خمس زيارات خارجية قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المائة يوم الأولى من حكمه أعادت لمصر دورها الريادي في المنطقة وساهمت في إصلاح ما أفسده نظام مبارك ونظام جماعة الإخوان خاصة في القارة الافريقية. خمس زيارات خارجية قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المائة يوم الأولى من حكمه أعادت لمصر دورها الريادي في المنطقة وساهمت في إصلاح ما أفسده نظام مبارك ونظام جماعة الإخوان خاصة في القارة الافريقية. وعكست جولات الرئيس الخارجية أهمية العمق الإفريقي في السياسة الخارجية لمصر بعد ثورة 30 يونيو وإعادة الدور المصري الريادي سواء في القارة الأفريقية خاصة علاقات مصر بالدول الأفريقية بصورة عامة أو دول حوض النيل خاصة إثيوبيا التي وصل معها الرئيس إلى إعادة صياغة جديدة فيما يتعلق بمخاطر "سد النهضة"، وكذلك المحيط العربي . خمس زيارات قام بها الرئيس إلى دول الجزائر والسودان وغينيا الاستوائية والسعودية وروسيا والتي كانت زيارة تاريخية والذي استقبل خلالها الرئيس بوتين الرئيس السيسي استقبال الملوك بسرب طائرات في لفتة أكدت للجميع تقدير ومكانة الرئيس السيسي لدى روسيا، كما سعى الرئيس من خلال زيارته للسعودية، للتأكيد على أهمية ومحورية الدائرة العربية وتحديدًا دور الرياض الداعم الرئيس لمصر على طول الخط، كما سعى للتأكيد على ضرورة الانفتاح على دول العالم وتعزيز العلاقات مع كل الدول، وهو ما اتضح من خلال زيارته لروسيا والذي أعلن تضامنه وتأييده لخارطة الطريق وتنسيق جهود محاربة الإرهاب وتوحيد الرؤى بشأن العديد من القضايا المحورية بالمنطقة. وبدأ الرئيس السيسي أولى زياراته الخارجية إلى دولة الجزائر لبدء صفحة جديدة في العلاقات والتباحث لما يواجه الدولتين خلال الفترة الحالية من مخططات لجماعات إرهابية وكذلك إنهاء سحابة صيف وجدت منذ نظام "حسني مبارك"، كما قام بعدها الرئيس بجولة إفريقية شهدت لقاءات مع دول ابتعدت عن مصر خلال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، والسابق محمد مرسي بعد أن تبنت عدد من الدول الإفريقية مواقف غير مرضية من القاهرة خاصة عقب ثورة 30 يونيو ، ثم قام الرئيس السيسي بزيارة السودان المفاجئة التي كان لها أثر بالغ للإستراتيجية الجديدة. المحطة الأولى وعلى الرغم أن دولة الجزائر احتلت المحطة الأولى في جولات الرئيس السيسي الخارجية، على خلاف ما توقعه المصريون ، لاسيما وأنه وعد عندما كان مرشحًا للرئاسة خلال حواره بأحد البرامج التليفزيونية بأن تكون السعودية أولى زيارته. وجاءت زيارة السيسي للجزائر التي تعد أول زيارة لرئيس مصري لها منذ 5 سنوات، لتأكد على خصوصية العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل التصريحات، التي نفاها السيسي خلال فترة الدعاية في انتخابات الرئاسة، والخاصة بأن الجيش المصري قادر على اجتياح الجزائر في 3 أيام. وسعى الرئيس خلال الزيارة التي استمرت يوما واحداً تعزيز مكانة مصر الإفريقية من خلال بحث الرئيسين المصري والجزائري تطور الأوضاع في المنطقة لاسيما ليبيا والعراق وسوريا والقضية الفلسطينية، والوضع في منطقة الساحل والصحراء، خاصة مالي، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالغاز الجزئري. المحطة الثانية وجاءت المحطة الثانية لجولات الرئيس بالمشاركة في أعمال الدورة ال 23 لمؤتمر القمة الإفريقية، التي عقدت في 26 يونيو الماضي في العاصمة الغينية ملابو