«موجز تاريخ الأرمن .. من العصور القديمة إلى العصر الحديث» هو أحدث إصدارات الدار المصرية اللبنانية ، بالاشتراك مع جمعية القاهرة الخيرية الأرمينية العامة. الكتاب تأليف جورج بورنوتيان ، وترجمة سحر توفيق ، ويعد الكتاب سياحة في تاريخ أكثر الشعوب محبة للسلام والفنون وصنع الحضارة ، والتعايش الحميم مع كل الحضارات . يقول عنه الناشر محمد رشاد: «دعوة لقراءة تاريخ جدير بالقراءة ، رغم منعطفاته الشديدة ، وتعرجاته الطويلة ، التي ضمت جوانحها على انتصارات يسيرة النزر ، وإخفاقات يندر أن يحتملها شعب أو جنس» . و نادرًا ما قام «الأرمن» بدور المعتدي ، وبدلًا من ذلك برعوا في الزراعة والفنون والحرف والتجارة ، شيد الأرمن صروحًا هندسية فريدة ونحتوا تماثيلاً بديعة ، وكتبوا مخطوطات مستنيرة وأدبًا ، وقدموا عددًا من الأطروحات الفلسفية والقانونية المهمة . وأسهم الأرمن ، بفضل موقعهم ودورهم في التجارة الدولية ، في التطور الثقافي والعلمي للشرق والغرب على السواء ، ومع ذلك لا نعرف عنهم الكثير ، يؤكد هذا الكتاب أن التاريخ الأرمني يصعب جمعه ، فالمصادر المكتوبة قبل اختراع الأبجدية الأرمينية في القرن الخامس الميلادي ، تتطلب معرفة باللغات الأرمينية والإغريقية والفارسية الوسيطة والسريانية ، أما النصوص اللاحقة على هذا التاريخ فتتطلب معرفة باللغات العربية واللاتينية والجورجية والتركية وغيرها ، كما أن ما تعرضت له أرمينية من الغزو المتكرر والزلازل الكثيرة قد تسبب في تدمير أدلة تاريخية بالغة القيمة . يضاف إلى ذلك تقسيم أرمينية التاريخية بين الدول المجاورة لها جعل الأبحاث مهمة حساسة وصعبة في الغالب ، هذا فضلًا عن أن تطبيق الأساليب البحثية الحديثة لدراسة التاريخ الأرمني ، لم يحدث إلا مؤخرًا . تعد أرمينية واحدة من الأمم الصغيرة القليلة التي استطاعت أن تعيش رغم الاعتداءات المتكررة والتدمير والظلم والاضطهاد . وقد وصف الأرمن عبر التاريخ بأنهم قادرون على التكيف ، فكيف استطاعوا أن يستمروا في الحياة بينما اختفت أمم أكبر وأكثر قوة ؟