اسعدتنا طوال حياتك يا ابو العز.. وابكيتنا في محنتك الاخيرة حتي الرحيل والوداع. نضالك لن ينسي.. واسمك بين الخالدين، تألمت بشدة لعدم مشاركتي في تشييع جثمان المناضل الشهيد أبو العز الحريري أو حضور عزائه في مدينة الاسكندرية، لوجودي خارج الوطن، ولكن الحمد لله ان شاركت في تلقي العزاء مع المناضلين في جامع عمر مكرم بالتحرير الذي كان يعشقه يوم الاثنين الماضي 8 سبتمبر 2014م، فهذا الرجل لا ازكيه علي الله سبحانه وتعالي له الدوام، ولكنني احتسبه »شهيدا» عند الله، لانه كان يقاتل رافعا سلاحه طوال الوقت احقاقا للحق وتعميقا للوطنية واداء للواجب في خدمة الشعب والوطن، بالتوجه بسلاحه ضد الفساد والاستبداد ومحاولات قهر وسحق فقراء هذا الشعب تحت احذية الرأسمالية المتوحشة بالتفريط لهم في ممتلكات الشعب تحت مسمي »الخصخصة»!! فهو اذن شهيد العمل الوطني.. فقد كان فدائيا حقيقيا شجاعا في مواجهة الظلم والفاشية، ولم يكن يخاف احدا ولكنه كان يخشي الله سبحانه وتعالي في كل ما يفعله، فالوطني الحقيقي هو ذلك الشخص الذي يحدد وجهة سلاحه، فهو يحدد بوضوح هو مع من؟ وضد من؟ واين يقف؟ ومن اي مربع؟ فمن يهاجمهم، ومن يدافع عنهم؟ ما هو مضمون خطابه السياسي طول الوقت؟ ما هو سلوكه السياسي ايضا وهل هو متسق مع خطابه ام متناقض؟ ومن ثم فتلك هي معايير تقييم الوطني الحقيقي. وما رأيته عبر مسيرة تتجاوز الربع قرن من معرفتي وملازمتي وتشاركي ومشاركتي واندماجي مع هذا الرجل المناضل بحق بدون مبالغة، وجدت فيه شخصا يجلس في مرتبة »النبلاء السياسيين المناضلين»، فهو مناضل حقا بلا ادعاء، كان شريكا للشعب في همومه وواحدا حقيقيا منهم، ولسان حال البسطاء والفقراء، كان عاملا بسيطا وسط العمال، وفلاحا بسيطا وسط الفلاحين، ومثقفا رفيع المستوي وسط المثقفين، وثائرا حقا في الميادين ووسط الجماهير فقد بلغ السبعين عاما عندما استشهد في ساحة النضال السياسي، قضي منها نحو اكثر من خمسين عاما مناضلا ثوريا ضد الظلم والقهر والفساد والفقر، لصالح العدل والعدالة والمساواة، ولصالح الحرية والاحرار في كل مكان، وداعما للتحرر والاستقلال الوطني ومعاديا للاستعمار والصهيونية، فعندما وفقني الله سبحانه وتعالي ونجحت في انتخابات مجلس الشعب عام 2005م وضعت امامي النماذج الوطنية في الاداء البرلماني الرفيع وكان من بينهم المناضل ابو العز الحريري بجوار المناضل كمال احمد القطب الناصري المتميز دائما الذي اتهم السادات بالخيانة عند توقيعه وثيقة العار »كامب ديفيد واخواتها» وكان الاثنان علي وتيرة واحدة في النضال الوطني الثوري الحقيقي، فليست الثورة ان تتحرك في الشارع والميادين وحسب، ولكن النضال في داخل البرلمان ثورة وموثق في كل كلمة وكل تصرف. بالاضافة اليهما وضعت امامي المناضل السكندري ايضا »عادل عيد» الذي كانت له صولات وجولات تحت قبة البرلمان، فضلا عن المستشار ممتاز نصار صوت صعيد مصر المحترم، فكان هؤلاء الاربعة نصب عيني دوما.. نماذج وطنية في الاداء البرلماني الفعال، ولذلك سارعت الصحافة بوصفي بأنني امتداد لهؤلاء الاربعة الكبار في سجل المناضلين تحت قبة البرلمان، وقد زاملت من هؤلاء فقط المناضل كمال احمد »2005-2010» طيلة خمس سنوات، لكن في نفس الوقت كان علي الخط معي وعلي