدولة الحديثة. وأقصد هنا معركة التنمية وبناء المشروعات الكبري ومعركة القضاء علي الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية التي تتطلب إجراءات عاجلة ومباشرة تلمسها الفئات المهمشة وغير القادرة علي الكسب وتلك الغارقة تحت خط الفقر. ولا أستثني من تلك المعارك، المعركة ضد الفاسدين ومغتصبي أراضي الدولة والمحتالين الذين دفعوا الملاليم للحصول علي أراض لزراعتها ثم حولوها إلي منتجعات سياحية باعوها بالملايين. بل أظنها مَعلما علي صحة مسار. *** وبنفس الصراحة، أدعو زملائي في الصحف والفضائيات المصرية الوطنية إلي الالتزام طوعا وبملء إرداتهم الوطنية وضميرهم المهني بفض أي خلافات فرعية، والحرص علي الاصطفاف الوطني ونحن نجابه هذه الحرب الضروس، حتي يُكتب لنا النصر في كل المعارك. سوف ننتصر بإذن الله، ولن ينهزم مشروعنا الوطني بقيادة السيسي الذي طالما حلمنا به وآن الأوان ليحققه الشعب علي يدي بطل ثورة يونيو. وأقول للسيسي ما سبق أن قاله لنا: » إن مصر البلد التي اصطفاها الله- سبحانه وتعالي - ليتجلي علي أرضها في سيناء.. أبدا لن تضام».