للتأكيد على عودة مصر للقارة الإفريقية من خلال ممارسة أنشطتها في الاتحاد الإفريقي، التي سبق وأن جمدت عقب ثورة 30 يونيو والتي سعى خلالها الرئيس إلى إصلاح ما أفسده نظامي الرئيس الأسبق مبارك مع أفريقيا ونظام الرئيس السابق مرسى مع دولة أثيوبيا بسبب سد النهضة . وخلال مؤتمر القمة الإفريقية، أعلن السيسي إنشاء الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في أفريقيا، في حين رحب الحاضرون بعودة مصر للاتحاد. كما تناولت الزيارة تعزيز العلاقات الثنائية مع غينيا الاستوائية، خاصة في ظل تواجد أحد أذرع مصر الناعمة الممثلة في شركة المقاولون العرب، وتفقد الرئيس مشروع فيش تاون السكني، الذي نفذته الشركة. المحطة الثالثة وجاءت المحطة الثالثة للرئيس بزيارة السودان والتي حظت بأهمية كبيرة للرئيس لاسيما في ظل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين من خلال ما أكد عليه الرئيس السيسي بأن السودان جزءًا من مصر، والذي يؤكد مدى إدراك الجانب المصري لمحورية السودان. وهدفت زيارة السيسي للسودان إلى الاطمئنان على صحة الرئيس عمر البشير، وتهنئته بنجاح العملية الجراحية، التي أجراها مؤخرًا من ناحية، ومناقشة تطور أوضاع المنطقة خاصة ما يتعلق بليبيا وسوريا والعراق وجنوب السودان، فضلاً بحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، ومبحث ملف أزمة سد النهضة، حسبما أشار أسامة شلتوت، سفير مصر بالخرطوم. المحطة الرابعة وجاءت المحطة الرابعة للرئيس بزيارة المملكة العربية السعودية والتى جاءت نتيجة دعم السعودية لمصر ماديًا ومعنويًا عقب 30 يونيو، حيث بحث مع نظيره السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الأوضاع الإقليمية خاصة غزة وسوريا والعراق، فضلاً عن مكافحة الإرهاب، واتفق الجانبان على العمل معًا للنهوض بالأمتين العربية والإسلامية، وتحقيق حلم التكامل والتضامن وتعزيز العمل العربي المشترك، ونشر قيم الإسلام الوسطية، كما تناولت المباحثات تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في جميع المجالات . وخلال الزيارة، منح العاهل السعودي السيسي قلادة الملك عبدالعزيز، التي تمنح لكبار قادة وزعماء دول العالم الصديقة تكريما له وللشعب المصري، وأعرب الرئيس عن شكره وتقديره لخادم الحرمين واعتزازه بهذا التكريم. كما أدى السيسي خلال تواجده بالسعودية، مناسك العمرة، وسط إجراءات أمنية مشددة. المحطة الأخيرة وجاءت المحطة الأخيرة للرئيس بزيارة روسيا في 11 أغسطس الماضي، والتي لاقت ترحيبًا واسعًا، فمع دخول الطائرة الرئاسية، التي تقل السيسي والوفد المرافق له المجال الجوي الروسي، كان في استقبالها سرب من الطائرات الحربية الروسية، التي اصطحبت الرئيس المصري إلى مطار سوتشي، وكان في استقباله وزير الخارجية، سيرجي لافروف. كما تفقد السيسي مع لافروف عددًا من المعدات والتقنيات العسكرية الدبابة تى 72 وعددًا من العربات ناقلة الجند، داخل ساحة المطار. والتقى السيسي بالرئيس الروسي، فلادمير بوتين، وبحثا عددًا من القضايا العربية والإقليمية، وأكد الجانبان على ضرورة التوصل إلى تسوية للقضية الفلسطينية وفقًا للمرجعيات الدولية، وأهمية وحدة العراق والأراضي الليبية، وتكاتف الجهود وتكثيف التعاون لمكافحة الإرهاب . كما بحثا العلاقات الثنائية، وتم بحث أطر التعاون في المزيد من المجال، لاسيما المجال الاقتصادي والتجاري والاستثماري الذي غلب على المباحثات، خاصة بالنسبة