مد فترة تسجيل الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر حتى مساء الأربعاء    محافظ الإسماعيلية يوافق على تشغيل خدمة إصدار شهادات القيد الإلكتروني    حماس ترفض زيارة الصليب الأحمر للأسرى في غزة    وسائل إعلام أمريكية تكشف تفاصيل الاتفاق بين واشنطن وتل أبيب على اجتياح لبنان    ناصر منسي: هدفي في السوبر الإفريقي أفضل من قاضية أفشة مع الأهلي    ضبط نسناس الشيخ زايد وتسليمه لحديقة الحيوان    انخفاض الحرارة واضطراب الملاحة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الثلاثاء    أحمد عزمي يكشف السر وراء مناشدته الشركة المتحدة    صحة دمياط: بدء تشغيل جهاز رسم القلب بالمجهود بالمستشفى العام    للمرة الأولى.. مجلس عائلات عاصمة محافظة كفر الشيخ يجتمع مع المحافظ    "مستقبل وطن" يستعرض ملامح مشروع قانون الإجراءات الجنائية    فعاليات الاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس أندية السكان بالعريش    بيسكوف: قوات كييف تستهدف المراسلين الحربيين الروس    بعد 19 عامًا من عرض «عيال حبيبة».. غادة عادل تعود مع حمادة هلال في «المداح 5» (خاص)    «إيران رفعت الغطاء».. أستاذ دراسات سياسية يكشف سر توقيت اغتيال حسن نصر الله    كيفية التحقق من صحة القلب    موعد مباراة الهلال والشرطة العراقي والقنوات الناقلة في دوري أبطال آسيا للنخبة    الأربعاء.. مجلس الشيوخ يفتتح دور انعقاده الخامس من الفصل التشريعي الأول    للمرة الخامسة.. جامعة سوهاج تستعد للمشاركة في تصنيف «جرين ميتركس» الدولي    ضبط نصف طن سكر ناقص الوزن ومياه غازية منتهية الصلاحية بالإسماعيلية    مؤمن زكريا يتهم أصحاب واقعة السحر المفبرك بالتشهير ونشر أخبار كاذبة لابتزازه    تفاصيل اتهام شاب ل أحمد فتحي وزوجته بالتعدي عليه.. شاهد    الرئيس السيسي: دراسة علوم الحاسبات والتكنولوجيا توفر وظائف أكثر ربحا للشباب    الأمن القومي ركيزة الحوار الوطني في مواجهة التحديات الإقليمية    القاهرة الإخبارية: 4 شهداء في قصف للاحتلال على شقة سكنية شرق غزة    أمين الفتوى يوضح حكم التجسس على الزوج الخائن    قبول طلاب الثانوية الأزهرية في جامعة العريش    كيف استعدت سيدات الزمالك لمواجهة الأهلي في الدوري؟ (صور وفيديو)    محافظ المنوفية: تنظيم قافلة طبية مجانية بقرية كفر الحلواصى فى أشمون    مؤشرات انفراجة جديدة في أزمة الأدوية في السوق المحلي .. «هيئة الدواء» توضح    حدث في 8ساعات| الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية.. وحقيقة إجراء تعديلات جديدة في هيكلة الثانوية    "طعنونا بالسنج وموتوا بنتي".. أسرة الطفلة "هنا" تكشف مقتلها في بولاق الدكرور (فيديو وصور)    رمضان عبدالمعز ينتقد شراء محمول جديد كل سنة: دى مش أخلاق أمة محمد    التحقيق مع خفير تحرش بطالبة جامعية في الشروق    "رفضت تبيع أرضها".. مدمن شابو يهشم رأس والدته المسنة بفأس في قنا -القصة الكاملة    تأسيس وتجديد 160 ملعبًا بمراكز الشباب    إنريكى يوجه رسالة قاسية إلى ديمبيلى قبل قمة أرسنال ضد باريس سان جيرمان    هازارد: صلاح أفضل مني.. وشعرنا بالدهشة في تشيلسي عندما لعبنا ضده    وكيل تعليم الفيوم تستقبل رئيس الإدارة المركزية للمعلمين بالوزارة    5 نصائح بسيطة للوقاية من الشخير    هل الإسراف يضيع النعم؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى تجيب (فيديو)    20 مليار جنيه دعمًا لمصانع البناء.. وتوفير المازوت الإثنين.. الوزير: لجنة لدراسة توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية    المتحف المصرى الكبير أيقونة السياحة المصرية للعالم    تم إدراجهم بالثالثة.. أندية بالدرجة الرابعة تقاضي اتحاد الكرة لحسم موقفهم    «حماة الوطن»: إعادة الإقرارات الضريبية تعزز الثقة بين الضرائب والممولين    طرح 1760 وحدة سكنية للمصريين العاملين بالخارج في 7 مدن    تواصل فعاليات «بداية جديدة» بقصور ثقافة العريش في شمال سيناء    اللجنة الدولية للصليب الأحمر بلبنان: نعيش أوضاعا صعبة.. والعائلات النازحة تعاني    نائب محافظ الدقهلية يبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة للجمعيات الأهلية    فرنسا: مارين لوبان تؤكد عدم ارتكاب أي مخالفة مع بدء محاكمتها بتهمة الاختلاس    أفلام السينما تحقق 833 ألف جنيه أخر ليلة عرض فى السينمات    5 ملفات.. تفاصيل اجتماع نائب وزير الصحة مع نقابة "العلوم الصحية"    برغم القانون 12.. ياسر يوافق على بيع ليلى لصالح أكرم مقابل المال    إنفوجراف.. آراء أئمة المذاهب فى جزاء الساحر ما بين الكفر والقتل    مدير متحف كهف روميل: المتحف يضم مقتنيات تعود للحرب العالمية الثانية    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    التحقيق مع المتهمين باختلاق واقعة العثور على أعمال سحر خاصة ب"مؤمن زكريا"    الأهلي يُعلن إصابة محمد هاني بجزع في الرباط الصليبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في‮ ‬الحلقة الثانية من حوار قائد الحرس الجمهوري‮ ‬السابق مع مصطفي‮ ‬بكري‮ ‬علي‮ ‬قناة صدي‮ ‬البلد اللواء نجيب عبدالسلام‮: ‬


الحلقة الثانية
في‮ ‬الحلقة الثانية من حوار قائد الحرس الجمهوري‮ ‬السابق
مع مصطفي‮ ‬بكري‮ ‬علي‮ ‬قناة صدي‮ ‬البلد
اللواء نجيب عبدالسلام‮: ‬
مبارك لم‮ ‬يصدر أمرًا باطلاق الرصاص علي‮ ‬المتظاهرين‮ .‬
عمر سليمان نجا من محاولة اغتياله بإعجوبة ولا نتائج للتحقيقات‮.‬
