منذ أن حل الأرمن في سوريا بعد تهجيرهم إثر مجازر (1915 1923) تمركز القسم الأكبر منهم في مدينة حلب، لم ينسوا حياتهم الثقافية فقدموا بعض النشاطات الثقافية. وقد صدر مؤخرا كتاب "دراسات استشراقية" للمترجم الدكتور الكسندر كشيشيان، يتناول فيه دور الأرمن في الترجمة من الأرمنية إلى العربية وبالعكس، مؤكدا أن الأرمن يحتفلون في جميع أنحاء العالم بذكرى المترجمين الأوائل في شهر أكتوبر من كل عام وهو من الأعياد الرئيسية في حياتهم إلى درجة التقديس. ووفقا لدكتور وانيس باندك بصحيفة "البيان" الإماراتية، لم تكن للأرمن حروف أبجدية حتى القرن الخامس الميلادي، وكانوا يتكلمون اللغة الأرمنية مشافهة، ويتداولون الكتابة باليونانية والسريانية. ويعود فضل اختراع الأبجدية الأرمنية المؤلفة من 36 حرفاً إلى الراهب مسروب ماشتوتس الذي فتح عهداً جديداً من الحضارة المدونة أمام الأرمن بدءاً من عام 406م وتضافرت جهود المملكة الأرمنية والكنيسة بعدئذٍ لنقل أمهات المؤلفات التاريخية والفلسفية عن اليونانية والسريانية والفارسية واللاتينية بدءاً من أسفار الكتاب المقدس. وقد شهد النصف الثاني من القرن العشرين حركة نشطة جداً في نقل إبداعات الكتاب والشعراء والمؤرخين والمستشرقين والعلماء الأرمن من اللغة الأرمنية إلى العربية. كانت باكورة هذه الأعمال ترجمة الرواية الشعرية (عروج أبي العلاء) للشاعر الأرمني الكبير أواديك إسهاكيان إلى العربية في عام 1948 من قبل العلامة خير الدين الأسدي بمساعدة بارسيخ تشاتويان. وقد تم نشر حوالي 150 كتاباً من الأرمنية إلى العربية وبالعكس. و هي كتب تهتم بالأدب والتاريخ وكتب تهتم بالقضية الأرمنية والقضايا العربية بالإضافة إلى كتب علمية.