لإقامة منطقة صناعية روسية في مصر لتكون مكملة لمشروع قناة السويس الجديدة. وتطرقت المباحثات الثنائية إلى ضرورة تعزيز التعاون العسكري، والتعاون في مجالي السياحة والطاقة، فضلاً عن بحث نفاذ الصادرات الزراعية المصرية إلى روسيا، وقال بوتين إنه اتفق مع نظيره المصري على إقامة علاقات بين مصر والاتحاد الجمركي، الذي يضم بجانب روسيا كل من كازاخستان وبيلاروسيا. وعلى هامش الزيارة، زار الرئيسان الطراد الصاروخي موسكفا، الذي يحمل على متنه المنظومة الصاروخية المضادة للجو اس- 300، كما زارا المعلب الأولمبي إيسبرج في القرية الأولمبية، فضلاً عن جلوسهما في مقهي بمنتجع روزا بسوتشي. ومن جانبهم أكد شيوخ الدبلوماسية المصرية أن أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال ال100 يوم الأولى في حكمه كانت موفقة للغاية، حيث زار 5 دول هي الجزائروغينيا الاستوائية والسعودية والسودان وروسيا، كما ركز على استقلالية القرار المصري وتنويع علاقاتنا الخارجية. قال السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق أن اختيار الرئيس للجزائر كمحطته الخارجية الأولى جاء لأنها أيدت ثورة 30 يونيو وتتخذ موقف ايجابي في محاربة الإرهاب، بالإضافة لوجود ملفات للتعاون في مجال التجارة وتصدير الغاز، وأضاف أنه كان من الضروري زيارة السيسي للسودان لأنه دولة جوار هامة تربطنا بها علاقات تاريخية ممتدة، بينما كانت زيارة السيسي للسعودية تعبير عن تقدير مصر موقفهم الداعم اقتصاديا وسياسيا منذ ثورة 30 يونيو. وحول زيارة الرئيس لروسيا أكد حسن انها كانت لاستكمال الاتفاقات المبدئية التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة فبراير الماضي حينما كان السيسي وزيرا للدفاع، بالإضافة لتنويع علاقاتنا مع مختلف القوى الدولية. وأشار إلى أن توجهات السياسة الخارجية بعد تولي السيسي ركزت على استقلالية القرار المصري، باعتبار السيسي يركز على محوري التنمية والتعاون مع الدول الصديقة. ووصف الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنها برلمان دولي وتوقع ان يعرض السيسي خلالها سياسة مصر الحالية وخطط المرحلة المقبلة مثل استكمال خارطة الطريق ومشاريع التنمية كما يطرح على العالم التعاون في المجالات الاقتصادية والتنموية، بالإضافة للملفات الدائمة مثل الحفاظ على السلام ومكافحة الإرهاب. وأكد السفير نبيل العرابي سفير مصر الأسبق في موسكو إلى أن نشاط الرئيس الخارجي يدل على خط بياني صاعد بدرجة قوية والزيارات التي قام بها كانت بمثابة علامات مضيئة على طريق سياسي جديد لتقديم مصر في صورة جديدة إلى العالم مؤكدا أننا لم يكن لدينا سياسية خارجية في السنتين الماضيتين قبل تولي السيسي على حد قول العرابي. وأضاف أن من أهم زيارات السيسي كانت لروسيا التي كنا منقطعين عنها، مشيرا إلى ان زيارة روسيا تدل على رغبة مشتركة لوضع العلاقات المصرية الروسية في مسارها الصحيح، وخاصة بعد بدء زيارات الوزراء مثل وزير الصناعة منير فخري عبدالنور لوضع إجراءات تنفيذية للتعاون بما يخدم مصالح البلدين. وأشار إلى أن خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة ينبغي على الرئيس في خطابه أن يلفت الانتباه إلى أن مصر حققت المسار الديمقراطي بوضع دستور وانتخاب رئيس وقرب انتخاب برلمان، بالإضافة للإعلان عن مشروع قومي وهو قناة السويس الجديدة ما يدل على عودة الاستقرار إلى البلاد والدعوة لتنشيط الاستثمار في مصر.