مبارك كان لديه وعلم بالبيان الأول للقوات المسلحة ولم‮ ‬يحرك ساكنًا‮.‬
مبارك كان رافضًا مغادرة القصر إلي‮ ‬شرم الشيخ رغم المخاطر‮.‬
اقترحت استخدام كلمة‮ «‬التخلي‮» ‬عن السلطة بدلاً‮ ‬من‮ »‬التنحي‮«!!‬
مبارك استدعي‮ ‬بدراوي‮ ‬للبحث عن مخرج،‮ ‬ومجموعة زكريا عزمي‮ ‬أخرجته من القصر الرئاسي‮.‬
ثورة‮ ‬يناير أحدثت صدمة فكرية لدي‮ ‬صناع القرار في‮ ‬مصر‮.‬
بكيت‮ ‬يوم‮ ‬11‮ ‬فبراير و دعوت الله أن‮ ‬يجنبنا الصدام مع المتظاهرين‮.‬
أسرار جديدة‮.. ‬وتفاصيل مثيرة عن أحداث ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير وما تبعها من تداعيات تتكشف للمرة الأولي‮ ‬علي‮ ‬لسان الرجل الذي‮ ‬ظل صامتًا علي‮ ‬مدي‮ ‬السنوات الماضية،‮ ‬فيما كان هو الأقرب لكل الأحداث التي‮ ‬سبقت،‮ ‬وأعقبت الثورة‮.‬
وبقدر العاصفة السياسية،‮ ‬والإعلامية التي‮ ‬أحدثتها‮ »‬الحلقة الأولي‮« ‬لحوار قائد الحرس الجمهوري‮ ‬السابق اللواء‮ »‬نجيب عبدالسلام‮« ‬مع الإعلامي‮ »‬مصطفي‮ ‬بكري‮« ‬في‮ ‬برنامج‮ »‬حقائق وأسرار‮« ‬علي‮ ‬فضائية‮ »‬صدي‮ ‬البلد‮« ‬بقدر ما تكشف الحلقة الثانية عن الكثير من كواليس ما جري‮ ‬من أحداث،‮ ‬جرت وقائعها في‮ ‬مرحلة فاصلة من عمر الوطن‮.‬
في‮ ‬هذه الحلقة‮ ‬يكشف قائد الحرس الجمهوري‮ ‬السابق عن الرواية الحقيقية لمحاولة الاغتيال التي‮ ‬تعرض لها نائب رئيس الجمهورية‮ ‬الراحل عمر سليمان،‮ ‬ويروي‮ ‬كواليس صدور البيان رقم‮ (1) ‬الصادر عن القيادة العام للقوات المسلحة إبان أحداث الثورة،‮ ‬ويؤكد أن الرئىس الأسبق حسني‮ ‬مبارك لم‮ ‬يصدر أبدًا قرارًا باستخدام الذخيرة الحية في‮ ‬مواجهة المتظاهرين،‮ ‬وأنه عمل من منطلق مسئوليته عن الحرس الجمهوري‮ ‬علي‮ ‬تنفيذ هذا القرار بحذافيره‮.‬
ويتناول اللواء نجيب عبدالسلام دور الحرس الجمهوري‮ ‬في‮ ‬تجنب الصدام مع الشعب بعد أن بدأ المتظاهرون الزحف إلي‮ ‬القصرالجمهوري،‮ ‬ويفجر مفاجأة هامة،‮ ‬حين قال في‮ ‬حواره الهام أنه هو الذي‮ ‬اقترح علي‮ ‬الرئىس مبارك آنذاك المغادرة إلي‮ ‬شرم الشيخ،‮ ‬كما أنه صاحب اقتراح استخدام كلمة‮ »‬التخلي‮« ‬عن السلطة،‮ ‬بدلاً‮ ‬من‮ »‬التنحي‮« ‬في‮ ‬البيان الشهير الذي‮ ‬ألقاه الراحل عمر سليمان،‮ ‬والذي‮ ‬كلف فيه الرئيس السابق القوات المسلحة بإدارة شئون البلاد‮.. ‬وإلي‮ ‬تفاصيل الحوار‮.‬
‮ ‬بعد أن ذهب اللواء عمر سليمان إلي‮ ‬مكتبه في‮ ‬مبني‮ ‬المخابرات العامة لينهي‮ ‬بعض المتعلقات سمعنا في‮ ‬هذا الوقت عن محاولة لاغتياله بينما هو متجه إلي‮ ‬القصر الجمهوري‮.. ‬ماذا عن هذا الحدث؟
‮ ‬من واقع مسئوليتي‮ ‬بمجرد تعيين اللواء عمر سليمان نائبًا للرئيس أصبح من مهامي‮ ‬تأمينه وأمرت بتشكيل ركاب لتأمينه من مبني‮ ‬المخابرات بالزيتون وطلبت منه ركوب السيارة المدرعة الخاصة بالرئاسة ويترك سيارته وبطبيعة الأحوال كان هناك‮ ‬غليان في‮ ‬الشارع ولم‮ ‬يكن معروف بالضبط من هو علي‮ ‬الأرض سواء شرطة أو مواطنين أو‮ ‬غيرهم وفي‮ ‬شارع الخليفة المأمون في‮ ‬الطريق إلي‮ ‬قصر الاتحاية حدث إطلاق النار علي‮ ‬الركاب بكثافة وكان الهم الأكبر سرعة الإخلاء للسيد عمر سليمان وبدأت باقي‮ ‬السيارات في‮ ‬التعامل مع مطلقي‮ ‬النيران وأصيبت سيارته التي‮ ‬لم‮ ‬يركبها وتوفي‮ ‬سائقه وحارسه،‮ ‬وبعدها اطمئننا علي‮ ‬اللواء عمر سليمان‮.‬
‮ ‬ولكن ما قيل في‮ ‬هذا الوقت أنه ركب السيارة‮ (‬(5‮) ‬ولم‮ ‬يركب سيارته ومع ذلك تم اطلاق الرصاص علي‮ ‬ال‮(‬X5‮)‬؟‮!‬
‮ ‬بالفعل حدث هذا‮ ‬،‮ ‬ولكن دعني‮ ‬أقول لك إن من اطلق الرصاص علي‮ ‬السيارة‮ (‬X5‮) ‬لم‮ ‬يكن محترفًا والاشتباك لم‮ ‬يكن قاصرًا فقط علي‮ ‬هذه السيارة مما‮ ‬يشير إلي‮ ‬أن الأمر لم‮ ‬يكن مخططًا،‮ ‬وعمومًا هذا الأمر من الأمور السرية لأنه كان رهن التحقيق ومن المؤكد أن النتائج ستعلن إن شاء الله‮.‬
عمومًا أنا منذ محاولة الاغتيال قام الحرس الجمهوري‮ ‬بالإشراف علي‮ ‬تأمين عدد كبير من الشخصيات مثل اللواء محمود وجدي‮ ‬وزير الداخلية والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء وكل من كان لهم دور مهم في‮ ‬صناعة القرار في‮ ‬هذا الوقت‮.‬
‮ ‬كيف كانت القيادة تنظر إلي‮ ‬مسار ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير في‮ ‬هذا الوقت؟‮!‬
‮ ‬لقد كنت دائمًا أقول إن ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير هي‮ ‬ثورة الصدمة الفكرية،‮ ‬لأن هذه الصدمة مرتبطة بالفكر والعقل وقد أحدثت شللاً‮ ‬فكريًا ولم‮ ‬يتمكن أحد من القدرة علي‮ ‬التصرف وإصدار القرارات،‮ ‬ومن ثم لم‮ ‬يستطع أحد التعامل مع المتظاهرين المحتشدين في‮ ‬الميادين في‮ ‬هذا الوقت‮.‬
وقد كانت وزارة الداخلية هي‮ ‬من أكثر المؤسسات التي‮ ‬أصيبت بهذا الشلل الفكري‮ ‬وعدم القدرة علي‮ ‬اتخاذ القرار بسبب تطور الأحداث التي‮ ‬فاجأت الجميع‮.‬
وفي‮ ‬الأول من فبراير‮ ‬2011‮ ‬اجتمعت القيادة العامة للقوات المسلحة برئاسة المشير حسين طنطاوي‮ ‬وزير الدفاع والقائد العام،‮ ‬وأصدرت بيانًا أعربت‮ ‬يه عن تفهمها لمطالب المتظاهرين وتأييدها لهم،‮ ‬وفي‮ ‬نفس الوقت أنها لم تستخدم العنف أو تلجأ إلي‮ ‬القوة‮.‬
‮ ‬ولكن‮ ‬يبقي‮ ‬السؤال كيف سمح بإذاعة هذا البيان؟
‮ ‬لقد تم إذاعة البيان بقرار من المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة،‮ ‬ورئيس الجمهورية هو القائد الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة،‮ ‬ومن المؤكد أن‮ ‬يكون لديه علم وخلفية بهذا البيان،‮ ‬وبالتالي‮ ‬نحن كحرس جمهوري‮ ‬سهلنا مهمة إذاعة هذا البيان الصادر عن المجلس العسكري‮.‬