اتصال مستمر المناضل الشهيد ابو العز الحريري الذي كان قد وثق اعماله من استجوابات وطلبات احاطة قوية واعماله البرلمانية علي موقع إلكتروني كنت ألجأ اليها عبره، او الحوار المباشر وكان يسعدني تلقي النصح والتوجيه في ادائي البرلماني الذي كان يتابعه باهتمام بالغ إلي حد ان قال لي بصريح العبارة: »أنا لم اغب عن المجلس في وجودك يا دكتورنا» وكنت اقول له »انني امتداد لك وكل الشرفاء المناضلين تحت قبة البرلمان». ولذلك ارجو من اسرته »الزوجة المحترمة الوفية واولاده» ان يجمعوا تراثه النضالي ليكون مرجعية للمناضلين القادمين خصوصا بعد ثورتي 25 يناير، 30 يونيو. - فقد كان رمزا وطنيا حقيقيا سيقف التاريخ عنده بلا جدال، لان التاريخ لا يقف الا عند الذين يعطون للاوطان بلا حساب ويقاومون الفساد والاستبداد والفاشية. وكان »الحريري» واحدا من هؤلاء بلا نقاش. - وخلال العام الاخير علمت من احد الاصدقاء ان »ابو العز الحريري» مريض وان ايامه اصبحت معدودة.. وانه لا يعرف تفاصيل مرضه، فما كان مني الا أن نهرته وقلت له الاعمار بيد الله، وكل دعائي كان ان يتمم له المشوار بالصحة والعافية، حيث ان المناضل لا يقهره المرض او يقعده. الامر الذي جعلني في تواصل دائم مع »الحريري»، اطمئن عليه ولكن دون مشاجرات الحوار المعتادة فيما بيننا لعدم ارهاقه، وكانت اخر مكالمة مطولة منه يوم اعلان تحالف العدالة الاجتماعية يوم الاحد 13 يوليو 2014م، في مقر المجلس الوطني المصري بشارع قصر العيني، حيث طالبته بالانضمام للتحالف، وقال بالحرف الواحد »انا معكم.. واصبر حتي استطيع ان اجمع شمل بعض الاحبة ليكونوا معنا». بارك الله فيك يا ابو الحريري، متمسكا بالحياة بالاستمرار في النضال حتي آخر لحظة. وتكررت المكالمات واخرها يوم شائعة وفاته منذ اقل من اسبوعين اتصلت به، فردت زوجته الفاضلة، وطمأنتني وقالت لي وهي تشعر بان المرض قد بدأ يهزم ابو الحريري : ادعوا له يا دكتور جمال... وكل الاحبة، فأمسكت نفسي معها لاشد من ازرها، لكن الدموع بدأت تنساب من عيني بغزارة غير معهودة. اسعدتنا طوال حياتك يا ابو العز.. وابكيتنا في محنتك الاخيرة حتي الرحيل والوداع. نضالك لن ينسي.. واسمك بين الخالدين، ولن انسي لك ايام الثورتين 25 يناير، »18 يوما» و30 يونيو، ونضالك معنا ونحن معك في الجمعية الوطنية للتغيير داعما وقائدا.. ان ارفع درجات الجهاد ان تقول قولة الحق عند سلطان جائر، وقد قلتها يا »ابو العز» في الوقت المناسب ضد السادات ونظامه الفاسد العميل للامريكان والصهاينة بعد انتهاء حرب 1973، وضد مبارك ونظامه الفاسد والعميل ايضا. لذلك فانت من الشهداء حقا لانك تبوأت ارفع مراتب الجهاد. - انني اطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي تكريما للمناضلين السياسيين الشرفاء في شخص »ابو العز الحريري» ان تدعو اسرته لمقابلتك في مقر الرئاسة، لتقديم واجب العزاء، وتكريم هذا المناضل وتقديم ارفع جوائز الدولة ولتكن »قلادة النيل» لتصيب اهلها الحقيقيين. واطالب الجمعية الوطنية والقوي السياسية الشريفة بتنظيم احتفالية كبري في ذكري الاربعين تكريما لهذا الرجل الوطني.. وعلي دربه ودرب الشرفاء وتحقيقا لاهداف الثورة، فهي مستمرة حتي النصر بإذن الله.. ومازال الحوار