انتهى ماراثون الانتخابات الرئاسية الفرنسية بحسم المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند للمعركة بفارق ضئيل بعد أن حصل على 52% من أصوات الناخبين. ودفع الرئيس الفرنسي ثمن أخطاء عديدة ارتكبها في فترته الرئاسية، والتي كان أبرزها لهجة "العنجهية" التي كان يتحدث بها، بالإضافة إلى سياساته المالية التي ضغطت على الطبقات الفقيرة، وهجومه الدائم على المهاجرين والمسلمين. وأثبتت الانتخابات الأخيرة أن هناك تياراً يهب في أوروبا الآن بتأييد التيارات اليسارية التي تنحاز للطبقات الوسطى والفقيرة على حساب الرأسمالية المتوحشة التي صارت تستفز شرائح كثيرة في المجتمع الأوروبي، كما نفت المزاعم بأن الشعب الفرنسي يكره الأجانب، لأنه انحاز للمرشح الذى وعد بإعطاء حقوق للمهاجرين حاول ساركوزى أن يسلبها، ومنها حق الوافدين بالتصويت في الانتخابات القادمة. وكانت عوامل كثيرة قد ساهمت في الخسارة التي تلقاها ساركوزى في هذه الانتخابات خاصة بعد اتهامات تتعلق بالتلاعب في حملاته الانتخابية السابقة وكانت أقاويل قد ترددت بشأن دعم معمر القذافي لحملة نيكولا ساركوزى في 2007 وتسببت في صدمة لبعض المصوتين، حيث نقل عن أحد المحامين أن الزعيم الليبي الراحل مول حملة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الانتخابية بمبلغ وصل إلى 50 مليون يورو. ورفض ساركوزي الاتهام واصفاً إياه بالهراء لكن محامي رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي علي المحمودي المحتجز حاليا في تونس أكد أن القذافي قدم بالفعل تمويلا لحملة نيكولا ساركوزي الانتخابية. وقد تلقى ساركوزى عدة صفعات أخرى حين أعلن رئيس الحزب الوسطي الرئيسي فرنسوا بايرو إنه سيؤيد المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند في جولة الاعادة واتهم فرانسوا بايرو الذي حل خامسا في الجولة الأولى ساركوزي بالانحراف إلى اليمين المتطرف بشأن الهجرة والتخلي عن القيم الأوروبية بينما رفضت الزعيمة اليمينية المتطرفة مارين لوبان تأييد أياً من المرشحين المتنافسين. وسعى ساركوزي مباشرة إلى الحصول على تأييد نحو خمس الناخبين الذين دعموا الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة. وحث ساركوزي هذه الشريحة من الناخبين على عدم إتباع نموذج مرشحة الحزب مارين لوبان التي قالت أنها ستبطل صوتها. لكن الاستطلاعات أشارت إلى عدم قدرة ساركوزى على إقناعهم. وقال معلقوا التلفزيون الفرنسي إلى أن أداء ساركوزي في المناظرة التلفزيونية الأخيرة كان عاملاً حاسماً في هزيمته حيث كان أداؤه يشبه أداء "الملاكم" بينما كان هولاند مثل "لاعب الجودو" يستخدم لفتات ذكية ليخل بتوازن خصمه وكان هولاند واثقا من نفسه ومسترخيا في بدايات المناظرة وقال: إنه يريد أن يكون "رئيس العدالة و"رئيس النهضة" و"رئيس الوحدة".