‮ ‬ولكن تردد في‮ ‬هذا الوقت أن هناك اتجاهًا من الجيش لعزل الرئيس؟‮!‬
‮ ‬هذا ليس صحيحًا،‮ ‬وقد كان ذلك من ضمن والشائعات التي‮ ‬تم ترديدها في‮ ‬هذا الوقت‮.‬
‮ ‬دعا الرئيس مبارك إلي‮ ‬اجتماع مساء الأول من فبراير وقد حضرتم هذا الاجتماع،‮ ‬وقد قال الفريق سامي‮ ‬عنان أنه طلب منكم نزع الذخيرة الحية من الحرس الجمهوري‮ ‬ووضع ذخيرة فشنك بدلاً‮ ‬منها؟‮!‬
‮ ‬أحب أن أؤكد أن الرئيس لم‮ ‬يصدر أية تعليمات باطلاق النيران علي‮ ‬المتظاهرين تمامًا،‮ ‬وفي‮ ‬المقابل لقد شجعناه علي‮ ‬هذا القرار وانحزنا إلي‮ ‬الشعب المصري‮ ‬في‮ ‬موقفه،‮ ‬خاصة وأن هذا الشعب كانت له مطالب عادلة،‮ ‬ومن ثم كانت لدينا قناعة بأن القوات المسلحة هي‮ ‬الأداة القادرة علي‮ ‬تحقيق هذه المطالب الشعبية،‮ ‬ومن ثم فقد عملنا علي‮ ‬تحقيق مطالبه المشروعة‮.‬
وقد كان هذا اللقاء الذي‮ ‬عقد مساء الأول من فبراير وشاركت فيه إلي‮ ‬جانب آخرين مع الرئيس الأسبق حسني‮ ‬مبارك،‮ ‬فقد كان الهدف منه هو تحليل ما وصلت إليه الأوضاع في‮ ‬البلاد‮.‬
أما بالنسبة للذخيرة فالحرس الجمهوري‮ ‬ليست لديه ذخيرة‮ »‬فشنك‮«‬،‮ ‬بل كلها ذخيرة حية،‮ ‬وهذا من طبيعة عملنا في‮ ‬سرعة التصدي‮ ‬لمواجهة الأحداث الطارئة أو وجود أحداث تستدعي‮ ‬الدفاع عن الرئيس ومؤسسة الرئاسة أو أي‮ ‬شخصية في‮ ‬ضيافة مصر‮.‬
لقد أذاعت القوات المسلحة بيانها الأول وعززته بعدم استخدام الذخيرة الحية أو القوة مع المواطنين بأي‮ ‬صورة من الصور،‮ ‬وأنا كقائد حرس جمهوري‮ ‬في‮ ‬هذا الوقت،‮ ‬كانت لدي‮ ‬تعليمات صدرت من القائد العام للقوات المسلحة بعدم استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين،‮ ‬وكان في‮ ‬مقابل ذلك هناك سلطة لرئيس الجمهورية لكنه لم‮ ‬يستخدمها،‮ ‬وأنا شخصيًا خلال الفترة الأخيرة في‮ ‬الأحداث كنت اتحاشي‮ ‬مقابلة الرئىس أو أتحدث معه رفعًا للحرج،‮ ‬إضافة إلي‮ ‬قراري‮ ‬الشخصي‮ ‬بعدم استخدام الذخيرة الحية ضد الشعب المصري‮.‬
‮ ‬لكن الرئيس مبارك استدعاك في‮ ‬2‮ ‬فبراير وكان إلي‮ ‬جواره جمال مبارك الذي‮ ‬عاتبك علي‮ ‬موقفك؟‮!‬
‮ ‬هذا أمر‮ ‬يخصه،‮ ‬ولكن من منطلق مسئوليتي‮ ‬في‮ ‬تأمين الشعب المصري‮ ‬كان موقفي‮ ‬واضحًا،‮ ‬وهذا هدف أساسي‮ ‬لا‮ ‬يمكن التخلي‮ ‬عنه‮.‬
لقد خططنا للاستعداد لزحف المتظاهرين إلي‮ ‬القصر الجمهوري،‮ ‬وكان هناك هدفين أساسيين بالنسبة لنا‮:‬
الهدف الأول هو تأمين المتظاهرين الذين بدأوا في‮ ‬التوجه إلي‮ ‬القصر‮.‬
الهدف الثاني‮ ‬هو تأمين قوات الحرس الجمهوري‮.‬
لقد كنا علي‮ ‬يقين أنه لو حدث صدام مباشر في‮ ‬هذه اللحظات الخطيرة لوصلت الأمور إلي‮ ‬مرحلة خطيرة وبالتأكيد كان سيتم فقد السيطرة بالضبط كما حدث مع رجال وزارة الداخلية أثناء الأحداث التي‮ ‬شهدتها البلاد‮ ‬يوم‮ ‬28‮ ‬يناير وما بعدها،‮ ‬وكانت الدماء ستتدفق وتتحول إلي‮ ‬بحور،‮ ‬ولذلك فكرت علي‮ ‬الفور في‮ ‬وضع الأسلاك الشائكة وذلك لمنع الاحتكاك بين الشعب وقوات الحرس الجمهوري،‮ ‬وكان ذلك بعد منتصف ليلة العاشر من فبراير،‮ ‬والحمد لله فإن الله وفقنا عندما سمعنا هتاف المواطنين وهي‮ ‬متجهة إلي‮ ‬القصر الرئاسي‮ ‬وشعرت وقتها بأن القرار قراري،‮ ‬وأنني‮ ‬مسئول عن حماية الشعب من جهة والرئيس وأسرته والحرس الجمهوري‮ ‬من جهة أخري‮.‬
دعوت الله في‮ ‬هذا اليوم وبكيت أن تمر الأمور بسلام واتخذت القرار بعدم استخدام الذخيرة‮.‬
لقد أصدرت تعليماتي‮ ‬بوضع الذخيرة في‮ ‬صناديقها بحيث‮ ‬يكون كل قائد برتبة‮ »‬عميد‮« ‬معه نسخة من مفاتيح هذه الصناديق والنسخة الأخري‮ ‬معي‮ ‬أنا شخصيًا،‮ ‬وكانت أوامري‮ ‬أنه لا‮ ‬يتم فتح صناديق الذخيرة إلا بقرار شخصي‮ ‬مني‮ ‬فقط،‮ ‬ونزلت إلي‮ ‬القوات وتأكدت من ذلك بنفسي‮ ‬وقلت للمتظاهرين أنتم أبناؤنا وفي‮ ‬حمايتنا ولن نمسكم أبدًا‮.‬
‮ ‬في‮ ‬العاشر من فبراير اجتمع المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة بدون رئيس الجمهورية،‮ ‬ماذا كان رأي‮ ‬الرئيس مبارك في‮ ‬ذلك؟‮!‬
‮ ‬عندما اجتمع المجلس العسكري‮ ‬يوم العاشر من فبراير بدون مشاركة الرئيس حسني‮ ‬مبارك هنا‮ ‬يجب القول إن المجلس العسكري‮ ‬كان‮ ‬يعمل وفق منظومة عسكرية محددة،‮ ‬ولم‮ ‬يكن من المهم حضور الرئيس في‮ ‬هذا الوقت كما قررت القيادة العسكرية ومن ثم كان البيان الذي‮ ‬صدر‮.‬
‮ ‬ولكن لماذا تأخر الرئيس في‮ ‬إعلان قراره بنقل اختصاصاته لنائبه عمر سليمان حتي‮ ‬مساء العاشر من فبراير؟‮!‬
‮ ‬التأخير في‮ ‬اتخاذ القرار كان السمة الغالبة لرجال النظام في‮ ‬مواجهة المتغيرات الحادثة علي‮ ‬الأرض وتحديدًا في‮ ‬القرارات التي‮ ‬كان‮ ‬يصدرها الرئيس ومؤسسة الرئاسة بسبب عدم الدراسة الكافية للأمور،‮ ‬وكان هناك ارتباك في‮ ‬اختيار الوقت المناسب والتحرك في‮ ‬ضوء ذلك،‮ ‬وهو أمر أربك الشارع أىضًا،‮ ‬أما خطاب الرئيس في‮ ‬هذا اليوم فقد تم تسجيله في‮ ‬قصر الرئاسة بالاتحادية وتم إجراء أكثر من عملية مونتاج له وهكذا فإن هذا الخطاب ادخلت عليه تعديلات عديدة،‮ ‬لدرجة أن كثرة التعديلات التي‮ ‬تم ادخالها علي‮ ‬هذا الخطاب أفرغته من مضمونه،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فإن المتلقي‮ ‬لم‮ ‬يفهم شيئًا من هذا الخطاب وهذا ما تسبب في‮ ‬رفضه،‮ ‬وكان‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون هناك استجابة واضحة لمطالب الشعب في‮ ‬هذا الخطاب‮.‬
