خمس زيارات خارجية للرئيس عبدالفتاح السيسي خلال ال100 يوم الأولى من حكمة استهدفت إعادة الدولة المصرية إلى وضعها القوي في محيطيها العربي والإفريقي، بدأ السيسي أولى زياراته الخارجية إلى الجزائر لإنهاء سحابة صيف وجدت منذ نظام "حسني مبارك"، ثم التوجه في جولة إفريقية شهدت لقاءات مع دول ابتعدت عن مصر، وتبنت مواقف غير مرضية من القاهرة، على رأسها إثيوبيا التي وصل معها إلى إعادة صياغة جديدة فيما يتعلق بمخاطر "سد النهضة"، ثم زيارة السودان المفاجئة التي كان لها أثر بالغ للإستراتيجية الجديدة، وكذلك تعزيز العلاقات مع الجانب الروسي، الذي استقبل السيسي استقبال الملوك والفاتحين بسرب طائرات في لفتة أكدت للجميع تقدير ومكانة الرئيس السيسي لدى روسيا، بخلاف زيارة المملكة العربية السعودية لتنسيق جهود محاربة الإرهاب وتوحيد الرؤى بشأن العديد من القضايا المحورية بالمنطقة. زيارة تاريخية للجزائر عقد السيسى جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في 25 يونيو في إطار الزيارة الرسمية التي أجراها إلى الجزائر، التي تعد نقلة نوعية على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، وتدشيناً لعلاقات إستراتيجية مستقرة بين مصر والجزائر، تطرق اللقاء إلى عدد من القضايا الإقليمية، وتم استعراض تطورات القضية الفلسطينية، فضلا عن الأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق، كما تم أيضًا استعراض عدد من القضايا الأفريقية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفق الجانبان على تعزيز التنسيق والتشاور ارتباطا بالشأن الأفريقي وبما يحقق المصالح المشتركة للبلدين. قمة الاتحاد الأفريقي غادر السيسي الجزائر في 25 يونيو متوجهاً إلى مالابو عاصمة غينيا الاستوائية للمشاركة في أعمال الدورة العادية الثالثة والعشرين لقمة الاتحاد الأفريقي، وألقى السيسي كلمة في الافتتاح، والتقى رؤساء دول غنيا الاستوائية والسنغال وموريتانيا وجنوب السودان وجامبيا ومالى وتنزانيا والنائب الأول لرئيس السودان، كما التقى السيسي أمين عام الأممالمتحدة بان كى مون على هامش القمة لبحث عدد من القضايا الدولية والعربية والأفريقية، واختتم بلقاء تاريخي مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلى ماريام دسالين في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، على هامش أعمال الدورة العادية الثالثة والعشرين لقمة مؤتمر الاتحاد الأفريقي. زيارة السودان وفى طريق عودة السيسي من مالابو عاصمة غينيا الاستوائية للقاهرة، قام الرئيس بزيارة سريعة للعاصمة السودانية الخرطوم، التقى خلالها الرئيس السوداني عمر البشير لبحث تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين للحفاظ على وحدة شعبي وادي النيل. زيارة المملكة العربية السعودية غادر الرئيس عبد الفتاح السيسي القاهرة في 10 أغسطس 2014 متوجهاً إلى المملكة العربية السعودية، حيث كان في استقباله لدى وصوله مطار الملك عبدالعزيز الدولي بمدينة جدة الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد، وعقدت جلسة مباحثات موسعة بين الجانبين المصري والسعودي برئاسة الرئيس والملك، تم خلالها استعراض مجمل الأوضاع الإقليمية وفي مقدمتها الوضع في غزة وجهود التهدئة التي تبذلها مصر حقناً لدماء المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني، كما تم خلال اللقاء استعراض تطورات الأوضاع في العراق في ضوء اتساع دائرة الإرهاب في المنطقة وانعكاسات ذلك على الأوضاع العراقية بصفة خاصة والإقليمية بصفة عامة. زيارة السيسي لروسيا.. واستقبال أسطوري غادر الرئيس عبدالفتاح السيسى صباح يوم 12 أغسطس 2014 البلاد إلى روسيا الاتحادية, في زيارة تمتد ليومين يعقد خلالها مباحثات ثنائية مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، استهدفت تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين فى شتى المجالات، وقد دخلت الطائرة الرئاسية المجال الجوى الروسي يرافقها سرب من المقاتلات الروسية، مصطحبة إياها حتى هبوطها في مطار مدينة سوتشي، حيث كان سيرجى لافروف، وزير خارجية روسيا الاتحادية فى استقبال الرئيس. عكست محادثات الرئيسين المصري والروسي خلال القمة وجود آفاق رحبة للتعاون فيما يتعلق بتحرير التجارة مع التجمع الأوراسى، وإقامة المنطقة الصناعية الروسية فى مصر، التي أعرب الرئيس عن تطلعه لأن تكون أحد المكونات المكملة لمشروع قناة السويس الجديدة، الذي أطلقته مصر الأسبوع الماضي، وقد تطرقت المباحثات إلى قطاع الطاقة الذي يشكل أحد أهم مجالات العمل المشترك وقطاعاً واعداً لتحقيق المصلحة المشتركة للطرفين في ضوء رغبة عدد من الشركات الروسية القيام بالبحث والتنقيب في مصر، واستعداد الجانب الروسي لمبادلة المنتجات البترولية بالبترول الخام.