متصلا. اسعدتنا طوال حياتك يا ابو العز.. وابكيتنا في محنتك الاخيرة حتي الرحيل والوداع. نضالك لن ينسي.. واسمك بين الخالدين، تألمت بشدة لعدم مشاركتي في تشييع جثمان المناضل الشهيد أبو العز الحريري أو حضور عزائه في مدينة الاسكندرية، لوجودي خارج الوطن، ولكن الحمد لله ان شاركت في تلقي العزاء مع المناضلين في جامع عمر مكرم بالتحرير الذي كان يعشقه يوم الاثنين الماضي 8 سبتمبر 2014م، فهذا الرجل لا ازكيه علي الله سبحانه وتعالي له الدوام، ولكنني احتسبه »شهيدا» عند الله، لانه كان يقاتل رافعا سلاحه طوال الوقت احقاقا للحق وتعميقا للوطنية واداء للواجب في خدمة الشعب والوطن، بالتوجه بسلاحه ضد الفساد والاستبداد ومحاولات قهر وسحق فقراء هذا الشعب تحت احذية الرأسمالية المتوحشة بالتفريط لهم في ممتلكات الشعب تحت مسمي »الخصخصة»!! فهو اذن شهيد العمل الوطني.. فقد كان فدائيا حقيقيا شجاعا في مواجهة الظلم والفاشية، ولم يكن يخاف احدا ولكنه كان يخشي الله سبحانه وتعالي في كل ما يفعله، فالوطني الحقيقي هو ذلك الشخص الذي يحدد وجهة سلاحه، فهو يحدد بوضوح هو مع من؟ وضد من؟ واين يقف؟ ومن اي مربع؟ فمن يهاجمهم، ومن يدافع عنهم؟ ما هو مضمون خطابه السياسي طول الوقت؟ ما هو سلوكه السياسي ايضا وهل هو متسق مع خطابه ام متناقض؟ ومن ثم فتلك هي معايير تقييم الوطني الحقيقي. وما رأيته عبر مسيرة تتجاوز الربع قرن من معرفتي وملازمتي وتشاركي ومشاركتي واندماجي مع هذا الرجل المناضل بحق بدون مبالغة، وجدت فيه شخصا يجلس في مرتبة »النبلاء السياسيين المناضلين»، فهو مناضل حقا بلا ادعاء، كان شريكا للشعب في همومه وواحدا حقيقيا منهم، ولسان حال البسطاء والفقراء، كان عاملا بسيطا وسط العمال، وفلاحا بسيطا وسط الفلاحين، ومثقفا رفيع المستوي وسط المثقفين، وثائرا حقا في الميادين ووسط الجماهير فقد بلغ السبعين عاما عندما استشهد في ساحة النضال السياسي، قضي منها نحو اكثر من خمسين عاما مناضلا ثوريا ضد الظلم والقهر والفساد والفقر، لصالح العدل والعدالة والمساواة، ولصالح الحرية والاحرار في كل مكان، وداعما للتحرر والاستقلال الوطني ومعاديا للاستعمار والصهيونية، فعندما وفقني الله سبحانه وتعالي ونجحت في انتخابات مجلس الشعب عام 2005م وضعت امامي النماذج الوطنية في الاداء البرلماني الرفيع وكان من بينهم المناضل ابو العز الحريري بجوار المناضل كمال احمد القطب الناصري المتميز دائما الذي اتهم السادات بالخيانة عند توقيعه وثيقة العار »كامب ديفيد واخواتها» وكان الاثنان علي وتيرة واحدة في النضال الوطني الثوري الحقيقي، فليست الثورة ان تتحرك في الشارع والميادين وحسب، ولكن النضال في داخل البرلمان ثورة وموثق في كل كلمة وكل تصرف. بالاضافة اليهما وضعت امامي المناضل السكندري ايضا »عادل عيد» الذي كانت له صولات وجولات تحت قبة البرلمان، فضلا عن المستشار ممتاز نصار صوت صعيد مصر المحترم، فكان هؤلاء الاربعة نصب عيني دوما.. نماذج وطنية في الاداء البرلماني الفعال، ولذلك سارعت الصحافة بوصفي بأنني امتداد لهؤلاء الاربعة الكبار في سجل المناضلين تحت قبة البرلمان، وقد زاملت من هؤلاء فقط المناضل كمال احمد »2005-2010» طيلة خمس سنوات، لكن في نفس الوقت كان علي الخط معي وعلي