‮ ‬هل تعتقد أن هناك بعض الأطراف داخل مؤسسة الرئاسة كانت تريد فعلاً‮ ‬أن تصل الأمور بالبلاد إلي‮ ‬هذا الحد؟
‮ ‬الأطراف التي‮ ‬كانت موجودة في‮ ‬القصر لم‮ ‬يكن لها هدف وقتها أو قدرة لأن الواقع علي‮ ‬الأرض كان هو محرك الأحداث وليس أحدًا آخر،‮ ‬غير أنني‮ ‬أقول إن الكبرياء كان هو الدافع لهذا التشدد،‮ ‬كان من الصعب علي‮ ‬هؤلاء أن‮ ‬يتنازل أي‮ ‬منهم عن مناصبهم بسهولة وفي‮ ‬نفس الوقت فإن الجماهير كانت تطالب بقرارات ونتائج سريعة،‮ ‬وكانت هناك قوة تدفع بالناس والمتظاهرين بالبقاء في‮ ‬أماكنهم للمطالبة باسقاط النظام،‮ ‬وكان المتظاهرون‮ ‬ينتمون إلي‮ ‬قوي‮ ‬متعددة ومن اتجاهات مختلفة‮.‬
‮ ‬في‮ ‬تقديرك لماذا كان الموقف العدائي‮ ‬من الإدارة الأمريكية تجاه مبارك ونظامه خلال أحداث الثورة؟
‮ ‬من منظوري‮ ‬كمواطن مصري،‮ ‬أمريكا دولة استعمارية ولها مخططها وأهدافها في‮ ‬مصر والمنطقة،‮ ‬كما أن أمريكا شعرت أن مبارك قد انتهي‮ ‬فأرادت أن تركب الموجة وتظهر بمظهر المساند للشعب المصري‮ ‬وهي‮ ‬لها مصالح كبيرة مع مصر،‮ ‬بصفتها دولة محورية في‮ ‬إفريقيا والشرق الأوسط‮.‬
‮ ‬هل كان لديكم قناعة بأن مصر تواجه مؤامرة هدفها إسقاط الدولة لصالح مخطط الشرق الأوسط الجديد؟‮!‬
‮ ‬لقد أثير موضوع الشرق الأوسط الجديد منذ ثماني‮ ‬سنوات سبقت ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير،‮ ‬وهو مخطط استهدف المنطقة كلها وكافة البلدان العربية بلا استثناء،‮ ‬ولكن كانت هناك صعوبات تعترض تنفيذ هذا المخطط،‮ ‬خاصة وأن كافة الدول العربية عارضت هذا المخطط الواضح والمعلن لكن الأحداث التي‮ ‬شهدتها مصر وبعض البلاد العربية الأخري‮ ‬تلاقت مع المخطط الأمريكي،‮ ‬فهذه البلاد كانت تعاني‮ ‬من الفساد والاستبداد فاستغلت أمريكا الحالة الرافضة من الشعوب لهذا الفساد والاستبداد الذي‮ ‬كان موجودًا وحاولت تنفيذ مخططها في‮ ‬مصر والمنطقة‮.‬
‮ ‬يوم العاشر من فبراير‮ ‬2011،‮ ‬رفضت الجماهير بيان الرئىس بنقل الاختصاصات إلي‮ ‬النائب عمر سليمان،‮ ‬من هو صاحب فكرة مغادرة الرئيس إلي‮ ‬شرم الشيخ‮ ‬يوم الجمعة؟‮!‬
‮ ‬لقد وضعت عدة خطط لإخلاء الرئيس وأسرته علي‮ ‬ثلاث مراحل،‮ ‬ثم عندما تطورت الأوضاع في‮ ‬البلاد ووصلت الجماهير إلي‮ ‬القصر الرئاسي‮ ‬كانت هناك مخاطر شديدة جدًا ولذلك طرحت فكرة أن‮ ‬يغادر الرئيس مبارك القصر الجمهوري‮ ‬إلي‮ ‬شرم الشيخ،‮ ‬واتصلت بالرئيس وأخبرته بفكرة المغادرة ففوجئت بالرئيس‮ ‬يرفض فكرة مغادرة القصر الرئاسي‮ ‬وقال لي‮: »‬أنا لن أغادر مصر أبدًا‮« ‬وكررها أكثر من مرة،‮ ‬وعندما قلت له أنت لن تغادر مصر أنت فقط ستذهب إلي‮ ‬شرم الشيخ رفض بشدة،‮ ‬وظل علي‮ ‬هذا الموقف حتي‮ ‬تم إقناعه بذلك بعد أن أكدت له أن هذا المطلب ضروري‮ ‬وملح،‮ ‬ثم أنني‮ ‬أجريت في‮ ‬هذا الوقت اتصالاً‮ ‬بالمشير حسين طنطاوي‮ ‬طلبت منه مساعدتي‮ ‬في‮ ‬نقل الرئيس إلي‮ ‬شرم الشيخ وفي‮ ‬نفس الوقت طالبت السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية بأن‮ ‬يبذل جهوده لإقناع الرئيس مبارك بضرورة مغادرة القصر إلي‮ ‬شرم الشيخ خوفًا من تعرضه وأسرته لمخاطر أمنية ونجحنا جميعًا في‮ ‬ذلك‮.‬
‮ ‬وكيف تمت عملية المغادرة؟‮!‬
‮ ‬بعد أن أقتنع الرئيس بالمغادرة تم ذلك عن طريق طائرة هليكوبتر وكان معه في‮ ‬الرحلة إلي‮ ‬شرم الشيخ صهره السيد منير ثابت شقيق قرينة الرئيس وكان قرار المغادرة لا تفاوض فيه مع الأسرة جميعًا وتم تنفيذه بترتيب منظم قبل إذاعة بيان التخلي‮ ‬عن السلطة‮.‬
‮ ‬وماذا عن باقي‮ ‬مجموعة المسئولين الذين كانوا متواجدين في‮ ‬القصر في‮ ‬هذا الوقت؟
‮ ‬كان هناك النائب عمر سليمان والسيد أحمد أبو والغيط وزير الخارجية والدكتور زكريا عزمي‮ ‬وأيضًا الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء وآخرين،‮ ‬وبالفعل اتخذت الإجراءات الخاصة بتأمينهم جميعًا لأن الشارع كان في‮ ‬حالة انفلات،‮ ‬وكانت الأوضاع الأمنية صعبة،‮ ‬فخشينا علي‮ ‬ارواحهم ووضعنا خطط لتأمينهم في‮ ‬إدارة شئون البلاد،‮ ‬وكان كل هدفنا هو متابعة الموقف خارج القصر الجمهوري‮ ‬في‮ ‬الاتحادية،‮ ‬خاصة وأن الضغط الشعبي‮ ‬كان رهيبًا،‮ ‬وسعينا في‮ ‬هذا الوقت إلي‮ ‬محاولة احتواء الموقف وعدم الاستفزاز لأن الضغط الشعبي‮ ‬كان رهيبًا وكانت الثقة بين القيادة السياسية والشعب المصري‮ ‬تكاد تكون منعدمة‮.‬
‮ ‬في‮ ‬اتصالاتكم بالرئيس الأسبق حسني‮ ‬مبارك ماذا كان رأيه عندما طلب منه التنحي‮ ‬عن السلطة؟
‮ ‬عندما اتصلت بالرئيس مبارك وكنا في‮ ‬هذا الوقت في‮ ‬مقر قيادة الحرس الجمهوري‮ ‬واتصل به أيضًا السيد عمر سليمان وضعنا الرئيس في‮ ‬الصورة وقلنا له إن الأوضاع أصبحت‮ ‬غاية في‮ ‬الصعوبة،‮ ‬وأنه لا خيار أمامه سوي‮ ‬التخلي‮ ‬عن السلطة وبمساعدة المشير طنطاوي‮ ‬والقوات المسلحة أمكن تجاوز هذا الأمر ووافق الرئيس سريعًا‮.‬
‮ ‬ما صحة ما تردد من أن المشير حسين طنطاوي‮ ‬رفض تولي‮ ‬السلطة حال تخلي‮ ‬الرئىس وأنه عرض عليك وعلي‮ ‬آخرين منصب وزير الدفاع واعتذرتم؟
‮ ‬هذه الرواية اثيرت وقد سمعتها ولكنها رواية‮ ‬غير دقيقة،‮ ‬هناك فصائل كانت تسعي‮ ‬إلي‮ ‬ارباك القيادة ولكننا لم نسمح بها واستوعبناها‮.‬
‮ ‬ما هي‮ ‬شروط مبارك في‮ ‬التخلي‮ ‬عن السلطة؟
‮ ‬مبارك لم تكن له أية شروط محددة،‮ ‬لقد وافق علي‮ ‬التخلي‮ ‬عن السلطة سريعًا،‮ ‬وكان قرار التخلي‮ ‬يعني‮ ‬انتهاء حكم الرئيس مبارك نهائيًا وفقط طلب منا ألا‮ ‬يذاع بيان تخليه عن السلطة الذي‮ ‬ألقاه السيد عمر سليمان إلا بعد مغادرة زوجته السيدة سوزان مبارك ونجله السيد جمال مبارك مقر الإقامة الرئاسي‮ ‬في‮ ‬القاهرة إلي‮ ‬شرم الشيخ،‮ ‬وهو ما تم بالفعل‮.‬
‮ ‬وماذا عن المجلس الرئاسي‮ ‬بعد تخلي‮ ‬مبارك عن السلطة؟
‮ ‬هذه الفكرة طرحت بالفعل،‮ ‬ولكن المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة هو الذي‮ ‬تولي‮ ‬السلطة بناء علي‮ ‬تكليف من الرئيس مبارك للمجلس لإدارة شئون البلاد،‮ ‬وكما قلت لك فإن مصطلح‮ »‬التخلي‮« ‬وليس‮ »‬التنحي‮« ‬كان ضروريًا لأنه أشمل وأعم،‮ ‬لقد كان الهدف هو إرضاء الشعب والقبول بمطالبه كاملة،‮ ‬وكان مطلب الشعب في‮ ‬هذا الوقت هو إبعاد الرئيس مبارك عن السلطة تمامًا،‮ ‬وقد كنت أنا صاحب كلمة‮ »‬التخلي‮« ‬وليس‮ »‬التنحي‮« ‬وقد أبلغت الرئىس بها فوافق علي‮ ‬الفور‮.‬
‮ ‬قال لي‮ ‬اللواء عمر سليمان أنه طلب من الرئيس مبارك منذ الخامس من فبراير أن‮ ‬يسمح بمغادر السيدات من أسرته إلي‮ ‬الخارج إلا أنه رفض ذلك،‮ ‬لماذا رفض الرئيس؟
‮ ‬لم تثر أمامي‮ ‬معلومة طلب اللواء عمر سليمان من الرئيس أن‮ ‬يسمح بمغادرة أسرته ولكن ما استطيع قوله إن الرئيس مبارك رفض رفضًا قاطعًا مناقشة فكرة مغادرته للبلاد وأصر حتي‮ ‬اليوم الأخير أن‮ ‬يبقي‮ ‬في‮ ‬مصر‮.‬
‮ ‬ماذا عن واقعة طرد د.حسام بدراوي‮ ‬من القصر الرئاسي‮ ‬بعد إسناد منصب الأمين العام للحزب الوطني‮ ‬إليه؟
‮ ‬هذا صحيح،‮ ‬لأن المجموعة التي‮ ‬كانت موجودة بالقصر وعلي‮ ‬رأسها د.زكريا عزمي‮ ‬كانت علي‮ ‬خلاف مع د.حسام بدراوي‮ ‬وكانت ترفضه ولا تريد التعامل معه،‮ ‬وعندما استدعاه الرئىس مبارك إلي‮ ‬القصر الجمهوري‮ ‬كان الهدف هو البحث عن مخرج للأزمة‮.‬
‮ ‬بقي‮ ‬سؤال أخير في‮ ‬هذه الحلقة،‮ ‬ما هي‮ ‬رسالتك إلي‮ ‬الرئيس مبارك وهو وراء الأسوار الآن؟
‮ ‬أقول للرئيس مبارك‮ »‬لقد ساعدتنا علي‮ ‬أن تخرج البلاد من الأزمة إلي‮ ‬بر الأمان حيث ترك الحكم في‮ ‬هدوء تام وهذا القرار‮ ‬يحسب لك،‮ ‬ولم أعرف الفارق بين رجل الدولة وغيره إلا عندما رأيت محمد مرسي،‮ ‬ولذلك أقول لك لقد كنت رجل دولة بالمعني‮ ‬الصحيح بغض النظر عن الخلاف أو الاتفاق معك‮.‬
‮ ‬وما هي‮ ‬رسالتك للشعب المصري؟
‮ ‬أقول للشعب المصري‮.. ‬نحن دائمًا منحازون إليكم،‮ ‬وأي‮ ‬مسئول‮ ‬يتخلي‮ ‬عن رسالته في‮ ‬دعم الشعب المصري‮ ‬والوقوف إلي‮ ‬جانبه فلماذا نبقي‮ ‬نحن في‮ ‬مناصبنا،‮ ‬نحن بدونكم لا نساوي‮ ‬شيئًا‮.‬
الجمعة القادم الحلقة الثالثة‮: »‬أيام مع مرسي‮«!!‬
الحلقة الثانية
في‮ ‬الحلقة الثانية من حوار قائد الحرس الجمهوري‮ ‬السابق
مع مصطفي‮ ‬بكري‮ ‬علي‮ ‬قناة صدي‮ ‬البلد
اللواء نجيب عبدالسلام‮: ‬
مبارك لم‮ ‬يصدر أمرًا باطلاق الرصاص علي‮ ‬المتظاهرين‮ .‬
عمر سليمان نجا من محاولة اغتياله بإعجوبة ولا نتائج للتحقيقات‮.‬
مبارك كان لديه وعلم بالبيان الأول للقوات المسلحة ولم‮ ‬يحرك ساكنًا‮.‬
مبارك كان رافضًا مغادرة القصر إلي‮ ‬شرم الشيخ رغم المخاطر‮.‬
اقترحت استخدام كلمة‮ «‬التخلي‮» ‬عن السلطة بدلاً‮ ‬من‮ »‬التنحي‮«!!‬
مبارك استدعي‮ ‬بدراوي‮ ‬للبحث عن مخرج،‮ ‬ومجموعة زكريا عزمي‮ ‬أخرجته من القصر الرئاسي‮.‬
ثورة‮ ‬يناير أحدثت صدمة فكرية لدي‮ ‬صناع القرار في‮ ‬مصر‮.‬
بكيت‮ ‬يوم‮ ‬11‮ ‬فبراير و دعوت الله أن‮ ‬يجنبنا الصدام مع المتظاهرين‮.‬
أسرار جديدة‮.. ‬وتفاصيل مثيرة عن أحداث ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير وما تبعها من تداعيات تتكشف للمرة الأولي‮ ‬علي‮ ‬لسان الرجل الذي‮ ‬ظل صامتًا علي‮ ‬مدي‮ ‬السنوات الماضية،‮ ‬فيما كان هو الأقرب لكل الأحداث التي‮ ‬سبقت،‮ ‬وأعقبت الثورة‮.‬
وبقدر العاصفة السياسية،‮ ‬والإعلامية التي‮ ‬أحدثتها‮ »‬الحلقة الأولي‮« ‬لحوار قائد الحرس الجمهوري‮ ‬السابق اللواء‮ »‬نجيب عبدالسلام‮« ‬مع الإعلامي‮ »‬مصطفي‮ ‬بكري‮« ‬في‮ ‬برنامج‮ »‬حقائق وأسرار‮« ‬علي‮ ‬فضائية‮ »‬صدي‮ ‬البلد‮« ‬بقدر ما تكشف الحلقة الثانية عن الكثير من كواليس ما جري‮ ‬من أحداث،‮ ‬جرت وقائعها في‮ ‬مرحلة فاصلة من عمر الوطن‮.‬
في‮ ‬هذه الحلقة‮ ‬يكشف قائد الحرس الجمهوري‮ ‬السابق عن الرواية الحقيقية لمحاولة الاغتيال التي‮ ‬تعرض لها نائب رئيس الجمهورية‮ ‬الراحل عمر سليمان،‮ ‬ويروي‮ ‬كواليس صدور البيان رقم‮ (1) ‬الصادر عن القيادة العام للقوات المسلحة إبان أحداث الثورة،‮ ‬ويؤكد أن الرئىس الأسبق حسني‮ ‬مبارك لم‮ ‬يصدر أبدًا قرارًا باستخدام الذخيرة الحية في‮ ‬مواجهة المتظاهرين،‮ ‬وأنه عمل من منطلق مسئوليته عن الحرس الجمهوري‮ ‬علي‮ ‬تنفيذ هذا القرار بحذافيره‮.‬
ويتناول اللواء نجيب عبدالسلام دور الحرس الجمهوري‮ ‬في‮ ‬تجنب الصدام مع الشعب بعد أن بدأ المتظاهرون الزحف إلي‮ ‬القصرالجمهوري،‮ ‬ويفجر مفاجأة هامة،‮ ‬حين قال في‮ ‬حواره الهام أنه هو الذي‮ ‬اقترح علي‮ ‬الرئىس مبارك آنذاك المغادرة إلي‮ ‬شرم الشيخ،‮ ‬كما أنه صاحب اقتراح استخدام كلمة‮ »‬التخلي‮« ‬عن السلطة،‮ ‬بدلاً‮ ‬من‮ »‬التنحي‮« ‬في‮ ‬البيان الشهير الذي‮ ‬ألقاه الراحل عمر سليمان،‮ ‬والذي‮ ‬كلف فيه الرئيس السابق القوات المسلحة بإدارة شئون البلاد‮.. ‬وإلي‮ ‬تفاصيل الحوار‮.‬
‮ ‬بعد أن ذهب اللواء عمر سليمان إلي‮ ‬مكتبه في‮ ‬مبني‮ ‬المخابرات العامة لينهي‮ ‬بعض المتعلقات سمعنا في‮ ‬هذا الوقت عن محاولة لاغتياله بينما هو متجه إلي‮ ‬القصر الجمهوري‮.. ‬ماذا عن هذا الحدث؟