اتصال مستمر المناضل الشهيد ابو العز الحريري الذي كان قد وثق اعماله من استجوابات وطلبات احاطة قوية واعماله البرلمانية علي موقع إلكتروني كنت ألجأ اليها عبره، او الحوار المباشر وكان يسعدني تلقي النصح والتوجيه في ادائي البرلماني الذي كان يتابعه باهتمام بالغ إلي حد ان قال لي بصريح العبارة: »أنا لم اغب عن المجلس في وجودك يا دكتورنا» وكنت اقول له »انني امتداد لك وكل الشرفاء المناضلين تحت قبة البرلمان». ولذلك ارجو من اسرته »الزوجة المحترمة الوفية واولاده» ان يجمعوا تراثه النضالي ليكون مرجعية للمناضلين القادمين خصوصا بعد ثورتي 25 يناير، 30 يونيو. - فقد كان رمزا وطنيا حقيقيا سيقف التاريخ عنده بلا جدال، لان التاريخ لا يقف الا عند الذين يعطون للاوطان بلا حساب ويقاومون الفساد والاستبداد والفاشية. وكان »الحريري» واحدا من هؤلاء بلا نقاش. - وخلال العام الاخير علمت من احد الاصدقاء ان »ابو العز الحريري» مريض وان ايامه اصبحت معدودة.. وانه لا يعرف تفاصيل مرضه، فما كان مني الا أن نهرته وقلت له الاعمار بيد الله، وكل دعائي كان ان يتمم له المشوار بالصحة والعافية، حيث ان المناضل لا يقهره المرض او يقعده. الامر الذي جعلني في تواصل دائم مع »الحريري»، اطمئن عليه ولكن دون مشاجرات الحوار المعتادة فيما بيننا لعدم ارهاقه، وكانت اخر مكالمة مطولة منه يوم اعلان تحالف العدالة الاجتماعية يوم الاحد 13 يوليو 2014م، في مقر المجلس الوطني المصري بشارع قصر العيني، حيث طالبته بالانضمام للتحالف، وقال بالحرف الواحد »انا معكم.. واصبر حتي استطيع ان اجمع شمل بعض الاحبة ليكونوا معنا». بارك الله فيك يا ابو الحريري، متمسكا بالحياة بالاستمرار في النضال حتي آخر لحظة. وتكررت المكالمات واخرها يوم شائعة وفاته منذ اقل من اسبوعين اتصلت به، فردت زوجته الفاضلة، وطمأنتني وقالت لي وهي تشعر بان المرض قد بدأ يهزم ابو الحريري : ادعوا له يا دكتور جمال... وكل الاحبة، فأمسكت نفسي معها لاشد من ازرها، لكن الدموع بدأت تنساب من عيني بغزارة غير معهودة. اسعدتنا طوال حياتك يا ابو العز.. وابكيتنا في محنتك الاخيرة حتي الرحيل والوداع. نضالك لن ينسي.. واسمك بين الخالدين، ولن انسي لك ايام الثورتين 25 يناير، »18 يوما» و30 يونيو، ونضالك معنا ونحن معك في الجمعية الوطنية للتغيير داعما وقائدا.. ان ارفع درجات الجهاد ان تقول قولة الحق عند سلطان جائر، وقد قلتها يا »ابو العز» في الوقت المناسب ضد السادات ونظامه الفاسد العميل للامريكان والصهاينة بعد انتهاء حرب 1973، وضد مبارك ونظامه الفاسد والعميل ايضا. لذلك فانت من الشهداء حقا لانك تبوأت ارفع مراتب الجهاد. - انني اطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي تكريما للمناضلين السياسيين الشرفاء في شخص »ابو العز الحريري» ان تدعو اسرته لمقابلتك في مقر الرئاسة، لتقديم واجب العزاء، وتكريم هذا المناضل وتقديم ارفع جوائز الدولة ولتكن »قلادة النيل» لتصيب اهلها الحقيقيين. واطالب الجمعية الوطنية والقوي السياسية الشريفة بتنظيم احتفالية كبري في ذكري الاربعين تكريما لهذا الرجل الوطني.. وعلي دربه ودرب الشرفاء وتحقيقا لاهداف الثورة، فهي مستمرة حتي النصر بإذن الله.. ومازال الحوار متصلا.