‮ ‬من واقع مسئوليتي‮ ‬بمجرد تعيين اللواء عمر سليمان نائبًا للرئيس أصبح من مهامي‮ ‬تأمينه وأمرت بتشكيل ركاب لتأمينه من مبني‮ ‬المخابرات بالزيتون وطلبت منه ركوب السيارة المدرعة الخاصة بالرئاسة ويترك سيارته وبطبيعة الأحوال كان هناك‮ ‬غليان في‮ ‬الشارع ولم‮ ‬يكن معروف بالضبط من هو علي‮ ‬الأرض سواء شرطة أو مواطنين أو‮ ‬غيرهم وفي‮ ‬شارع الخليفة المأمون في‮ ‬الطريق إلي‮ ‬قصر الاتحاية حدث إطلاق النار علي‮ ‬الركاب بكثافة وكان الهم الأكبر سرعة الإخلاء للسيد عمر سليمان وبدأت باقي‮ ‬السيارات في‮ ‬التعامل مع مطلقي‮ ‬النيران وأصيبت سيارته التي‮ ‬لم‮ ‬يركبها وتوفي‮ ‬سائقه وحارسه،‮ ‬وبعدها اطمئننا علي‮ ‬اللواء عمر سليمان‮.‬
‮ ‬ولكن ما قيل في‮ ‬هذا الوقت أنه ركب السيارة‮ (‬(5‮) ‬ولم‮ ‬يركب سيارته ومع ذلك تم اطلاق الرصاص علي‮ ‬ال‮(‬X5‮)‬؟‮!‬
‮ ‬بالفعل حدث هذا‮ ‬،‮ ‬ولكن دعني‮ ‬أقول لك إن من اطلق الرصاص علي‮ ‬السيارة‮ (‬X5‮) ‬لم‮ ‬يكن محترفًا والاشتباك لم‮ ‬يكن قاصرًا فقط علي‮ ‬هذه السيارة مما‮ ‬يشير إلي‮ ‬أن الأمر لم‮ ‬يكن مخططًا،‮ ‬وعمومًا هذا الأمر من الأمور السرية لأنه كان رهن التحقيق ومن المؤكد أن النتائج ستعلن إن شاء الله‮.‬
عمومًا أنا منذ محاولة الاغتيال قام الحرس الجمهوري‮ ‬بالإشراف علي‮ ‬تأمين عدد كبير من الشخصيات مثل اللواء محمود وجدي‮ ‬وزير الداخلية والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء وكل من كان لهم دور مهم في‮ ‬صناعة القرار في‮ ‬هذا الوقت‮.‬
‮ ‬كيف كانت القيادة تنظر إلي‮ ‬مسار ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير في‮ ‬هذا الوقت؟‮!‬
‮ ‬لقد كنت دائمًا أقول إن ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير هي‮ ‬ثورة الصدمة الفكرية،‮ ‬لأن هذه الصدمة مرتبطة بالفكر والعقل وقد أحدثت شللاً‮ ‬فكريًا ولم‮ ‬يتمكن أحد من القدرة علي‮ ‬التصرف وإصدار القرارات،‮ ‬ومن ثم لم‮ ‬يستطع أحد التعامل مع المتظاهرين المحتشدين في‮ ‬الميادين في‮ ‬هذا الوقت‮.‬
وقد كانت وزارة الداخلية هي‮ ‬من أكثر المؤسسات التي‮ ‬أصيبت بهذا الشلل الفكري‮ ‬وعدم القدرة علي‮ ‬اتخاذ القرار بسبب تطور الأحداث التي‮ ‬فاجأت الجميع‮.‬
وفي‮ ‬الأول من فبراير‮ ‬2011‮ ‬اجتمعت القيادة العامة للقوات المسلحة برئاسة المشير حسين طنطاوي‮ ‬وزير الدفاع والقائد العام،‮ ‬وأصدرت بيانًا أعربت‮ ‬يه عن تفهمها لمطالب المتظاهرين وتأييدها لهم،‮ ‬وفي‮ ‬نفس الوقت أنها لم تستخدم العنف أو تلجأ إلي‮ ‬القوة‮.‬
‮ ‬ولكن‮ ‬يبقي‮ ‬السؤال كيف سمح بإذاعة هذا البيان؟
‮ ‬لقد تم إذاعة البيان بقرار من المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة،‮ ‬ورئيس الجمهورية هو القائد الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة،‮ ‬ومن المؤكد أن‮ ‬يكون لديه علم وخلفية بهذا البيان،‮ ‬وبالتالي‮ ‬نحن كحرس جمهوري‮ ‬سهلنا مهمة إذاعة هذا البيان الصادر عن المجلس العسكري‮.‬
‮ ‬ولكن تردد في‮ ‬هذا الوقت أن هناك اتجاهًا من الجيش لعزل الرئيس؟‮!‬
‮ ‬هذا ليس صحيحًا،‮ ‬وقد كان ذلك من ضمن والشائعات التي‮ ‬تم ترديدها في‮ ‬هذا الوقت‮.‬
‮ ‬دعا الرئيس مبارك إلي‮ ‬اجتماع مساء الأول من فبراير وقد حضرتم هذا الاجتماع،‮ ‬وقد قال الفريق سامي‮ ‬عنان أنه طلب منكم نزع الذخيرة الحية من الحرس الجمهوري‮ ‬ووضع ذخيرة فشنك بدلاً‮ ‬منها؟‮!‬
‮ ‬أحب أن أؤكد أن الرئيس لم‮ ‬يصدر أية تعليمات باطلاق النيران علي‮ ‬المتظاهرين تمامًا،‮ ‬وفي‮ ‬المقابل لقد شجعناه علي‮ ‬هذا القرار وانحزنا إلي‮ ‬الشعب المصري‮ ‬في‮ ‬موقفه،‮ ‬خاصة وأن هذا الشعب كانت له مطالب عادلة،‮ ‬ومن ثم كانت لدينا قناعة بأن القوات المسلحة هي‮ ‬الأداة القادرة علي‮ ‬تحقيق هذه المطالب الشعبية،‮ ‬ومن ثم فقد عملنا علي‮ ‬تحقيق مطالبه المشروعة‮.‬
وقد كان هذا اللقاء الذي‮ ‬عقد مساء الأول من فبراير وشاركت فيه إلي‮ ‬جانب آخرين مع الرئيس الأسبق حسني‮ ‬مبارك،‮ ‬فقد كان الهدف منه هو تحليل ما وصلت إليه الأوضاع في‮ ‬البلاد‮.‬
أما بالنسبة للذخيرة فالحرس الجمهوري‮ ‬ليست لديه ذخيرة‮ »‬فشنك‮«‬،‮ ‬بل كلها ذخيرة حية،‮ ‬وهذا من طبيعة عملنا في‮ ‬سرعة التصدي‮ ‬لمواجهة الأحداث الطارئة أو وجود أحداث تستدعي‮ ‬الدفاع عن الرئيس ومؤسسة الرئاسة أو أي‮ ‬شخصية في‮ ‬ضيافة مصر‮.‬
لقد أذاعت القوات المسلحة بيانها الأول وعززته بعدم استخدام الذخيرة الحية أو القوة مع المواطنين بأي‮ ‬صورة من الصور،‮ ‬وأنا كقائد حرس جمهوري‮ ‬في‮ ‬هذا الوقت،‮ ‬كانت لدي‮ ‬تعليمات صدرت من القائد العام للقوات المسلحة بعدم استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين،‮ ‬وكان في‮ ‬مقابل ذلك هناك سلطة لرئيس الجمهورية لكنه لم‮ ‬يستخدمها،‮ ‬وأنا شخصيًا خلال الفترة الأخيرة في‮ ‬الأحداث كنت اتحاشي‮ ‬مقابلة الرئىس أو أتحدث معه رفعًا للحرج،‮ ‬إضافة إلي‮ ‬قراري‮ ‬الشخصي‮ ‬بعدم استخدام الذخيرة الحية ضد الشعب المصري‮.‬
‮ ‬لكن الرئيس مبارك استدعاك في‮ ‬2‮ ‬فبراير وكان إلي‮ ‬جواره جمال مبارك الذي‮ ‬عاتبك علي‮ ‬موقفك؟‮!‬
‮ ‬هذا أمر‮ ‬يخصه،‮ ‬ولكن من منطلق مسئوليتي‮ ‬في‮ ‬تأمين الشعب المصري‮ ‬كان موقفي‮ ‬واضحًا،‮ ‬وهذا هدف أساسي‮ ‬لا‮ ‬يمكن التخلي‮ ‬عنه‮.‬
لقد خططنا للاستعداد لزحف المتظاهرين إلي‮ ‬القصر الجمهوري،‮ ‬وكان هناك هدفين أساسيين بالنسبة لنا‮:‬
الهدف الأول هو تأمين المتظاهرين الذين بدأوا في‮ ‬التوجه إلي‮ ‬القصر‮.‬
الهدف الثاني‮ ‬هو تأمين قوات الحرس الجمهوري‮.‬
لقد كنا علي‮ ‬يقين أنه لو حدث صدام مباشر في‮ ‬هذه اللحظات الخطيرة لوصلت الأمور إلي‮ ‬مرحلة خطيرة وبالتأكيد كان سيتم فقد السيطرة بالضبط كما حدث مع رجال وزارة الداخلية أثناء الأحداث التي‮ ‬شهدتها البلاد‮ ‬يوم‮ ‬28‮ ‬يناير وما بعدها،‮ ‬وكانت الدماء ستتدفق وتتحول إلي‮ ‬بحور،‮ ‬ولذلك فكرت علي‮ ‬الفور في‮ ‬وضع الأسلاك الشائكة وذلك لمنع الاحتكاك بين الشعب وقوات الحرس الجمهوري،‮ ‬وكان ذلك بعد منتصف ليلة العاشر من فبراير،‮ ‬والحمد لله فإن الله وفقنا عندما سمعنا هتاف المواطنين وهي‮ ‬متجهة إلي‮ ‬القصر الرئاسي‮ ‬وشعرت وقتها بأن القرار قراري،‮ ‬وأنني‮ ‬مسئول عن حماية الشعب من جهة والرئيس وأسرته والحرس الجمهوري‮ ‬من جهة أخري‮.‬
دعوت الله في‮ ‬هذا اليوم وبكيت أن تمر الأمور بسلام واتخذت القرار بعدم استخدام الذخيرة‮.‬
لقد أصدرت تعليماتي‮ ‬بوضع الذخيرة في‮ ‬صناديقها بحيث‮ ‬يكون كل قائد برتبة‮ »‬عميد‮« ‬معه نسخة من مفاتيح هذه الصناديق والنسخة الأخري‮ ‬معي‮ ‬أنا شخصيًا،‮ ‬وكانت أوامري‮ ‬أنه لا‮ ‬يتم فتح صناديق الذخيرة إلا بقرار شخصي‮ ‬مني‮ ‬فقط،‮ ‬ونزلت إلي‮ ‬القوات وتأكدت من ذلك بنفسي‮ ‬وقلت للمتظاهرين أنتم أبناؤنا وفي‮ ‬حمايتنا ولن نمسكم أبدًا‮.‬
‮ ‬في‮ ‬العاشر من فبراير اجتمع المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة بدون رئيس الجمهورية،‮ ‬ماذا كان رأي‮ ‬الرئيس مبارك في‮ ‬ذلك؟‮!‬
‮ ‬عندما اجتمع المجلس العسكري‮ ‬يوم العاشر من فبراير بدون مشاركة الرئيس حسني‮ ‬مبارك هنا‮ ‬يجب القول إن المجلس العسكري‮ ‬كان‮ ‬يعمل وفق منظومة عسكرية محددة،‮ ‬ولم‮ ‬يكن من المهم حضور الرئيس في‮ ‬هذا الوقت كما قررت القيادة العسكرية ومن ثم كان البيان الذي‮ ‬صدر‮.‬
‮ ‬ولكن لماذا تأخر الرئيس في‮ ‬إعلان قراره بنقل اختصاصاته لنائبه عمر سليمان حتي‮ ‬مساء العاشر من فبراير؟‮!‬
‮ ‬التأخير في‮ ‬اتخاذ القرار كان السمة الغالبة لرجال النظام في‮ ‬مواجهة المتغيرات الحادثة علي‮ ‬الأرض وتحديدًا في‮ ‬القرارات التي‮ ‬كان‮ ‬يصدرها الرئيس ومؤسسة الرئاسة بسبب عدم الدراسة الكافية للأمور،‮ ‬وكان هناك ارتباك في‮ ‬اختيار الوقت المناسب والتحرك في‮ ‬ضوء ذلك،‮ ‬وهو أمر أربك الشارع أىضًا،‮ ‬أما خطاب الرئيس في‮ ‬هذا اليوم فقد تم تسجيله في‮ ‬قصر الرئاسة بالاتحادية وتم إجراء أكثر من عملية مونتاج له وهكذا فإن هذا الخطاب ادخلت عليه تعديلات عديدة،‮ ‬لدرجة أن كثرة التعديلات التي‮ ‬تم ادخالها علي‮ ‬هذا الخطاب أفرغته من مضمونه،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فإن المتلقي‮ ‬لم‮ ‬يفهم شيئًا من هذا الخطاب وهذا ما تسبب في‮ ‬رفضه،‮ ‬وكان‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون هناك استجابة واضحة لمطالب الشعب في‮ ‬هذا الخطاب‮.‬
‮ ‬هل تعتقد أن هناك بعض الأطراف داخل مؤسسة الرئاسة كانت تريد فعلاً‮ ‬أن تصل الأمور بالبلاد إلي‮ ‬هذا الحد؟
‮ ‬الأطراف التي‮ ‬كانت موجودة في‮ ‬القصر لم‮ ‬يكن لها هدف وقتها أو قدرة لأن الواقع علي‮ ‬الأرض كان هو محرك الأحداث وليس أحدًا آخر،‮ ‬غير أنني‮ ‬أقول إن الكبرياء كان هو الدافع لهذا التشدد،‮ ‬كان من الصعب علي‮ ‬هؤلاء أن‮ ‬يتنازل أي‮ ‬منهم عن مناصبهم بسهولة وفي‮ ‬نفس الوقت فإن الجماهير كانت تطالب بقرارات ونتائج سريعة،‮ ‬وكانت هناك قوة تدفع بالناس والمتظاهرين بالبقاء في‮ ‬أماكنهم للمطالبة باسقاط النظام،‮ ‬وكان المتظاهرون‮ ‬ينتمون إلي‮ ‬قوي‮ ‬متعددة ومن اتجاهات مختلفة‮.‬
‮ ‬في‮ ‬تقديرك لماذا كان الموقف العدائي‮ ‬من الإدارة الأمريكية تجاه مبارك ونظامه خلال أحداث الثورة؟
‮ ‬من منظوري‮ ‬كمواطن مصري،‮ ‬أمريكا دولة استعمارية ولها مخططها وأهدافها في‮ ‬مصر والمنطقة،‮ ‬كما أن أمريكا شعرت أن مبارك قد انتهي‮ ‬فأرادت أن تركب الموجة وتظهر بمظهر المساند للشعب المصري‮ ‬وهي‮ ‬لها مصالح كبيرة مع مصر،‮ ‬بصفتها دولة محورية في‮ ‬إفريقيا والشرق الأوسط‮.‬
‮ ‬هل كان لديكم قناعة بأن مصر تواجه مؤامرة هدفها إسقاط الدولة لصالح مخطط الشرق الأوسط الجديد؟‮!‬
‮ ‬لقد أثير موضوع الشرق الأوسط الجديد منذ ثماني‮ ‬سنوات سبقت ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير،‮ ‬وهو مخطط استهدف المنطقة كلها وكافة البلدان العربية بلا استثناء،‮ ‬ولكن كانت هناك صعوبات تعترض تنفيذ هذا المخطط،‮ ‬خاصة وأن كافة الدول العربية عارضت هذا المخطط الواضح والمعلن لكن الأحداث التي‮ ‬شهدتها مصر وبعض البلاد العربية الأخري‮ ‬تلاقت مع المخطط الأمريكي،‮ ‬فهذه البلاد كانت تعاني‮ ‬من الفساد والاستبداد فاستغلت أمريكا الحالة الرافضة من الشعوب لهذا الفساد والاستبداد الذي‮ ‬كان موجودًا وحاولت تنفيذ مخططها في‮ ‬مصر والمنطقة‮.‬
‮ ‬يوم العاشر من فبراير‮ ‬2011،‮ ‬رفضت الجماهير بيان الرئىس بنقل الاختصاصات إلي‮ ‬النائب عمر سليمان،‮ ‬من هو صاحب فكرة مغادرة الرئيس إلي‮ ‬شرم الشيخ‮ ‬يوم الجمعة؟‮!‬
‮ ‬لقد وضعت عدة خطط لإخلاء الرئيس وأسرته علي‮ ‬ثلاث مراحل،‮ ‬ثم عندما تطورت الأوضاع في‮ ‬البلاد ووصلت الجماهير إلي‮ ‬القصر الرئاسي‮ ‬كانت هناك مخاطر شديدة جدًا ولذلك طرحت فكرة أن‮ ‬يغادر الرئيس مبارك القصر الجمهوري‮ ‬إلي‮ ‬شرم الشيخ،‮ ‬واتصلت بالرئيس وأخبرته بفكرة المغادرة ففوجئت بالرئيس‮ ‬يرفض فكرة مغادرة القصر الرئاسي‮ ‬وقال لي‮: »‬أنا لن أغادر مصر أبدًا‮« ‬وكررها أكثر من مرة،‮ ‬وعندما قلت له أنت لن تغادر مصر أنت فقط ستذهب إلي‮ ‬شرم الشيخ رفض بشدة،‮ ‬وظل علي‮ ‬هذا الموقف حتي‮ ‬تم إقناعه بذلك بعد أن أكدت له أن هذا المطلب ضروري‮ ‬وملح،‮ ‬ثم أنني‮ ‬أجريت في‮ ‬هذا الوقت اتصالاً‮ ‬بالمشير حسين طنطاوي‮ ‬طلبت منه مساعدتي‮ ‬في‮ ‬نقل الرئيس إلي‮ ‬شرم الشيخ وفي‮ ‬نفس الوقت طالبت السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية بأن‮ ‬يبذل جهوده لإقناع الرئيس مبارك بضرورة مغادرة القصر إلي‮ ‬شرم الشيخ خوفًا من تعرضه وأسرته لمخاطر أمنية ونجحنا جميعًا في‮ ‬ذلك‮.‬
‮ ‬وكيف تمت عملية المغادرة؟‮!‬
‮ ‬بعد أن أقتنع الرئيس بالمغادرة تم ذلك عن طريق طائرة هليكوبتر وكان معه في‮ ‬الرحلة إلي‮ ‬شرم الشيخ صهره السيد منير ثابت شقيق قرينة الرئيس وكان قرار المغادرة لا تفاوض فيه مع الأسرة جميعًا وتم تنفيذه بترتيب منظم قبل إذاعة بيان التخلي‮ ‬عن السلطة‮.‬
‮ ‬وماذا عن باقي‮ ‬مجموعة المسئولين الذين كانوا متواجدين في‮ ‬القصر في‮ ‬هذا الوقت؟
‮ ‬كان هناك النائب عمر سليمان والسيد أحمد أبو والغيط وزير الخارجية والدكتور زكريا عزمي‮ ‬وأيضًا الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء وآخرين،‮ ‬وبالفعل اتخذت الإجراءات الخاصة بتأمينهم جميعًا لأن الشارع كان في‮ ‬حالة انفلات،‮ ‬وكانت الأوضاع الأمنية صعبة،‮ ‬فخشينا علي‮ ‬ارواحهم ووضعنا خطط لتأمينهم في‮ ‬إدارة شئون البلاد،‮ ‬وكان كل هدفنا هو متابعة الموقف خارج القصر الجمهوري‮ ‬في‮ ‬الاتحادية،‮ ‬خاصة وأن الضغط الشعبي‮ ‬كان رهيبًا،‮ ‬وسعينا في‮ ‬هذا الوقت إلي‮ ‬محاولة احتواء الموقف وعدم الاستفزاز لأن الضغط الشعبي‮ ‬كان رهيبًا وكانت الثقة بين القيادة السياسية والشعب المصري‮ ‬تكاد تكون منعدمة‮.‬
‮ ‬في‮ ‬اتصالاتكم بالرئيس الأسبق حسني‮ ‬مبارك ماذا كان رأيه عندما طلب منه التنحي‮ ‬عن السلطة؟
‮ ‬عندما اتصلت بالرئيس مبارك وكنا في‮ ‬هذا الوقت في‮ ‬مقر قيادة الحرس الجمهوري‮ ‬واتصل به أيضًا السيد عمر سليمان وضعنا الرئيس في‮ ‬الصورة وقلنا له إن الأوضاع أصبحت‮ ‬غاية في‮ ‬الصعوبة،‮ ‬وأنه لا خيار أمامه سوي‮ ‬التخلي‮ ‬عن السلطة وبمساعدة المشير طنطاوي‮ ‬والقوات المسلحة أمكن تجاوز هذا الأمر ووافق الرئيس سريعًا‮.‬
‮ ‬ما صحة ما تردد من أن المشير حسين طنطاوي‮ ‬رفض تولي‮ ‬السلطة حال تخلي‮ ‬الرئىس وأنه عرض عليك وعلي‮ ‬آخرين منصب وزير الدفاع واعتذرتم؟
‮ ‬هذه الرواية اثيرت وقد سمعتها ولكنها رواية‮ ‬غير دقيقة،‮ ‬هناك فصائل كانت تسعي‮ ‬إلي‮ ‬ارباك القيادة ولكننا لم نسمح بها واستوعبناها‮.‬
‮ ‬ما هي‮ ‬شروط مبارك في‮ ‬التخلي‮ ‬عن السلطة؟
‮ ‬مبارك لم تكن له أية شروط محددة،‮ ‬لقد وافق علي‮ ‬التخلي‮ ‬عن السلطة سريعًا،‮ ‬وكان قرار التخلي‮ ‬يعني‮ ‬انتهاء حكم الرئيس مبارك نهائيًا وفقط طلب منا ألا‮ ‬يذاع بيان تخليه عن السلطة الذي‮ ‬ألقاه السيد عمر سليمان إلا بعد مغادرة زوجته السيدة سوزان مبارك ونجله السيد جمال مبارك مقر الإقامة الرئاسي‮ ‬في‮ ‬القاهرة إلي‮ ‬شرم الشيخ،‮ ‬وهو ما تم بالفعل‮.‬
‮ ‬وماذا عن المجلس الرئاسي‮ ‬بعد تخلي‮ ‬مبارك عن السلطة؟
‮ ‬هذه الفكرة طرحت بالفعل،‮ ‬ولكن المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة هو الذي‮ ‬تولي‮ ‬السلطة بناء علي‮ ‬تكليف من الرئيس مبارك للمجلس لإدارة شئون البلاد،‮ ‬وكما قلت لك فإن مصطلح‮ »‬التخلي‮« ‬وليس‮ »‬التنحي‮« ‬كان ضروريًا لأنه أشمل وأعم،‮ ‬لقد كان الهدف هو إرضاء الشعب والقبول بمطالبه كاملة،‮ ‬وكان مطلب الشعب في‮ ‬هذا الوقت هو إبعاد الرئيس مبارك عن السلطة تمامًا،‮ ‬وقد كنت أنا صاحب كلمة‮ »‬التخلي‮« ‬وليس‮ »‬التنحي‮« ‬وقد أبلغت الرئىس بها فوافق علي‮ ‬الفور‮.‬
‮ ‬قال لي‮ ‬اللواء عمر سليمان أنه طلب من الرئيس مبارك منذ الخامس من فبراير أن‮ ‬يسمح بمغادر السيدات من أسرته إلي‮ ‬الخارج إلا أنه رفض ذلك،‮ ‬لماذا رفض الرئيس؟
‮ ‬لم تثر أمامي‮ ‬معلومة طلب اللواء عمر سليمان من الرئيس أن‮ ‬يسمح بمغادرة أسرته ولكن ما استطيع قوله إن الرئيس مبارك رفض رفضًا قاطعًا مناقشة فكرة مغادرته للبلاد وأصر حتي‮ ‬اليوم الأخير أن‮ ‬يبقي‮ ‬في‮ ‬مصر‮.‬
‮ ‬ماذا عن واقعة طرد د.حسام بدراوي‮ ‬من القصر الرئاسي‮ ‬بعد إسناد منصب الأمين العام للحزب الوطني‮ ‬إليه؟
‮ ‬هذا صحيح،‮ ‬لأن المجموعة التي‮ ‬كانت موجودة بالقصر وعلي‮ ‬رأسها د.زكريا عزمي‮ ‬كانت علي‮ ‬خلاف مع د.حسام بدراوي‮ ‬وكانت ترفضه ولا تريد التعامل معه،‮ ‬وعندما استدعاه الرئىس مبارك إلي‮ ‬القصر الجمهوري‮ ‬كان الهدف هو البحث عن مخرج للأزمة‮.‬
‮ ‬بقي‮ ‬سؤال أخير في‮ ‬هذه الحلقة،‮ ‬ما هي‮ ‬رسالتك إلي‮ ‬الرئيس مبارك وهو وراء الأسوار الآن؟
‮ ‬أقول للرئيس مبارك‮ »‬لقد ساعدتنا علي‮ ‬أن تخرج البلاد من الأزمة إلي‮ ‬بر الأمان حيث ترك الحكم في‮ ‬هدوء تام وهذا القرار‮ ‬يحسب لك،‮ ‬ولم أعرف الفارق بين رجل الدولة وغيره إلا عندما رأيت محمد مرسي،‮ ‬ولذلك أقول لك لقد كنت رجل دولة بالمعني‮ ‬الصحيح بغض النظر عن الخلاف أو الاتفاق معك‮.‬
‮ ‬وما هي‮ ‬رسالتك للشعب المصري؟
‮ ‬أقول للشعب المصري‮.. ‬نحن دائمًا منحازون إليكم،‮ ‬وأي‮ ‬مسئول‮ ‬يتخلي‮ ‬عن رسالته في‮ ‬دعم الشعب المصري‮ ‬والوقوف إلي‮ ‬جانبه فلماذا نبقي‮ ‬نحن في‮ ‬مناصبنا،‮ ‬نحن بدونكم لا نساوي‮ ‬شيئًا‮.‬
الجمعة القادم الحلقة الثالثة‮: »‬أيام مع مرسي‮«!!‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.